زوجات النبي صلي الله عليه و سلم

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : قلب مسلمة | المصدر : www.startimes.com

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...
 
في هذا الموضوع تعريف بسيرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن أجمعين-،
ففي سيرتهن الكثير من المواقف المشرفة والأحداث الهامة التي تنفع سائر المسلمين ويقدمن لهم مثلاً
صادقاً على سلوك المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله والحافظة لبيتها وزوجها، فمن أجل ذلك وجب
علينا التعرف على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حياتهن وفضلهن، ومكانتهن في الإسلام
بعد دخولهن بيت النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الثريات المضيئة التي سطعن في بيت الرسول
صلى الله عليه وسلم واهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم، وننهل من هذه الينابيع الدافقة بنور العلم والمعرفة،
العامرة بنور الإيمان. ولما لسيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
من قيمة كبيرة في حياة الأمة الإسلامية، فهن معلمات وقدوة لنساء البشرية،
 
 
 
التعريف بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلهن ومكانتهن في الإسلام
 
 
1- خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-:
 
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم. فكانت ذات شرف ومال كثير، تزوجت خديجة وهي بكر (عتيق بن عائذ) فولدت له حارثة ثم هلك عنها، فتزوجت أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة، ثم هلك، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت أربعين سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وقال أبو عمر وأجمع أهل العلم: " أن خديجة – رضي الله عنها- ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم - رضي الله عنهن-، وأجمعوا أنها ولدت له القاسم، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم 1].
 
لقد كانت خديجة –رضي الله عنها- امرأة تاجرة، ذات شرفٍ ومال، تستأجر الرجال في مالها، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يتجر بمالها فوافق صلى الله عليه وسلم وذهب مع غلامها (ميسرة) في تجارة إلى بلاد الشام، وعاد من رحلته برزق وفير وأرباح طائلة2].
 
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرها، وأن أولاده كلَّهم منها إلا إبراهيم - رضي الله عنه - فإنه من سُرِّيّته 3]. وأن الله سبحانه وتعالى بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك,وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)، كما أنها لم تسوؤه قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عَتبُّ قط ولا هجر، وكفى به منقبة وفضيلة.وهي أوّل امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة من النساء والرجال4].
وفي شأنها قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم)وفضل خديجة لصبرها الجميل وجليل ما صنعته من أعمال صالحة وآثار نافعة قيمة، وفضل فاطمة لأنها بضعة من محمد صلى الله عليه وسلم، وأم النسل الشريف كله5].

1 محب الدين أحمد بن عبدالله الطبري . السمط الثمين / تحقيق محمد علي قطب .- القاهرة : دار الحديث للنشر،[ 1980م ؟].- ص. ص 23- 24.
2 المرجع نفسه .- ص 25.
3 المرجع نفسه .- ص 2
4 الطبري . السمط الثمين، المصدر السابق .- ص 40.
5 سعيد أيوب. زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .- ط1.- بيروت : دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، 1417هـ/ 1997م.- ص. ص 39- 42.
 
 
 
2- سَوْدةُ بنت زمْعَة - رضي الله عنها:
 
وهي سودة بنت زمعة بن قيس، بن عبدشمس، بن عبد وُدّ، بن نصر، بن مالك بن حِسْل، بن عامر، بن لؤي، وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار،تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد وفاة خديجة قبل العقد على عائشة، فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، ومن خواصها - رضي الله عنها - أن سودة بنت زمعة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أود أن أُحشر في زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء، وأنها آثرت بيومها حِبَّ النبي صلى الله عليه وسلم تقرباً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحُباً له، وإيثاراً لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها. وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها – 1]. توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، وقيل: توفيت سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية2].

1 أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله بن عساكر . الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين / تحقيق محمد مطيع الحافظ، ج1 .- ط1.- دمشق : دار الفكر، 1406هـ .- ص 40.
2 المصدر نفسه، ج1.- ص 41.

 
 
 
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها:
 
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان التيمَّي السَّعْديِّ القرشي, وكانت تُكنَّى بأمَّ عبد الله، وأمُّها أمُّ رُومان بنت عامر الكنانية، تَيمَّية، قرشّية، تزوجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث سنين، وهي بنتُ ست سنين وقيل سبع سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين في المدينة المنورة أول مقدمه في السنة الأولى؛ فكانت أحبَّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سُئل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها)، كما أنه لم يتزوج امرأة بكراً غيرها، وكان الوحي ينـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها [1].
كما أن الله - عز وجل- لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: (ولا عليك أن لا تَعْجلي حتى تسْتأمري أبَوْيك)، فقالت: أفي هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد الله ورسوله والدَّار الآخرة. فاستنّ بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت.وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، فهي التي برأها الله سبحانه وتعالى مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يُتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة.
وتُوفي الرسول صلى الله عليه وسلم في بيتها، وفي يومها، وبين سحْرها، ودُفن في بيتها2]. ثم أن المَلَك أرى صورتها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن يكنْ هذا من عند الله يُمضه)، كما أن الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقرباً إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فيُتحفونه بما يُحبُّ في منزل أحبّ نسائه إليه - رضي الله عنهم أجمعين-.
قال أبو عمر: وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين، ودفنت من ليلتها بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة[3

1 ابن عساكر . الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين، ج1، المصدر السابق .- ص 42.
2 عائشة عبدالرحمن . نساء النبي (عليه الصلاة والسلام) .- ط1.- بيروت : دار الكتاب العربي، 1403هـ- 1983م .- ص 114.
3المرجع نفسه .- ص 115.

 
 
 
 
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنها:
 
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رياح بن عبدالله بن قريط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب. ولدت وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين[01].
 
وقد نشأت حفصة رضي الله عنها مثل أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما يتميز به من جرأة وصلابة وقوة في الشخصية وكلمة نافذة واثقة، وقد قالت عائشة رضي الله عنها في وصف حفصة أنها: " بنت أبيها ". وكان أهم ما تعلمته حفصة القراءة والكتابة وإجادتها، ويعد هذا شيئاً غير عادي في ذلك الوقت[02].
 
تزوجت خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، وهاجرت معه إلى المدينة ولكنه مات، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا " قبل أحد، وقال أبو عمر: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث من الهجرة، وقيل: تزوجها سنة اثنتين من التاريخ[03].
 
وطلَّقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ عمر ذلك فحثا على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر ولا ابنته. فنزل جبريل عليه السلام من الغد فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمةً بعمر[04]. وأوصى إليها أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - وأوصت هي إلى أخيها عبد الله بما أوصى به عمر، وبصدقة تصدَّقت بها. وأمها زينب بنت مظعون الجمحي القرشي.
ومن فضلها ومكانتها ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه و أهل السيرة وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها، فأتاه جبريل فقال: (إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة)[05].
وعندما نذكر حفصة فلابد أن نذكر فضلها العظيم على الإسلام وعلى المسلمين حيث أول من احتفظت في بيتها بكتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم وذلك على ألواح وجلود وعظام وشقف، وبهذا حفظت للمسلمين القرآن[06].

1 عمرو يوسف . زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .- الإسكندرية، المركز العربي للنشر والتوزيع، [ 1980م؟ ].- ص 39.
2 أحمد حسين شرف الدين . أمهات المؤمنين .- ط1 .- الرياض : أحمد شرف الدين، 1404هـ/ 1984م.- ص.ص 50- 51.
3 سعيد أيوب . زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق.- ص 55.
4 أحمد حسين شرف الدين . أمهات المؤمنين، المرجع السابق.- ص 36
5 أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي . الإصابة في تمييز الصحابة/ تحقيق علي محمد البجاوي، ج1.- ط1.- بيروت: دار الجيل، 1412هـ .- ص582.
6 عمرو يوسف . زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق .- ص. ص 49 - 50.

 
 
 

 
5- زينب بنت خزيمة - رضي الله عنها:
هي " زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة العامرية القيسية", فهي هلالية قيسية، وأمها هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة، وكانت من أكرم العرب أصلاً ونسباً. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثلاث من الهجرة. وكانت تُسمى " أم المساكين " في الجاهلية، حيث اشتهرت بالسخاء والكرم الزائد والعطف على الفقراء والمساكين وأن فضيلة الحب والرحمة والرفق بالفقراء والمساكين هي من الفضائل المتأصلة في نفسها رضي الله عنها[01]. وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة، وتوفيت في حياته -عليه الصلاة والسلام- في آخر ربيع الآخر[02]، ودفنت بالبقيع وكان سنها يوم توفيت نحو ثلاثين سنة[03].

1 عمرو يوسف . زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق .- ص 39.
2 ابن حجر . الإصابة في تمييز الصحابة، المصدر السابق، ج 7 .- ص672.
3 ابن عساكر . الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين، ج1، المرجع السابق .- ص 44.
 

 
 
 


 
6- أمُّ سلمة بنت أبي أمية - رضي الله عنها:
 
هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة كعب بن لُؤي بن غالب بن فهر القرشي، أما أمها فهي عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جزيمة بن علقمة الكنانية، من بني فراس.
كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمها، وكان من كبار الصحابة فرُزقت منه: عُمر,ودُرَّة, وسلمة، وزينب، ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، وقيل: إنها أوّل من هاجر إلى المدينة من الظعائن، فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالٍ بقين من شوال سنة أربع، وماتت سنة اثنتين وستين في عهد إمارة يزيد بن معاوية وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتاً، وقيل بل ميمونة[01].

1 محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري . الطبقات الكبرى، ج8 .- بيروت : دار صادر .- ص 87.


 
 
 


 
7- زينب بنت جَحْش - رضي الله عنها:
 
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان أسد ابن خزيمة، وكان أسمها برَّة فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بعد زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، أما أمها فهي: أمية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت في مكة قبل البعثة بعشرين سنة. وكانت رضي الله عنها من السباقات إلى الإسلام في مكة.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة، وقيل: ثلاث. وكانت قبله تحت زيد بن حارثة، فطلَّقها, فزوجها الله إياها من فوق سبع سماوات وأنزل عليه: ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا ﴾ 1]، وكانت - رضي الله عنها - تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات2].
ومن خصائصها: كانت من أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعده، ولحُوقاً به، وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقال صلى الله عليه وسلم لنسائه: (أسرعكنّ لحاقاً بي أطولكن يداً) فكنَّ يتطاولن أيتهن أطولُ يداً. قالت عائشة - رضي الله عنها-:" فكانت زينب أطولنا يداً، لأنها كانت تعمل بيديها وتتصدق"، تُوفيت سنة عشرين، وهي أوَّل من غطَّي نعشها بعد وفاة فاطمة - رضي الله عنه 3].

1 سورة الأحزاب، الآية : 37.
2 عائشة عبدالرحمن . نساء النبي ( عليه الصلاة والسلام)، المرجع السابق.- ص 154.
3 ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج7، المصدر السابق .- ص 669.

