الجن فى ضيافة علم الفيزياء !! -------------------------------------------------------------------------------- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... جميع المواد الصلبة تتكون من ذرات والذرة يسبح فى محيطها ألكترونات سالبة الشحنة وداخل الذرة بروتونات ثقيلة نسبياً موجبة الشحنة كما تتكون من نيوترونات وهى متعادلة من الوجهة الكهربائية . ووزن الذرة يتوقف على وزن البروتون الموجود فى نواتها والألكترون والبروتون جسيمان متضادين فى الشحنة فاهتزازهما يولد الشعور بهما بأن يؤثرا فى اهتزازات جسومنا ، ومن هنا تحدث الرعشة الخفيفة والتنميل . ولايوجد شىء فى الكون إلا وله اهتزاز وتتفاوت نسبة الاهتزاز من كائن إلى آخر . والكيان الفيزيقى الذى نحى فيه وهو الكيان الذى ندركه بالعين ومنظور لنا يقع بين منطقتين على أساس علم الاهتزازات .. الأول : اهتزاز مافوق البنفسجية وتقدر بـ 64000 بوصة كطول موجة وهذه يدركها الديك الذى يرى الملائكة فأمرنا بسؤال الله من فضله عند سماع صياحه . الثانى : اهتزاز ماوراء الحمراء وهذا مادون 34000 بوصة كطول موجة ويدركه الكلب والحمار الذى يرى الشياطين فأمرنا بالتعوذ منهم إذا سمعنا نهيق حمار أو نباح كلب . أما على جانب الاهتزاز السمعى فأسماعنا لاتدرك إلا ما يقع بين 20 ـ 20000 ذبذبة فى الثانية ، فمادون ذلك أو مازاد عن ذلك فلا يسمعه إلى الحيوان الأعجم الذى يسمع عذاب القبر أو مسحور يسمع أصوات تناديه بسبب الزيادة فى سرعة الذبذبات عنده . ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم رؤيته للأشياء بمختلف الموجات وعلى كافة سلالم الذبذبات الصوتية ، فرأى جبريل عليه السلام على صورته ويرى الشياطين تتخلل الصفوف ويسمع عذاب ويسمع أطيط السماء عندما تئط . والأثير له الفضل فى تماسك المادة إذ يوحد بين أجزائها عبر هذه الاهتزازات التى ذكرنا فهو يتخلل بذلك جسومنا ، والأثير نفسه هو يتضمن عالم الجن والملائكة فيتبين علمياً أمكانية دخول الجن والملائكة لجسم الإنسان . وبما أن لكل كائن فى الوجود ترددات واهتزازات فإن له طول موجة فيتوقف إدراكنا له على اهتزازاه ومن ثم طول موجته ، فلعلك تلاحظ أن تشغيل مروحة السقف بداية يمكن تتبع أحد أضلاعها بالعين ثم تختفى كلما زادت سرعتها ولانستطيع تتبعها . وقد أثبت العلم أنه ( كلما إزداد اهتزاز الشىء كلما اكتسب رقة وشفافية ) حتى يخرج من العالم المنظور إلى العالم الغير المنظور أو العكس ومن هنا يتضح لنا كيف يخطف الجن الإنسى أو كيف ينقل الأشياء أو يخفيها . إن عالم الجن والملائكة والروح لايسمع ولايرى ولايلمس إلا لمن شاء الله من عباده لأنهم مثلنا يسبحون فى بحر من الأثير ولكن لهم اهتزازات تفوق سرعة الضؤء فلا تؤثر فى أجسامنا التى لها اهتزازات بطيئة تتكون من العين والأذن وغيرها . نقل عرش بلقيس : اختلف أهل العلم فى ماهية الناقل لعرش بلقيس وكيف سيتم نقل عرش ملموس قبل يرتد طرف سليمان عليه السلام إليه ، فمنهم من قال ( عنده اسم الله الأعظم ) أى له دعوة مجابة ، ونقول لعل سليمان عليه السلام دعوته مجابة أكثر من غيره فهو النبى الملك ، ومنهم من توقف عن هذا وعن الخوض فيه ولعله أسلم وأحكم ، ومنهم من ذهب إلى أن عملية النقل