بدأت معالم النتائج المخيبة لريال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم بالظهور مبكراً، ودفعت إدارة النادي لاتخاذ قرار بتخفيض أسعار تذاكر مباراة "الميرينغي" القادمة أمام ريال سوسيداد مطلع العام الجديد، إلى النصف، بغية التغلب على مشكلة تراجع الحضور الجماهيري للمباريات في الآونة الأخيرة. وشهدت مباريات الريال على أرضه في الموسم الحالي عزوفاً جماهيرياً ملحوظاً، خصوصاً مع ابتعاد الفريق عن منافسة الغريم التقليدي برشلونة في الدوري، ويبدو أن المشكلة ستتفاقم في أعقاب الأزمة العاصفة التي تسبب بها مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو مؤخراً بإجلاس الحارس المخضرم إيكر كاسياس على مقاعد البدلاء. وبحسب الموقع الرسمي لريال مدريد على شبكة الانترنت، فإن إدارة النادي قررت تخفيض أسعار تذاكر المباراة القادمة في السادس من الشهر القادم، أمام ريال سوسيداد إلى النصف لأعضاء النادي، وسط توقعات بتخفيض مماثل لمباريات أخرى يحتضنها ملعب "سانتياغو بيرنابيو". وفيما لم يعلن النادي عن سبب هذا التخفيض الكبير في أسعار التذاكر، ذهبت بعض التقارير الإسبانية إلى القول إن القرار جاء نتيجة طبيعية للأزمات التي بدأت تعصف بالريال مؤخراً، والتي تزامنت مع أسباب أخرى خارجة عن إرادة النادي، مثل الازمة الاقتصادية التي تعيشها إسبانيا، فضلاً عن انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير. وتؤكد لغة الأرقام الخاصة بالحضور الجماهيري لريال مدريد على أرضه، أن التراجع أصبح غير مسبوق خلال الموسم الحالي، إذ تراجع معدل حضور المباريات بنحو 5 آلاف متفرج للمباراة الواحدة مقارنة مع الموسم الماضي، وهي نسبة مرشحة للزيادة إذا ما استمرت النتائج المخيبة وتواصلت المشاكل داخل الفريق. ولم يقتصر تدني الحضور الجماهيري لأحد أكثر أندية العالم شعبية، على الدوري المحلي فحسب، بل شهدت بعض مبارياته البيتية في دوري أبطال أوروبا أرقاماً أقل من مثيلاتها في المواسم الماضية، فمباراة الفريق الأخيرة أمام أياكس أمستردام الهولندي حضرها 57 ألف متفرج فقط، بينما كان العدد أكبر قليلاً في اللقاء أمام مانشستر سيتي الإنكليزي. وحتى وقت قريب كان السبب الأول لهذا التراجع هو الأزمة المالية الطاحنة التي تعيشها إسبانيا، التي غدت صاحبة أكبر معدل للبطالة في أوروبا، حيث تجاوز عدد العاطلين عن العمل أربعة ملايين ونصف المليون شخص، قبل أن يُضاف إليه سبباً آخر وهو دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة. وإذا كانت الأسباب سالفة الذكر لا يتحمل ريال مدريد مسؤوليتها، فإن الأمر لا يبدو كذلك فيما يتعلق بالسبب الثالث، والمرتبط بتردّي النتائج وبدء مسلسل المشاكل والخلافات داخل الفريق، والتي كان بطلها الأول هو المدرب جوزريه مورينيو. وستكون الأسابيع القادمة مفصلية وحاسمة لوضع حد لهذه الأزمة غير العادية بالنسبة لإدارة النادي والرئيس فلورنتينو بيريز، إذ لن تجد الإدارة بُداً من الانفصال عن مورينيو في حال تواصل النتائج المخيبة وما يتبعها من مشاكل، لعل ذلك يدفع الجماهير للعودة إلى مقاعد "البرنابيو"، ذلك أن النادي الملكي يتفرّد عن غيره بوقوف مشجعيه بجانبه في أوقات الأزمات تماماً كما هو الحال عند تحقيق الإنجازات.