 

 
 
 


 
8- جُويرية بنت الحارث - رضي الله عنها:
 
جُويرية بنت الحارث، هي برّة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جُويرية كما سمى ميمونة. وهي جويرية بنتُ الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مَالك بن جُذَيْمة – وهو المصطلق- بن سعد بن كعب بن عمرو، هو خُزاعة بن ربيعة بن حارثة بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن عسَّاف بن الأزد. من بني المصطلق، سباها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع، فصارتْ لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، أو لابن عمِّ له، وكاتباها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله في مكاتبتها، فقال: (أو خير من ذلك , أشتريك وأعتقك وأتزوَّجك؟) قالت: نعم، فتزوجها، فأطلق الناسُ ما بأيديهم من السَّبي وقالوا: قد صاهر إليهم النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وكانت جُويرية أعظم امرأة بركة على قومها، وكان زواجه منها سنة خمس بعد الهجرة، وتُوفيت سنة ستِّ وخمسين - رضي الله عنها- 1].
ومن فضائلها أن المسلمين قد أعتقوا ما لديهم من سبايا أهل بيتها من الرقيق، وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك من بركتها على قومها-رضي الله عنها -.
 

1 ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج7،  ص 565.

 

 
 
 

 
9- أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها:
 
أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، وهي ابنة أبي سفيان و أخت معاوية -رضي الله تعالى عنهما-، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وهاجرت مع زوجها عبُيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فولدتْ له حبيبة بأرض الحبشة، وكان عُبيد الله بن جحش هاجَر مسلماً، ثم تنصَّر هناك وهلك على نصرانيته، وبقيت أمُّ حبيبة مسلمة بأرض الحبشة، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم إليها في سنة ست من الهجرة، وأنها تُوفيت سنة أربع وأربعين على الأرجح - رضي الله عنها- وعن كل أزواجه الطيبات الطَّاهرات إلى يوم الدين، وهي التي أكرمت فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم أن يجلسَ عليه أبوها (أبو سفيان) لمّا قدمَ المدينة قبل إسلامه، وقالت له: إنك رجل مشركُ فلم أحب أن تجلس عليه. ومنعته من الجلوس عليه1].
 

1 عائشة عبدالرحمن . نساء النبي ( عليه الصلاة والسلام)، المرجع السابق .- ص 198- 212.



 

 
 
 
 
10- صَفيَّةُ بنت حيي - رضي الله عنها:
 
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبُيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب ابن النضير النحَّام بن ينحوم، من سبط هارون بن عمران، وأمُّها برَّة بنت شموأل، من بني قريظة، وقد تزوجت مرتين. الأولى تزوجها: سلام بن مشكم، ثم تزوجها كنانة بن أبي الحقيق، فقُتل يومَ خيبر، وكانت مما أفاء الله على رسوله، فحجبها بعد أن اصطفاها، ثم أعتقها، وجعل عتقها صداقها. فأولم علهيا بتمر وسويق، وقسَم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين، وذلك في سنة سبع من الهجرة. قال أنس: أمهرها نفسها، وصار ذلك سنة للأمة إلى يوم القيامة، يجوز للرجل أن يجعل عتق جاريته صداقها، وتصيرُ زوجته 1].
قال الترمذي: حدثنا إسحاق بن منصور، وعبد بن حُميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، عن ثابت عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: صفية بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لابنة نبيٍّ، وإن عمّك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفخرُ عليك؟) ثم قال: (اتَّق الله يا حفصة) قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وهذا من خصائصها - رضي الله عنها-.
وكانت صفية حليمة عاقلة، وتُوفيت في رمضان في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة خمسين، - رضي الله عنها-، وصلى عليها مروان بن الحكم ودفنت في البقيع 2].
 

1 عمرو يوسف . زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق .- ص .ص 11-12.
2 عمرو يوسف. زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق .- ص 15.
 

 
 
 
 
11- ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها:
 
هي برة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش.
كانت تزوجت أبو رُهمْ بن عبد العُزَّى،والذي كان مشركاً ومات على شركه وترك ميمونة أرملة في السادسة والعشرين من عمرها، وبعد وفاة زوجها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين وقد عرفت رضي الله عنها بالزهد والتقوى وكثرة الصلاة والتقرب إلى الله تعالى، كما روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن معظمها أحكاماً فقهية 1].
وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيها نزل قوله تعالى: ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ 2].
وتُوفيت في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، ودفنت بسرف في البقعة التي شهدت دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، وصلّى عليها عبد الله بن عباس، - رضي الله عنهم 3].
 

1 عمرو يوسف. زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق .- ص 117-119.
2 سورة الأحزاب، الآية : 50.
3 عمرو يوسف. زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق .- ص 119

 
 
 
 
 
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي يربطهن به قرابة
 
 
 
 
فإن زوجات النبي- صلى الله عليه وسلم التي تربطه بهن صلة علاقة نسب أو قرابة سبع نسوة، ست منهن قرشيات وتربطه بهن علاقة القبيلة أو العشيرة، وواحدة من بني أسد، وقرابته منها من جهة أمها، (بنت عمته) وهؤلاء هن:
 
خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية، تجتمع معه في قصي بن كلاب.
وعائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية، تجتمع معه في مرة بن كعب بن لؤي.
وحفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية، تجتمع معه في كعب بن لؤي.
وأم حبيبة (رملة) بنت أبي سفيان الأموية تجتمع معه في عبد مناف بن قصي.
وأم سلمة (هند) بنت أبي أمية المعروف بزاد الراكب المخزومية، تجتمع معه في مرة بن كعب بن لؤي.
وسودة بنت زمعة العامرية تجتمع معه في لؤي بن غالب.
ومن غير قريش قريش: زينب بنت جحش الأسدية وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب.
 
انظر سبل الهدى للصالحي
اسلام ويب
 
 
فضلهن ومكانتهن في الإسلام
 
 
 
 
ما ورد في فضلهن كلهن مجملا، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهن في كتابه فقال: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ﴾1].
عن عوف بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: (إن الذي يحبو عليكن بعدي لهو الصادق البار اللهم اسق عبدالرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة).
 