تفسيرها يرجع إلى : 1 ) يقول أحد المهتمين (( .. إن التفسير المنطقي من الناحية العلمية لما قام به الذي عنده علم من الكتاب سواء كان إنسانا أو جناً حسب علمنا الحالي هو أنه قام بتحويل عرش بلقيس ملكة سبأ الي نوع من الطاقة ليس من الضرورة أن تكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة ، ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية او الطاقة الضوئية يمكن إرسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية . الخطوة الثانية التي قام بها الذي عنده علم من الكتاب هي إرسال هذه الطاقة من سبأ الي مملكة سليمان ، ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضؤ أي 300 ألف كم/ ثانية ، فزمن وصولها الي سليمان كان أقل جزء من الثانية وذلك حتى اذا بلغت المسافة بين سبأ وملك سليمان 3000 كلم . الخطوة الثالثة أنه أعاد هذة الطاقة عند وصولها الي المادة الأساسية التي كانت عليها وهي عرش سبأ ، وبصيغة أخرى إن كل جزئ وكل ذرة عادت الي مكانها الأول ، لنعد الي تفسير القرطبي في هذا الشأن ( ولا يقطع جوهر في حال واحدة مكانين ، بل يتصور ذلك بأن يعدم الله الجوهر في اقصى الشرق ثم يعيده الي الحالة الثانية وهي الحالة التي بعد العدم في أقصى الغرب ، أو يعدم الأماكن المتوسطة ثم يعيدها ) هذا توافق عجيب .. )) اهــ . فيرى الباحث أن العرش تم تحويله من مادة منظور لها كلتة ووزن إلى طاقة بتفتيت أجزائه وتحويله إلى طاقة غير منظورة ثم أعيد تجميعه فوقع نظر سليمان عليه ، كما نحول الماء المنظور إلى بخاء غير منظور ثم نعيده لحالته السائلة مرة أخرى . 2 ) ويرى باحث آخر أن مسألة نقل عرش بلقيس تم كالآتى (( .. من المعروف أن سرعة الضوء تساوي 300.000 كيلومتر في الثانيـة ( ثـلاث مائة ألف كيلومتر في الثانية ) والمعروف أن محـيط الكـرة الأرضيـة يسـاوي 30.000 ( ثلاثين ألف كيلومتر ) أي أن الضوء يدور حول الأرض 10 مـرات في الثانية ، فحركـة الضـوء هـي حركة فوق بصرية وبالتالي هي حركة غير مدركة فلا يحـس الإنسـان بحركـة الضوء . فإذا مر جسمٌ من أمام إنسان بسرعة تساوي نصف سـرعة الضـوء فإنـه لـن يراه ولن يشعر بأن شيئاً مرَّ أمامه , وكذلك إذا أُقيمَ شيء من مكانه بسرعة قصوى فلن يرى الجالس هذه العملية وكأن الجسم الموضوع أمامه لم يتحرك , ومن أمثلة ذلك حركـة وخفة السحرة والبهلوانين . ونعود إلى حركة الضوء , فمما سبق تبين لنا أن الضوء يدور عشرة مـرات حـول الأرض فـي ثانيـة وعليـه فـإن الدورة الواحدة تستغرق " عُشر ثانية 1/10 ثانية " فلو افترضنا بأن جسماً في نقطة مكانية أمامنا تحرك حول الأرض بسرعة الضوء ثم عاد إلـى مكانـه فمـاذا تتصورون أن نرى ؟ سنرى وكأن الجسم قد اهتز في سـرعة خاطفـة لا تكـاد تدرك وتسبب اهتزاز في الإدراك مباشرة , أمـا عمليـة الانتقال والحركـة والطوفان حول الأرض فلن تُدرَك وكلمـا زادت سـرعة الحركـة فلـن يـرى الإنسان شيئا يتحرك وكلما كانت السرعة أقل خـفت حركـة اهـتزاز الجسـم المرئية حتى يدرك المرء انتقالاً وعودة يقول القادر في كتابه الكريم (( قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أَناْ ءاتيكَ بهِ قبلَ أن يرتدَ إليك طرفك فلما رآهُ مستقراً عندهُ قالَ هذا من فضلِ ربي ليبلوني أَشكرُ أم أكفر ومن شكرَ فانما يشكرُ لنفسه ومن كفر فـان ربـي غنـيٌّ كـريم )) من سورة النمل 40 . فالآية دليل قاطع على الصرف المـادي الجسـمي وهـي دليـل عـلى اخـتراق الأبعاد الزمانية أو تقليصها أو طيها بالكامل ، فلذلك رآه مستقراً عنده ولم يرَ الحركة الانتقالية للعرش لأنها حركةٌ فوق بصرية , وهكذا يمكن تصور الصرف الجسماني الغير واع وهو : انتقال بقدرة الله تعالى في المكان بسرعة قصـوى متجـاوزة الأبعاد الزمانية فلا يشعر المنتقل إلا بأثر سريع ، هذا في حالـة مـا تكون السرعة تسمح بحدوث هـذا الأثـر أمـا إذا كـانت السـرعة روحانيـة فطبيعي أن السرعات الروحانية تفوق سرعة الضوء آلاف المرات وأكـثر حسـب طبيعة سرعة تلك الروح المتحركة . فقـد يتجـاوز الجسـم المتحـرك بسـرعات القوى الروحانية فيه " لأن الحالة الروحانية هي الغالبـة عـلي الجسـد " فقـد يتحـرك الجسم إلى السماء ويعود في زمن أقل مما حصل فـي مثالنـا السـابق وفـي أثناء الحركة يكون الإدراك للموجودات المحيطة بالمتحرك حاصل بقوة الروح . فـيرى الإنسـان ويسـمع ويؤثـر مادياً خارج حدود الأبعاد الزمانية , وهذه مقدمة إدراك حادثـة الإسـراء والمعراج ففي حالة الطي الزماني المكاني الغير واعي لا يدرك المنتقل خارج الأبعاد المكانية الزمانية ماذا جرى معه , لأن حركته فوق الإدراك المادي وعند العودة تكون العودة مادية فلا يدرى ما رأى , أما إذا كان الطي واعياً فهو إما انتقال بواسطة من الله مباشرة أو بسر تصرف مُعطى للإنسان مـن اللـه فيـدرك المنتقـل مـا رأى . والإدراك لما يتم باختصار شديد للزمن والمكان فهو حينما يدرك تلك الأمور يشعر وكأنه يتعامل معها زمانيا ومكانيـاً بصـورة عاديـة كـالذي يـرى الرؤيا الخاطفة ثم يصحو في ثوانيٍ فالمشهد الذي رآه أكبر في الزمن المرئي في المنام من الزمن المادي الخارجي للجسم , وكذلك ما حصل للرسول عليه الصلاة والسلام من مشاهد أكبر بكثير من الزمن المادي الذى حصلت به عملية الإسراء والمعـراج في الخارج بـل قـد تحتاج في حصولها إلى أيام فى زمن الشهادة ومع ذلك رأى تلك المشاهد الكبيرة فـي زمن قليل جدا حتى قيل بأن بأنه عاد وفراشه ساخن , وهذا ما يحـصل فـي حالة الطي الواعي للزمان والمكان .. )) اهــ . فصاحب هذا الرأى يجعل ذلك من باب طى الزمان والمكان وهو من باب الكرامات لبعض أولياء الله تعالى ولاعلاقة له بالجن . 3 ) ومنهم من توقف فى المسِألة وأسند العلم لله تعالى . اختفاء الأشياء : أما بطلب أو بسرقة ولها تفسير علمى وفق لقوانين الطبيعة والحسابات الفيزيائية للكون وطبيعة المواد ولطبيعة أجسادنا . فاختفاء " قلم كتابة " يعنى أنه قد زِيد فى سرعة اهتزازه بعد أن كان له سرعة اهتزاز معروفة تخضع لحواسنا فيمكننا لمسه ورؤيته مادام هذا القلم فى نطاق اهتزازاتنا ، ولكن لو رُفع اهتزاز القلم وتجاوز سرعة الضوء 1860000 ميل فى الثانية وهو مايعادل 300000 كلم فى الثانية ، أو 388 ياردة فى كل جزء من الثانية ، وبالبوصة كقياس موجة فإن هذا القلم يمكننا إدراكه باللمس أو بالرؤية إذا كان اهتزازه يقع بين 64000 بوصة كحد أقصى ولو زاد عن ذلك فلانراه ولانتدركه حواسنا أو 34000 كحد أدنى فلو قل عن ذلك فلاتدركه