الولايات المتحدة تقرر التدخل العسكري في سوريا بمشاركة الدول الغربية لمنع استخدام الاسلحة الكيميائية ضد الجيش الحر

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : Maram | المصدر : www.m3n4.com

الولايات المتحدة تقرر التدخل العسكري في سوريا بمشاركة الدول الغربية لمنع استخدام الاسلحة الكيميائية ضد الجيش الحر


وكالات — تستعد دول غربية، ومن بينها الولايات المتحدة، للتدخل فيسوريا عسكرياً في حال اعتزم النظام في دمشق استخدام الأسلحة الكيميائية لصد تقدم الجيش الحر.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إن الولاياتالمتحدة قلقة من أن الرئيس بشار الأسد الذي يزداد نظامه يأسا قد يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية أو يفقد السيطرة عليها، فيما ذكرت تقارير أن بريطانيا وجهت تحذيرا قوياً لنظام الرئيس بشار الأسد عبر قنوات دبلوماسية من اللجوء إلى «الكيماوي» وسط مؤشرات عن إعداد النظام لاستخدام ترسانته من أسلحة الدمار الشامل ضد السوريين، فيما أكد خبراء أن عملية تأمين الأسلحة تتطلب ضربات جوية وإرسال قوات خاصة على الأرض.

وعقب اجتماع مع وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي وافق خلاله الحلف على إرسال بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ الى تركيا، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون: إن واشنطن أوضحت لسوريا أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون «خطاً أحمر» للولايات المتحدة.

وأضافت: «مبعث قلقنا هو أن نظام الأسد الذي يزداد يأساً قد يلجأ للأسلحة الكيميائية أو يفقد السيطرة عليها لصالح واحدة من الجماعات الكثيرة التي تعمل الآن في سوريا». وأردفت: «وبالتالي فإنه في إطار الوحدة المطلقة التي نتبناها من هذه القضية فإننا بعثنا برسالة لا لبس فيها مفادها أن هذا سيكون تجاوزاً لخط أحمر وسيحاسب المسؤولون عن هذا».

على أهبة الاستعداد

في الأثناء، ألمح مسؤول أميركي أن الولاياتالمتحدة على أهبة الاستعداد للتدخل عسكرياً فيسوريا خلال أيام، إذا استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية .

ونقلت صحيفة «ذي تايمز» أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يستعدون لشن عمل عسكري فيسوريافي غضون أيام، في حال قام نظامها باستخدام الأسلحة الكيميائية بمحاولة لصد قوات المتمردين الساعية للسيطرة على دمشق.

ونقلت صحيفة «ذي تايمز» عن المسؤول الأميركي أن التدخلالعسكري الذي ستقوده الولاياتالمتحدة وتشارك فيه بريطانيا ودول أخرى «ليس وشيكاً، لكن وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأميركيتين اللتين تملكان صلاحية إصدار القرارات بشأن عمليات الولاياتالمتحدةفي الشرق الأوسط، مستعدتان للتدخل إذا لزم الأمر».

وأضاف أن «العمل لن يتطلب تحركاً كبيراً.. لكن من السابق لأوانه توقع ما يمكن أن يحدث إذا تم اتخاذ قرار التدخل، غير أننا لم نصل إلى هذا النوع من القرارات».

وأضاف المسؤول الأميركي: «هناك الكثير من الخيارات، ويمكن أن تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري بسرعة وفي غضون أيام إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية، كما أن اتخاذ أي اجراء من هذا القبيل لن يتطلب الكثير بسبب وجود قوات اميركية في المنطقة».

75 ألف مقاتل

وأضافت الصحيفة البريطانية، أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا أعدتا خطة عسكرية لمهاجمة سوريا بريا باشتراك قوات من الأردن وتركيا وإسرائيل.

وبموجب هذه الخطة يقوم نحو 75 ألف مقاتل من القوات البرية ووحدات الكوماندوز بالسيطرة على منشآت الأسلحة الكيماوية السورية، كما سيفرض حظر طيران في أجواء سوريا، لمنع طائرات سورية من ضرب الأهداف بصواريخ مزودة برؤوس حربية كيماوية.