قال إبراهيم فحدثني بعض أهلنا من ولد عبد الرحمن أن عبد الرحمن باع ماله بكيدمة وهو سهمه من بني النضير بأربعين ألف دينار فقسمه على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم هذا حديث غريب من حديث عوف بن الحارث أبي الطفيل المدني عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن عبدالرحمن التميمي وقد روى عاليا من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد عنه والله أعلم. وإنما سمي بارا لأنهن أمهات المؤمنين فكان كالبار بأمه 2 ].
 
وعن أبي سعيد الخدري عن أم سلمه -رضي الله عنها- قالت: " نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال إنك إلى خير إنك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم 3]. لقد فضلت عائشة بأفضال على نساء النبي صلى الله عليه وسلم منها: أن الوحي أنزل في بيتها " لحافها" وأنها كانت ترى جبريل، وأن الله سبحانه وتعالى برأها بآية من السماء في سورة النور قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ 4]، وعن ذلك تقول عائشة رضي الله عنها: " فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر: قيل: ما هن يا أم المؤمنين؟ قالت:لم ينكح بكراً قط غيري، ولم ينكح امرأة أبوها مهاجران غيري، وأنزل الله عز وجل براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة، قال تزوجها فإنها امرأتك، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري، ومات في الليلة التي يدور علي فيها ودفن في بيتي 5].
وقد ورد حديث في البخاري عن عائشة أنها قالت:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى ".
هذا وقد كانت عائشة من المهاجرات للمدينة، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معظم غزواته، وكانت من المجاهدات في الحروب، وتوفي صلى الله عليه وسلم في بيتها بعد أن تسوك بسواك تسوكت هي به رضي الله عنها.
وكانت تنفق بسخاء في سبيل الله ودون حساب كالسيل المتدفق.
وقد زادت مكانة السيدة عائشة رضي الله عنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل فيها من الآيات تشهد لها بالطهر والنقاء من فوق سبع سماوات.
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج غازياً خيبر في جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة – بعد نحو عام من محنة الإفك- ليتخذ رايته الأولى من برد لزوجته عائشة تدعى العقاب 6].
وكان المسلمون يعلمون مدى حب الرسول لعائشة وإيثاره إياها فينتظرون حتى يكون في بيتها من يبعثون إليه بالهدايا. وقد ورد حديث عن أنس بن مالك قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام 7].
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
 
وأما ورد في فضل خديجة -رضي الله عنها- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب..)، لقد تفردت خديجة بهذا الفضل.. ومن أجل ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، دائم الذكر لها والحنين إليها، يترحم عليها، ويتحدث بأيامها، ويبر صواحبها، ويتهلل لمن يراه من أهلها 8].
 
وتُعَّد سودة - رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير، ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة 9].
 
أما فضل زينب بنت جحش فتقول: أن الله سبحانه وتعالى زوجني من فوق سبع سماوات 10]. وكانت -رضي اله عنها- كثيرة الإنفاق في سبيل الله.

1 سورة الأحزاب، الآية : 32.
2ابن عساكر . الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين، ج1، المرجع السابق .- ص 104.
3 المرجع نفسه .- ص. ص 105- 106.
4  سورة النور، الآية : 11.
5  سامية منيسي . الصحابيات ودورهن في بناء أمة الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، الكتاب الأول : أمهات المؤمنين والقرشيات.- القاهرة : دار المريخ، 1409هـ/ 1988م .- ص 73.
6  المرجع نفسه .- ص. ص 76-77.
7 المرجع نفسه .- ص 81.
8 مصطفى الطحان . أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة .- ط1، بدون مكان، بدون ناشر، 1423هـ .- ص 25 .
9  محمد برهان . زوجات حول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق .- ص 5.
10  مصطفى الطحان . أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة، المرجع السابق .- ص 60 .
 
 
 
 
دورهن في نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بأحواله الاجتماعية الخاصة:
 
 
 
