رسـالتـي إلى لِساني .. ابداع كلمة

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : الساعية إلى الجنة | المصدر : www.lakii.com

 

:

♦♦ رسالتـى إلى لسانـى ♦♦




••••••••••••••



يا لسانى ... يا قِطعةٌ مِنِّى ...


أبعثُ إليكَ برسالة ،، فيا ليتك تعيها ،، و تفهمها جيداً ،، فانتبه لكلامى ..


يا لسانى ... أنتَ سببُ سعادتى و هنائى ،، أو سببُ تعاستى و شقائى ..


فماذا ترضى لى ... ؟ !


أترضى لى الذنوبَ و الآثام و العذاب ،، أم ترضى لى الحسناتِ و الثواب .. ؟ !


أترضى لى الخـيرَ أم الشـر .. ؟ !


أترضى لى الجنةَ أم النار .. ؟ !


يا لسانى ... اعلم أَنِّى مُحَاسَبَةٌ على كُلِّ كلمةٍ تنطقُ بها .. فلا تقل إلا خيراً ، فإنك فى الآخرة ستشهدُ لى أو عَلَىّ ..


أَمَا علمتَ قولَ النبى صلى الله عليه و سلم :
(( و هل يَكُبَّ الناسَ فى النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم ))
[رواه الترمذى و قال : حديثٌ حَسَنٌ صحيح] .



و أنتَ تعلم أَنِّى لا أُطيقُ النار ،، أنا أضعف من ذلك بكثير ... !


يا لسانى ... أَمَا علمتَ قولَ رَبِّكَ سبحانه و تعالى :
(( مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))
[ ق : 18 ] .



فلا تتكلم إلا بما فيه مَصلحة .


يا لسانى ... لا تغتب أحداً ، فإنَّ رَبَّكَ جَلَّ و عَلا نهاك عن الغِيبة فقال :
(( و لا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً )) [الحجرات :12] .



يا لسانى ... لا تَنِمّ ،، فانميمة مُحَرَّمَة ، و قد قال رسولُنا صلى الله عليه و سلم :
(( لا يدخل الجنةَ نَمَّام )) [متفقٌ عليه] .



يا لسانى ... لا تكن كَذَّاباً ، فقد قال نبيك صلى الله عليه و سلم :
(( و إنَّ الكذبَ يهدى إلى الفجور ، و إنَّ الفجورَ يهدى إلى النار ، و إنَّ الرجلَ ليكذب حتى يُكتَبَ عند الله كَذَّاباً )) [متفقٌ عليه] .



أيَسُـرُّكَ أنْ أُكتَبَ عند الله كَذَّابَة ...

لاااااااا

فاحذر الكذب ، و تحرَّى الصِّدق ، و اجعله شعارك مهما كَلَّفَك ذلك و مهما كَلَّفَنى .

لا تقل إلا حقاً ،، و لا تنطق إلا صِدقاً .


يا لسانى ... إياكِ و شهادة الزُّور ، فقد قال رَبُّكَ سبحانه :
(( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ )) [الحج : 30] .



و أثنى سبحانه و تعالى على عباده فقال :
(( وَالَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ )) [الفرقان : 72] .



و عن أبى بَكْرَة - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه و سلم :
(( ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ؟ )) قلنا : بلى يا رسولَ الله ، قال : (( الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين )) و كان مُتكئاً فجلس ، فقال : (( ألا و قول الزُّور ، و شهادة الزُّور )) فما زال يُكَرِّرها حتى قلنا : ليته سكت . [متفقٌ عليه] .



فاحذر يا لسانى أن تشهدَ زُوراً ، فإنَّ ذلك يُغضِبُ رَبِّى عليك ،، و أنتَ جُزءٌ مِنِّى .


يا لسانى ... إيَّاكِ أن تلعنَ أو تَسُب ، فالمؤمن ليس بلعَّان كما أخبر بذلك النبىُّ صلى الله عليه و سلم فى قوله : (( ليس المؤمن بالطَّعَّان ، و لا اللعَّان ، و لا الفاحِش ، و لا البذئ )) [رواه الترمذى و قال : حديثٌ حَسَن] .



فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً ، و لا تلعن حيواناً و لا طيراً و لا غيره .


طَهِّر نفسك من اللعن ..


و لا تَسُبّ ميتاً ، فقد نهاك نبيك صلى الله عليه و سلم عن سَبِّ الأموات فقال :
(( لا تَسُبُّوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قَدَّموا )) [رواه البخارى] .



يا لسانى ... لا تدعوا على أحدٍ مهما بلغ من المعاصى و الذنوب ، بل ادعُ له بالهِداية .


يا لسانى ... احفظ نفسك ، و لا تنطق إلا خيراً ، فإنْ لم تجد ما تنطق به فالصمتُ أولى و أحسن فى حقك ، و قد قال نبينا صلى الله عليه و سلم :
(( مَن كان يُؤمنُ بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُت )) [متفقٌ عليه] .



أَمَا سمعتَ لقول الصحابىِّ الجليل عبدالله بن مسعودٍ رضى الله عنه :
{ و اللهِ الذى لا إله إلا هو ليس شئٌ أحوج إلى طُول سِجنٍ من لسانى } .


و كان يقول : { يا لسان ، قُل خيراً تغنم ، و اسكت عن شَرٍّ تسلم ، مِن قبل أن تندم } .


و صدق و اللهِ فى كلامه ... صدق ... فـ يا لسانى انتبه لقوله ، و خُذ به ، و اعمل بمضمونه .


يا لسانى ... إنى أخشى عليك النار ،، و أخافُ من غضب الجَبَّار ،، و أريدُ لك النعيم ،، و أخشى عليك العذابَ الأليم .


يا لسانى ... اعزِم من الآن على الصمت عن كُلِّ شَـر ،، و عدم النُّطق بما يَضُـر .


اعزِم على النُّطق بما فيه الخيرُ و المَصلحة ، و الصمت عَمَّا فيه مَفسدَة .


إيَّاك أنْ تتأثر بِمَن حَولك .. !


إيَّاكَ أنْ تتأثر بالمُغتابين و النَّمَّامين .. !


إيَّاكَ أنْ تتأثر بِمَن ينشرون الشائعات ، و لا يُراعون الحُرُمات .. !


إيَّاكَ أنْ تتأثر بالأَفَّاكين .. !


أو تنضم لفِئة الكَذَّابين .. !


يا لسانى ... احفظ نفسك و احفظنى ... و لا تُهمِل رِسالتى فتُهلكنى .


يا لسانى ... إِنِّى أُريدك أنْ تُصبحَ قائداً لى يقودنى إلى الخير ، و يأخذ بيدى للجنة ، و يسعى جاهداً فى صلاحى .


يا لسانى ... أكثِر مِن ذِكر الله ، فهو واللهِ مَنجاة ..


حافِظ على الأذكار بالليل و النهار ...


فإنِّى آمَلُ فيكَ الخير ، و إنكَ لراغبٌ فيه .


فابدأ مِن الآن ،، و تُبْ ،، و قُـل :


أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .



♦♦♦♦

بقلمى ،،
الثلاثاء 3 جُمَادَى الأُولَى 1430هـ ،،