رسائل بريطانية

إلى ذلك كشفت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «كشف بأن بريطانيا استخدمت قنوات دبلوماسية سرية لتوجيه تحذير مباشر للرئيس الأسد من رد فوري إذا استخدم نظامه الأسلحة الكيميائية». وأضافت أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية أعلنوا مؤخراً عن التقاط صور بالأقمار الصناعية للقوات السورية وهي تنقل أسلحة كيميائية إلى مواقع تمكّنها من استخدامها بسرعة أكبر، فيما أعلنت مصادر في الاستخبارات الغربية عن اعتراض أوامر لإعداد غاز الأعصاب (راسين) للاستخدام.

ونسبت الصحيفة إلى هيغ قوله: «نحن قلقون من الأسلحة الكيميائية وأصبحنا أكثر قلقاً بشأنها في الأيام الأخيرة للأسباب نفسها لدى الولايات المتحدة، وقمنا بإرسال رسائل خاصة واضحة ومباشرة إلى النظام السوري عن العواقب الوخيمة التي ستتبع استخدام هذه الأسلحة».

موقف إسرائيلي

من جهته، اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ان اسرائيل «تتابع عن كثب» مسألة الأسلحة الكيميائيةفي سوريا. وتابع: «سمعت التعليقات المهمة للرئيس اوباما حول الموضوع ونحن نرى الامور بالطريقة نفسها، ونعتقد ان هذه الاسلحة يجب الا تستخدم ويجب أن لا تقع بأيدي عناصر إرهابية».

بدروه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده تؤيد تبني «موقف حازم جداً»، لكنه اوضح ان المعلومات التي سرت في الايام الاخيرة حول هذا الموضوع لاتزال تتطلب «تأكيدا».

وصرح فابيوس للصحافيين اثر اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الاطلسي في بروكسل انه في حال تأكد هذا الخطر «فهذا الامر يستدعي رداً فورياً من المجتمع الدولي»، مؤكدا ان «فرنسا تؤيد موقفاً حازماً جداً أسوة بالدول الاخرى» في الحلف الاطلسي.

مخاطر متوقعة

ويرى الخبراء ان تدخلا عسكريا لضمان امن الاسلــحة الكيميائية يفترض شن ضربات جوية وارسال قوات خاصة على الارض غير أن العملية ستنطوي على مخاطر ولن تكون مضمونة النتائج بسبب احتمال أن تكون الأسلحة موزعة على الكثير من المواقع.

وقال الخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط مايكل ايزنشتاد: إن عملية قصف جوية لمواقع الانتاج والتخزين المعروفة من المحتمل ان تؤدي الى «انبعاث عناصر كيميائية في الجو» وقد لا تدمر المخزون بالكامل. واوضح ان النظام قد يمنع الوصول الى بعض المواقع من خلال قصف مداخل تحصينات وتلغيم محيطها بواسطة قنابل عنقودية.

 

سيناريو متوقع

 

قال المحلل في شركة الاستشارات «آي اتش اس جاينز» ديفيد هارتويل متحدثا لوكالة «فرانس برس»: «من الصعب التفكير في سيناريو قابل للتنفيذ بدون إرسال رجال على الأرض». ويتفق الخبراء على أن هذا الخيار يفترض في مطلق الاحوال تغطية جوية للقضاء على الدفاعات الجوية السورية من اجل التمكن من إرسال جنود وطائرات استطلاع.

وذكرت الصحف الاميركية في فبراير أن مهمة البحث عن الاسلحةالكيميائية وضمان حمايتها وأمنها تتطلب 75 ألف عسكري. واوضح ديفيد هارتويل أن «أحد الخيارات الأكثر واقعية هو أن تقدم الولاياتالمتحدة التدريب والمساعدة لجيوش دول في المنــــطقة» تتولى بنفــسها التدخل، ذاكراً من هذه الدول المحتملة تركيا أو الأردن.