 
لقد كان لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم دور عظيم في حفظ السنة النبوية ونقلها إلى المسلمين ومن خلال روايتهن للحديث الشريف.
لقد عاشت السيدة عائشة رضي الله عنها لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام.
قال الإمام الزهري: لو جمع علم عائشة، إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: " ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة 1].
لقد كان علم السيدة عائشة رضي الله عنها واسعاً غزيراً، فهي ملمة بكل ما تصل بالدين من قرآن وسنة وفقه، وفي ذلك قال الحاكم في المستدرك إن ربع أحكام الشريعة نقلت عنها (أي السيدة عائشة). وقال أبو موسى الأشعري الصحابي الجليل: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً قط إلا وجدنا عندها منه علما ً2].
فقد كان الصحابة يستفتونها في الأمور التي لا يستطيعون اتخاذ الرأي بشأنها، كما كانت تصحح لكبار الصحابة والعلماء الآيات والأحكام والأحاديث وتوضح لهم ما خفي عنهم. ومن أمثلة ذلك: رجوع أبو هريرة رضي الله عنه عما يرويه عن الفضل ابن عباس: أن من أدركه الفجر وهو جنب فلا يصم فلما سألت في ذلك عائشة وأم سلمة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من غير حلم ثم يصوم)، وعندما علم أبو هريرة بذلك قال: هما أعلم ورد ما كان يقول في ذلك 3].
وكانت حجرتها المباركة تعد مدرسة يختلف إليها طلاب العلم والمعرفة الذين وفدوا من مختلف الأقطار لينهلوا من هذا النبع الغزيز من العلم والمعرفة وكانت تحجب عن الطلاب غير المحار، كما كانت لا تفتي إلا بوجود الدليل من الكتاب والسنة 4].
وتعد السيدة عائشة -رضي الله عنها- من كبار حفاظ السنة النبوية الشريفة وقد وضعها المحققون في المرتبة الخامسة في حفظ الأحاديث وروايتها بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وابن عباس رضي الله عنهم، ولكنها تنفرد دونهم بميزة هامة وهي أنها كانت تروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ولم تنقلها عن أحد. ولذلك فقد روت أحاديث لم يروها غيرها، بذلك حفظت لنا جزءاً كبيراً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته في بيته، وكان كبار الحفاظ يذهبون إلى حجرتها حتى يتحققوا من صحة الأحاديث وقوتها، وكانوا إذا اختلفوا في شيء احتكموا إليها وعملوا برأيها 5].
ويقول أبو سلمة بن عبدالرحمن عن علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " ما رأيت أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إذا احتيج إليه ولا أعلم بآية فيم نزلت ولا فريضة من عائشة 6].
فكانت -رضي الله عنها- زعيمة الآخذين بناصر المرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.
وتروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار، سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض، فعلّمها كيف تغتسل، ثم قال لها: خذي فرصة ممسكة (أي قطعة من القطن بها أثر الطيب) فتطهري بها.. قالت: كيف أتطهر بها..؟ قال: تطهري بها، قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: سبحان الله تطهري بها..!! قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها، فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا، وتتبعي بها أثر الدم، وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه.
وفي حديث أم سلمة قالت: جاءت أم سليم (زوج أبي طلحة) رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق.. هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: نعم إذا رأت الماء.
فقالت أم سلمة (أم المؤمنين): لقد فضحت النساء، ويحك أوَ تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إذاً فبمَ يشبهها ولدها..؟
وكان المؤمنات يسألنه عن كل ما يعرض لهن على اختلاف درجاتهن في الحياء حتى كان بعضهن يشكو إليه هجر بعولتهن لهن اشتغالا بالتعبد أو لغير ذلك. وكان لا بد من تعليمهن وإنصافهن من بعولتهن.
مثل هذه الأسئلة الخاصة كانت تحرج النبي صلى الله عليه وسلم، فتتولى أمهات المؤمنين شرحها وتبيانها 7].
تقول السيدة عائشة: رحم الله نساء الأنصار، ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.. كانت المرأة من هؤلاء تأتي إلى السيدة عائشة -رضي الله عنها- لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام التي تستحي المرأة عادة من ذكرها.. كآداب المعاشرة والجماع والزينة وغيرها..
ومن المعروف أنّ السنة المطهّرة ليست قاصرة على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل تشمل قوله، وفعله، وتقريره.. وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة إتباعه، فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله صلى الله عليه وسلم في المنزل، غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله فكن أمهات للمؤمنين وزوجات لرسوله الكريم 8].
كان الرجال والنساء يرجعون بعده صلى الله عليه وسلم إلى أمهات المؤمنين في كثير من أحكام الدين ولاسيما الزوجية فمن كان له قرابة منهن كان يسألها دون غيرها 9].
فكان أكثرُ الرواة عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أختَها أمَّ كلثوم وأخاها من الرضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم وعبد الله ابني محمد بن أبي بكر، وحفصة وأسماء بنتي أخيها عبد الرحمن، وعبد الله وعروة ابني عبد الله بن الزبير من أختها أسماء. وروى عنها غيرهم من أقاربها ومن الصحابة والتابعين وهم كثيرون جدّا.
كذلك كان أكثر الرواة عن السيدة حفصة -رضي الله عنها- أخاها عبد الله بن عمر وابنه حمزة وزوجه صفية بنت عبيد وأم بشر الأنصارية -رضي الله عنهم أجمعين-.
وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، عاشت ميمونة رضي الله عنها حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين؛ لأنها كانت ممن وعين الحديث الشريف وتلقينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنها شديدة التمسك بالهدي النبوي والخصال المحمدية، ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف وروايته ونقله إلى كبار الصحابة والتابعين وأئمة العلماء. وكانت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- من المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف والحافظات له، حيث أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وسبعين حديثاً، وأكثر الرواة عن السيدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- أبناء أخواتها ولاسيما أعلمهم وأشهرهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وأشهر الرواة عن السيدة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها ابنتها حبيبة وأخوها معاوية وعنبسة وابنا أخيها وأختها -رضي الله عنهم أجمعين-.
أما السيدة صفية بنت حيي -رضي الله عنها- فقد روى عنها ابن أخيها رضي الله عنه 10].
وهكذا نرى كل واحدة من أمهات المؤمنين قد روى عنها عِلمَ الدين كثيرٌ من أولي قرباها ومن النساء والرجال الآخرين.
كما روت سودة - رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعد بن زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري 11].
أما دور أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- فقد روت عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد (378) ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا. اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف (158) مائة وثمانية وخمسون حديثًا.
كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهما- خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة -رضي الله عنها- على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ..
 
• أما أم سلمة فإن معظممروياتها في الحديث الشريف في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج. وفي أحكام الجنائز، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر، وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -رضي الله عنها-. كما نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها - رضي الله عنها - خلق كثير 12].
وكانت السيدة زينب - رضي الله عنها - من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ورويت عنها، وقد روت - رضي الله عنها- أحد عشر حديثا، واتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين منها. لقد روى عنها العديد من الصحابة؛ منهم: ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومذكور مولاها. وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن: " زينب بنت أبي سلمة وأمها أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة - رضي الله عنها -، وأيضا كلثوم بنت المصطلق 13].
ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها - رضي الله عنها - " عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرتها: دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم تحد على الميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا".
فهذه رملة بنت أبي سفيان - أم حبيبة - أم المؤمنين - رضي الله عنها - فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على الألفي حديث.
حيث روت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنها بعض الصحابة والمحدثين ومما روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى اثنتى عشرة ركعة في يومه وليلته بُني له بيت في الجنة.قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم 14] أخرجه مسلم.
وفي مجال الاجتهاد في العبادة والزهد وكلهن – رضي الله عنهن – مثل لذلك، إلا أن حفصة بنت عمر – رضي الله عنها – تسبقهن في ذلك.
ومما أخرجه البخاري " عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول:" لا إله إلا الله، ويل للعرب، من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها) قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم إذا كثر الخبث"15].
• أما جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- فقد نقلت الحديث: فحدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدفة، كما روت في العتق.
وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك. ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ -رحمه الله- عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس"؟ قالت: لا، قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت: لا، قال: "فأفطري"، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه 16].
• أما صفية بنت حيي رضي الله عنها لها في كتب الحديث عشرة أحاديث. أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه- روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، وإسحاق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان 17].
وجملة القول: إن أمهات المؤمنين التسع اللائي توفي عنهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنّ كلهن معلمات ومفتيات لنساء أمته ولرجالها مما لم يعلمه عنه غيرهن من أحكام شرعية وآداب زوجية، وحكم نبوية 18].