حواسنا ، وهذا مايمكن للملك أو الجنى أن يفعله بالأشياء كى ينقلها من مكان لآخر بما فى ذلك نقل الأشخاص . لذا تجد المسحور أو الممسوس يعانى من ضعف فى النظر ينجلى بخروج السحر لأنه ينظر بجزئية عالم آخر ، وتجد عنده كشف يقظى أو منامى قوى بالمقابل والله أعلم بحال عباده منا . عندما نقف على هذه الأمور العلمية يزداد إيماننا بعظمة الخالق الذى خلق كل شىء وأعطى كل شىء قدره .. فسبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ! تشكل الملائكة والجن : هما فى العالم الغير المنظور ولهما وجود بدليل الكتاب والسنة ومن قال بغير ذلك فهو كافر بلا خلاف بين أهل العلم ، فالملائكة والجن مما يعرف من الدين بالضرورة ، ولكن كيف يتمكنوا من التجسد فى الصور والأشكال المختلفة ؟ والله أعلم أن لهم اهتزازات وموجات كما بينة آنفاً .. فيستطيعوا بواسطة بعض الإلتواءات الغامضة أن يحيل نفسه إلى شىء مادى محسوس تتفاوت نسبة إدراكه على قدرة هذا المخلوق على التشكل لآخر ، وقدرة الشخص على إدراك هذا التشكل من عدمه . فالجن خلقوا من مارج من نار ، و المارج هو ذلك اللهب الازرق الذي يعلو النار ، و عنصره الكيميائي يحمل سمات غريبة لم تفك طلاسمه الى الآن ، فمن سماته أنه ليس مصدراً للحرارة أو يسبب احتراق ، لكنه يتأثر بالحرارة فهو ينتقل من الحالة الغازية الى الجامدة بسرعة فائقة دون المرور بالحالة السائلة و العكس صحيح ، والجن في النهار حينما يكون الطقس حاراً تتمد أرواحهم حتى تصبح شفافة و لا تستطيع العين المجردة رؤيتها وتأثيرهم فى عالم الإنس ضعيف ، و في الليل حينما يبرد الطقس تتقلص أرواحهم و قد يستطيع الإنسان ملاحظتها إن كانت حاضرة ، و لعل هذا سبب خوف الإنسان من الليل وتحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن ندع الصبيان . هذا بالنسبة للشخص السليم أماالمسحور أولاً ثم المسوس ثانياً تزداد القوى الاهتزازية للعين المادية عنده قيدرك مالايدركه السليم . والذى عندى ـ أنا أبو همام الراقى ـ أن عالم الملائكة وهم رسل ربنا ولايتنزلون إلا بأمره أمر لانستطيع قياسه على عالم الجن والتوقف فيه أسلم وأبرأ إلا بالقدر الذى يأذن به الشرع ، وإن كان العالمين على قرب من بعضهما البعض بدليل حياة إبليس بين الملائكة فى السماء قبل أن يُبلس ويُطرد من رحمة الله ، ولكن أمر الجن أمر نستطيع إخضاعه لبعض المقاييس والمعايير العلمية فأقول : اختلاف الجنسين بين البشر والجن اختلاف واضح بين لايختلف فيه عاقلان ولاتنتطح عليه عنزان ، وذلك لأن الإنسان خلق من صلصال كالفخار فدخل فى أصل خلقه عنصر التراب وهو ماجعله مرئى ملموس ، ودخل فيه عنصر الماء ودخل فيه عنصر الحرارة ، أماالجن فهو فاقد للصورة الترابية وفاقد للصورة المائية ، لذا يكون التعامل بين الجنسين مبنى على قانون الحرارة وهو العامل المشترك بينهما . فإذا أردنا أن نرى الجن فيكون إما بقدومهم لعالمنا وفى هذا لابد أن نراهم على طبيعتنا كإنس ووفق قوانيننا المادية وليس وفق قانونهم هم كجن ، فيدخل الجن فى دائرة الأبعاد الثلاثية ( طول وعرض وارتفاع ) لذلك يحتاج لشىء فى عالم الإنس لكى يتمثل أو يتجسد به . وإذا تشكل الجنى وجب عليه التقليل من سرعة اهتزازات أجزائه ليلحق بركب العالم