1 عائشة عبدالرحمن . نساء النبي (عليه الصلاة والسلام)، المرجع السابق.- ص 115.
2  عمرو يوسف . زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق.- ص 39.
3 المرجع نفسه .- ص 39. .
4 عمرو يوسف.زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق .- ص 40.
5 المرجع نفسه .- ص 40 -41.
6  المرجع نفسه .- ص 41.
7 مصطفى الطحان . أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة،المرجع السابق.- ص 4 .
8  المرجع نفسه .- ص 5.
9  مصطفى الطحان . أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة، المرجع السابق.- ص 5.
10 المرجع نفسه .- ص 6.
11 محمد برهان . زوجات حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق .- ص7.
12 المرجع نفسه .- ص. ص 28-29.
13 محمد برهان . زوجات حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق .- ص 33.
14 عمر يوسف . زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق .- ص 103.
15 محمد برهان . زوجات حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق .- ص 34.
16 محمد برهان . زوجات حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، المرجع السابق - ص 37.
17 المرجع نفسه .- ص 42.
18 مصطفى الطحان . أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة، المرجع السابق .- ص 6.

 
 
 
حقوق أمهات المؤمنين الواجبة لهن
 
 
 
 
هؤلاء هن أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والاعتراف بعظم منزلتهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة منهن كان بعيدا عن الله ورسوله وعباده المؤمنين.
إن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل للأم منزلة عظيمة، ومكانة سامية، وحسبها شرفاً وفخراً أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه وقد جاء يسأله:" من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال ثم من؟ قال: أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من؟ قال أبوك ".
ومن حقوق أمهات المؤمنين ما جاء في السنة من الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء)؛ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أي: من نكحهن صلى الله عليه وسلم . وهن -رضي الله عنهن- قد أثنى الله عليهن وبين منزلتهن في قوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ 1] وهذا الخبر من الله عز وجل فيه بيان ما لهن -رضي الله عنهن- من المنزلة، فهن أمهات المؤمنين، ومعنى الأمومة هنا أي: في الحرمة والاحترام والتوقير والإعظام والإكرام، وليست أمومة نسب بلا شك، ولا توجب محرمية، أي: ليست أمومة تبيح الخلوة، وتبيح ما يستبيحه الإنسان من النظر إلى أمه وما إلى ذلك، وإنما هي أمومة احترام وإجلال وتقدير لما لهن -رضي الله عنهن- من المنزلة، فهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وأزواجه في الآخرة، فهن -رضي الله عنهن- في أصل هذه المنزلة سواء باستحقاقهن ذلك. يقول: (المطهرات المبرآت من كل سوء) المطهرات: اللواتي طهرهن الله جل وعلا، وذلك في قوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ 2] فلا شك أن المراد بأهل البيت في هذه الآية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فهن من أهل البيت بنص القرآن؛ لأن الكلام السابق واللاحق كله في شأن زوجاته صلى الله عليه وسلم وفي شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: (المبرآت من كل سوء) أي: أنهن سليمات بريئات من كل سوء يلحقه أحد بهن، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم منهن من توفيت في حياته ومنهن من توفيت بعده. 3].
وأمهات المؤمنين حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة، وأعلى منزلة، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين ويجب أن يكون الآتي:
معرفة فضلهن ومحبتهن:
قال أبو بكر الباقلاني:" ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة – رضي الله عن الجميع - ونقر بفضل أهل البيت –بيت رسول الله– وأنهن أمهات المؤمنين، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك "4].
الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن:
ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين الاقتداء بهن في كل شيء، فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق.
فهذه خديجة -رضي الله عنها- تتقدم على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيراً ونذيراً، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما:" كلا أبشر. فوالله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق "5].
وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين:
فهذا جبريل – عليه السلام – ينزل من السماء فيقول للرسول صلى الله عليه وسلم وقد طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة: " أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة " 6].
وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن، لا نستطيع أن ننكر على إحداهن – رضي الله عنهن- أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن، إلا أننا نجد زينب بنت جحش – رضي الله عنها – تتفوق على غيرها في هذا المجال، وقد شهد لها الرسول بذلك 7].
فقال:" أسرعكن لحاقاً بي أطولكم يدا ".
من الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن: منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن، بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن 8].
من الأدب معهن التسمي بأسمائهن: ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين، وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما باتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين، وأن يتخلقن بأخلاقهن 9].