الفيزيقى فيُلمس ويُسمع ويُرى ، وهذا الأمر لا يتسنى له إلا بشرط وهو أن يتماسك فى جسد أثيرى لكائن حى فى العالم المنظور سواء كان إنسان أو حيوان وقد نقول ـ على حياء ـ الجمادات أيضاً ، فهو يحتاج للقرين الجنى لجسد الإنسان أو للحيوان فيتكاثف فيه ويتماسك فيتحول باهتزازاته من شىء غير منظور إلى شىء منظور . وهذا التماسك لايتم إلا بشرط آخر وهو : وهو ذهاب الإنسى أو الحيوان الذى استخدم الجنى جسده فى التجسد فى غيبوبة أويكون فى حالة نوم وسبات ، إذا لايتجسد الجنى فى صورة ليس لها وجود فى عالم الإنس ، فلابد أن يكون لها وجود ويحتل جسدها الأثيرى ليتشكل به ، فلو تشكل الجنى فى صورة ( عَمْر ) فإن ( عَمْراً ) فى هذه الحالة فى غيبوبة تامة أو نوم عميق بسبب فصل جسده الأثيرى عنه ودواليك على بقية الكائنات ، فـ ( عمر ) خرج من دائرة الأبعاد الثلاثية وقانون المادة إلى قانون آخر وهو عالم الجن فلا سيطرة له على إدراكه ولا على جسده ، وغذا عاد لاتكون ذاكرته سجلت شيئاً ، لأنه فى عالم غير العالم المسموح به بالتسجيل إلا أن يشاء الله أن يذكر الشخص كذا وكذا . وقد نتجرأ قليلاً فى الاجتهاد ونقول أن الشخص الذى اُحتُل جسده ليتمثلوا به أو يتشكلوا به لو ـ قدّر الله ـ وأدرك أو حاول أن يستفيق من نومه أو غيبويته فأنه يفيق بلا سيطرة على جسده ولاقدرة على الحركة وهذا هو ثالث أنواع الجاثوم والله أعلم . وننوه إلى نقطة هامة وهو أن التجسد أو التمثل غير التشكل فالأول بيناه واشترطنا له شرطاً أما التشكل فهو ظهور صورة معينة فى المنام لشخص ما أو أمام العين فى اليقظة على هيئة طيف فهذا لايشترط له الشرط السابق من ذهاب الشخص المتشكل فى صورته فى غيبوبة أو نوم أنما هو نسخ لجسده الأثيرى كما يلتقط أحدنا صورة فوتوغرافية لشىء ما وينظر إليها أو يستخدمها سواء كان صاحب الصورة فى منام أو يقظة والله أعلم . ( إنه يراكم وقبيله من حيث لاترونهم ) : والتفسير العلمى لهذه الآية هو أن الجن يرانا من خلال الصورة النارية ولايرانا من خلال الصورة الترابية التى يفتقدها ، فهو بهذا يرانا من جهة غير الجهة التى نرى بها نحن الأشياء ، فنحن لا نرى صورته النارية إلا إذا تماسك فى صورة ترابية ، وهو يرانا من خلال صورتنا النارية التى هى جزء من تركيبنا ولأننا نمتلك تلك الصورة فنحن نتعامل مع سبع أطياف والجن يتعامل مع أطياف أخرى من الشمس لا تخضع لمنظومتنا البشرية ، فهو يرانا بشفافية أكثر ويخترق مجال نظره أجسادنا فيتعرف على محتويات الجسد وطريقة التفكير ومايدور فى العقل وماتحويه الذاكرة ، فكان خطره علينا أعظم وأطم لقدرة على اختراق الجسد والعقل والتفكير بالمس والوسوسة ، مع ملاحظة أن الجسم الأثيري موجود لدى الصنفين ولكن جسمه الأثيري لا يمثل أي صفة ترابية أو مائية , وجميع الأجسام الأثيرية لها تأثيرات متبادلة وترى بعضها كل حسب قانون الأثير العام ، فنرى الجن فى المنام لتحرر الروح من الأبعاد الثلاثية وتسبح فى نفس عالم الجن أو قريب من عالم الجن والملائكة ، ولكن عندما تعود الروح للجسد فأنها تكون سجينة لقانوا المادة التى لايمكنها تجاوزه إلا بمعجزة أو كرامة أو سحر أو مس أو ماشابه ذلك ، والله تعالى أعلى وأعلم . الموضوع لشيخنا ابي همام الراقي