1 سورة الأحزاب، الآية 6 .
2 سورة الأحزاب، الآية 33 .
3 حقوق أمهات المؤمنين، [ الإتاحة : ربيع الأول 1432هـ]
http://audio.islamweb.net/audio/index.php
4  زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، [ الإتاحة : ربيع الأول 1432هـ]،
http://rokiatkalb.com
5 الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ص 68 )
6 زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع نفسه [ الإتاحة : ربيع الأول 1432هـ]،
http://neeetwafurat.com
7 زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع نفسه [ الإتاحة : ربيع الأول 1432هـ]،
http://neeetwafurat.com.
8 حقوق أمهات المؤمنين، [ الإتاحة : ربيع الأول 1432هـ].
http://audio.islamweb.net/audio/index.php
9  زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق [ الإتاحة :ربيع الأول 1432هـ].
http://audio.islamweb.net/audio/index.php


 
 
 
هدي النبي صلى الله عليه و سلم مع أزواجه
 
 
 
 
ومِن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - حُسنُ معاشرة النساء، والإحسان إليهنَّ، فهذا هديُه قولاَّ وعملاً، فمن حُسن معاشَرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه مَدْحُهنَّ، والثناء عليهنَّ، وبيان فضلهنَّ، وما لهنَّ من مزايا، فعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كمل منَ الرِّجال كثيرٌ، ولم يكملْ منَ النساء إلاَّ آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء، كفضلِ الثريد على سائر الطعام))؛ رواه البخاري (3411)، ومسلم (2413).

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحفظ لأزواجه ودَّهُنَّ، ويعترف بِجَمِيلهنَّ حتى بعد وفاتهنَّ، فحينما عاتَبَتْه عائشة - رضي الله عنها - قائلة له: كأنَّه لم يكنْ في الدنيا امرأة إلاَّ خديجة، أجابَهَا بقوله: ((إنها كانتْ وكانتْ، وكان لي منها ولد))، رواه البخاري (3818)، فذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يحفظ لها جميلها؛ حيث سانَدَتْه في بداية دعوته، وَوَقَفَتْ معه، وَخَفَّفَتْ عنه آلام الدعوة، وَوَاسَتْه بمالِها.

ولا تخلو المرأة مِن جوانب مضيئةٍ متعدِّدة، سواء ما يتعلَّق بجمالها الحسِّي أمِ المعنوي، من ديانة، وأدبٍ، وحُسن تصرُّف، أو حُسن عمل في البيت، طبخًا وترتيبًا وإصلاحًا، وغير ذلك، فيُثني الزوج على الزوجة في هذا الجانب، ويدعو لها، فهذا مظنَّة الازدياد مِن هذا الجانب الحَسَن، أو على الأقل المُحافَظة عليه، أما كثرة الوقوف على الملاحَظات، التي لا يخلو منها أحدٌ، والمُعَاتَبة عليها، فهذا مظنَّة الشِّقاق والنِّزاع، ومع ذلك تبقى هذه العُيُوب وتَتَكَدَّر الخواطر؛ فلذا أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النَّظَر إلى الجوانب الحَسَنَة في المرأة، وهي كثيرةٌ، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن كَرِه منها خُلُقًا رضيَ منها آخر))؛ رواه مسلم (1469).

ومِن حُسْن معاشَرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه، أنه كان يستمع لِوِجْهَة نَظَرِهنَّ، ويقبل منهنَّ المُرَاجَعة له، والاعتراض على بعض تصرُّفاته، فيعاتِبْنَهُ ويردِّدن القول عليه، بل ربما هجرتْه الواحدة منهنَّ، وهو في ذلك لا يقابِل الإساءةَ بالإساءة، بل بالصبر والإحسان، فعن عمر بن الخطاب قال: كنا - معشر قريش - نغلب النساء، فلمَّا قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطَفِق نساؤنا يأخذْنَ مِن أدب نساء الأنصار، فصحتُ على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجِعَنِي، فقالتْ: ولِمَ تُنكر أن أراجعكَ؟ فوالله، إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليُرَاجِعنه، وإن إحداهنَّ لتهجره اليوم حتى الليل؛ رواه البخاري (2468)، ومسلم (1479).

هذا هو هَدْيُه في نزاع أهلِه له، فما بال البعض منَّا لا يحتمل أن يسمعَ الكلمة مِن زوجته، وإن كانت مُحقَّة؟ لا يريد النِّقاش فيما يتَّخذه من قرارات، حتى ما يخص الزوجة والأولاد، بل ربما صبَّ جَمَّ غضبه على زوجته وسبَّها، ثم لا يحتمل منها أن تردَّ عليه خطأه، وتُبَين له وجهة نظرها، سبحان الله، مَنِ الذي أباح لكَ أن تقولَ لها ما شِئْتَ منَ الكلام، وحَرَّمَ عليها أن تردَّ عليك فيما ظلمْتَها به؟

ومِن حُسن معاشَرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه، حُسن معاشَرة أهل الزوجة وأصدقائها، فعن عائشة قالت: ما غِرْت على نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ على خديجة، وإني لم أدركْها، قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذَبَحَ الشاة يقول: ((أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة))، قالتْ: فأغضبته يومًا، فقلت: خديجة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنِّي قد رزقتُ حبَّها))؛ رواه البخاري (3816)، ومسلم (2435)، واللفظ له.

فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحْسِن معاشَرة أهل المرأة ويكرمهم، وحسن معاشرته مع آل أبي بكر، وآل الخطاب، أمرٌ مشهور، فمِن أسباب دوام الأُلْفة والمحبَّة بين الزوجينِ الدّنُو مِن أهل المرأة، وصِلَتهم، وحضور مناسباتهم، وهذا مفقود عند البعض منَ الأزواج، فتجده تمرُّ الأشهر؛ بلِ السنون، ولم يحضر لهم مناسبة، ولم يلج لهم بيتًا، يقف عند الباب لإيصال زوجته، وأَخْذها من بيت أهلها أو بُيوت أقاربها، وهذا مما تنقم منه النِّساء، قد يعتذر البعض باختلاف وجهات النظر معهم، أو وجود منكرات عندهم، أو غير ذلك منَ المعاذير، وهذا ليس بِعُذر، فتتمُّ الزيارة، ويتلطَّف الصهر في إنكار المنكر، فهم أَوْلَى من غيرهم بالتوجيه والنُّصْح، فالقريب له مِنَ الحق العام والخاصِّ ما ليس للبعيد.

وقد أَوْصَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالنِّساء، وأَمَرَ بتَقْوى الله فيهنَّ، فحينما خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في عرفَة في حجة الوداع، في أكبر تجمُّعٍ إسلامي في عهد النبي، قال: ((فاتَّقوا الله في النساء))، فعلينا - معاشر الأزواج - أن نتقي الله في النساء، فلا نهضمهنَّ حقهنَّ، فَنَمْنعهنَّ مِن حقوقِهنَّ، أو نتطاول عليهنَّ باليد أو اللِّسان، ويجب علينا الوفاءُ بالشروط التي قَطَعْناها على أنفسنا، سواء كان الشرط مسجَّلاً في عقد الزواج، أم غير مسجلٍ، فعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحق الشروط أن توفوا به ما استَحْلَلتُم به الفُرُوج))؛ رواه البخاري (2721)، ومسلم (1418).

ويُحَرَّمُ الضغط على المرأة للتَّنازُل عنِ الشروط التي اشترطَتْها على الزوج، ولا يَصِحُّ تنازل المُكْره، والراشدة منَ النساء زوجة كانت، أو بنتًا، أو أختًا، أو أمًّا، ليس لوليها ولاية على مالِها، فلها أن تَتَصَرَّفَ بمالها من غير إِذْن الولي أو إعلامه، والزوجة كسائرِ الناس؛ يحرم على زوجها أن يأخذَ من مالها القليل أوِ
الكثير إلاَّ بِرِضاها؛ إلاَّ إذا كان مشروطًا، فالأصلُ في أموال المسلمينَ الحُرْمَة، إلاَّ على الوالدينِ، فلهما الأخذُ من مالِ أولادهم.

 



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/3940/#ixzz295IlkK00

 
 
 
اسباب زواج الرسول صلى الله عليه و سلم بأكثر من زوجة
 
 
 
 
 
من نظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عرف جيدا أن زواجه بهذا العدد الكبير من النساء في أواخر عمره ، بعد أن قضى مايقارب 30 عاما من ريعان شبابه مقتصرا على زوجة واحدة شبه عجوز_خديجة ثم سودة_عرف أن هذا الزواج لم يكن لأنه وجد بغتة في نفسه قوة عارمة من الشبق لا يصبر معها إلا بهذا العدد من النساء ، بل كانت هناك أغراض أخرى أجل وأعظم من الغرض الذي يحققه عامة الزواج...

فاتجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصاهرة أبي بكر وعمر بزواجه بعائشه وحفصه _وكذلك تزويجه ابنته فاطمة بعلي بن ابي طالب، وتزويجه ابنتيه رقيه ثم ام كلثوم بعثمان بن عفان_يشير إلى أنه يبتغي من وراء ذلك توثيق الصلات بالرجال الاربعة ، الذين عرف بلاءهم وفداءهم للإسلام في الأزمات التي مرت به ...

وكان من تقاليد الإسلام الاحترام للمصاهرة فقد كان الصهر عنهم بابا من ابواب التقرب من البطون المختلفة وكانوا يرون مناوأة الاصهار ومحاربتهم سبة وعارا على انفسهم فأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يكسر سورة عداء القبائل للإسلام ويطفيئ بغضاءها،  كانت أم سلمه من بني مخزوم _حي أبي جهل وخالد بن الوليد_فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لم يقف خالد بن الوليد موقفه الشديد بأحد بل أسلم بعد مدة غير طويلة طائعا راغبا ،، وكذلك أبو سفيان لم يواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي محاربه بعد زواجه بابنته ام حبيبة وكذلك لا نرى من قبيلتي بني المصطلق وبني النضير أي استفزاز وعداء بعد زواجه بجزيريه وصفيه بل كانت صفيه أعظم النساء بركة على قومها فقد أطلق الصحابة أسر 100بيت من قومها حين تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يخفى أثر هذا المن على النفوس ...


وإذن فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم سبيل إلا أن يختار من النساء المختلفة الأعمار والمواهب ما يكفي لهذا الغرض ، فيزكيهن ويربيهن ، ويعلمهن شرائع الدين وأحكامه ويثقفهن بثقافة الاسلام حتى يعدهن لتربية البدويات والحضريات , العجائز منهن والشابات، فيكفين مؤنة التبليغ في النساء..

وقد كان لأمهات المؤمنين فضل كبير في نقل أحواله صلى الله عليه وسلم المنزلية للناس، خصوصا من طالت حياتها منهن كعائشة , فإنها روت كثيرا من أفعاله وأقواله.
صلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...

* من كتاب الرحيق المختوم /لصفي الرحمن المباركفوري


 
 
الخاتمة
 
 
 
 
 
 
إن سيرة أمهات المؤمنين اللواتي نزلت النصوص في بيوتهن، وكن التطبيق العملي لهذه التعاليم، طبقن ذلك تحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وسلم فسددهن وعلمهن، وأطلقهن معلمات لنساء ذلك الجيل، ومرشدات لأجيال النساء فيما بعد.
 
وما ذلك إلا مثل رائع ضربنه من خلال العظمة التي اكتسبنها في بيت النبوة، فأصبحن المثل الرائد، والقدوة المتفردة عبر العصور..
 
وارتفعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي، وكانت أمهات المؤمنين رائدات التغيير في ذلك المجتمع قريب العهد من الجاهلية.
 
كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- من المناصرين للمرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.
 
كما أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؛ زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعـظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين فهن من آل بيته طاهرات, مطهرات, طيبات، بريئات مبرآت من كل سؤ يقدح في أعراضهن وفرشهن , فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين وصلى الله على نبيه الصادق الأمين.