مرسي يطالب بدعم الانتقال السلمي للسلطة في سوريا.. ويحذر من دخول سوريا في حرب أهلية ويطالب المعارضة بالتوحد
انسحب الوفد السوري من قمة عدم الانحياز احتجاجا على الكلمة التي أدلى بها الرئيس محمد مرسي في افتتاح القمة صباح اليوم بطهران, وشن مرسي خلال كلمته الافتتاحية هجوما لاذعا على النظام السوري, واصفا إياه بالنظام الظالم الذي فقد شرعيته.
وأشاد الرئيس المصري بـ "بسالة الشعبين السوري والفلسطيني في نضالهما من أجل حقوقهما", وقال مرسي إن القمة تأتي بعد الثورات التي قامت في تونس ومصر وليبيا واليمن ، وفي وقت تتواصل فيه "ثورة سورية على النظام الظالم". ويأتي تأكيد مرسي على موقف مصر من الثورة السورية في وقت تجاهل فيه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله على خامنئي في الكلمة التي ألقاها قبله ما يحدث في سوريا.
وقال الرئيس في كلمته فى الجلسة الافتتاحية أن هذه الحركة بدأت بمشاركة قوية من مصر بقيادة عبد الناصر، وأشار إلى أن الثورة المصرية نجحت فى تحقيق أهدافها كاملة، لافتا إلى أن مصر هى الدولة الديمقراطية الوطنية التى يتولى أمورها.
ورحب الرئيس محمد مرسي باختيار إيران رئيسا للقمة السادسة عشر لحركة عدم الإنحياز قائلا " اننا نأمل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تقوم بدفع الحركة الى مزيد من التقدم وتطوير أدائها .
وأضاف أن حركة عدم الانحياز منذ أن قام بتأسيسها مجموعة من الزعماء على رأسهم عبد الناصر كان هدفها في هذه الفترة هو القضاء على الاستعمار الغاشم .
وأوضح أن بدايات حركة عدم الانحياز كانت مشاركة فاعلة من قيادات من مصر لقياداتها التى كانت تعبر عن شعبها ولقد كان عبد الناصر يعبر عن إرادة الشعب فى كسر الهيمنة على إرادة الشعوب , لقد مثلت الثورة المصرية حجر الزاوية بالنسبة لحركة الربيع العربي والتي كانت قبلها ثورة يوليو ثم ثورة ليبيا واليمن والآن ثورة سوريا على نظام الاستبداد الغاشم.
وأشاد مرسى في كلمته التي ألقاها اليوم بالجهود التى بذلتها كوبا ودورها في الحركة خلال السنوات التسع الماضية، مشيرا إلى ان الحركة قد حافظت على ثوابتها ولم تنحرف أبدا عن المبادئ الأساسية التي نشأت من أجلها.
وأكد أن قمة عدم الانحياز تعقد فى توقيت هام ، حيث تأتى عقب ثورة 25 يناير، وأضاف أن المصريين استطاعوا بتكاتفهم وسلمية الثورة التى قاموا بها أن يعبروا مرحلة صعبة شارك فيها الشعب والجيش.
وقال مرسي أن مصر تدعم اى جهد يقوم به الفلسطينيون من اجل تحقيق استقلالهم ومن اجل بناء دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشريف، معربا عن دعم مصر والحركة بأى جهود فى هذا الشأن وطالب مرسي الشعب الفلسطيني بتوحيد صفوفهم والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية للتركيز فى قضية واحدة وهى مقاومة الاحتلال.
وناشد مرسي الحضور بالوقوف لتوفير الدعم السياسي وتسليط الضوء على ما يعانيه الشعب الفلسطيني وخاصة سجنائه من ظروف صعبة يفرضها الاحتلال تتنافى مع كل أعراف والقانون الدولي وحقوق الإنسان فضلا عن فريضة السماء ان يكون الناس أحرار في أوطانهم .
وحول الثورة السورية, قال الرئيس محمد مرسي أن نزيف الدم الذي يجري في سوريا هو في رقابنا جميعا ويجب علينا أن ندرك أن هذا الدم لا يمكن ان يتوقف الا بتدخل فاعل مننا جميعا لوقف هذا النزيف, وأضاف مرسي خلال الكلمة الافتتاحية بمؤتمر عدم الانحياز أن من حق السوريين تقرير مصيرهم بأيديهم وان مصر تدعم طلاب الحرية والعدالة في سوريا من أجل إقامة دولة ديمقراطية والقضاء على نظام الاستبداد .
وقال مرسي يجب علينا أن ندعم الانتقال السلمي للسلطة فى سوريا وان يكون هناك حكم ديمقراطي ينعكس على الشعب السوري "والقضاء على الحكم السوري الغاشم والظالم" .
وحذر مرسي ان تتحول سوريا الى حرب اهلية وتقسيم قائلا " يجب ان نحافظ على سوريا من الدخول فى حرب اهلية والتقسيم, مطالبا بتوحيد المعارضة السورية وتوحيد جهود المعارضه السورية بما يوفر مصالح كل اطياف المجتمع السورى ويحفظ الأمن والسلام فى سوريا وأضاف مرسي ان مصر اعلنت عن مبادرة بدعم سوريا فى مكة
وأضاف " أن مصر الجديده بعد ثورة يناير تنشد نظاما عالميا عادلا يخرج الدول النامية من دائرة الفقر والتهمييش الى دائرة الرخاء العالمى وهو الأمر الذى لن يتحقق الا بضرورة تطبيق نظام الديمقراطيه على العالم التعددى , ولم يعد ابدا مقبولا ان نتقبل الديمقراطيه على مستوى الدول الواحدة وننفرها على المستوى العالمى , ومن هنا وبهذه المعانى والإرادة والنظرة الواعية بالمستقبل فإن مصر تؤمن أن أحد ضمان المشاركة في صنع القرار على الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والخطوه الأولى فى تحقيق هذا الهدف إصلاح وتوسيع مجلس الأمن فى الصورة الواحدة وليس إنعاكسا لما كان علية الوضع فى القرن الماضى فلم يعد مقبولا استمرار الظلم التاريخى.
وأضاف مرسي قائلا "جئنا هنا لنسلم رئاسة الحركة من مصر الى الجمهورية الإيرانية الأسلامية الشقيقة وكلنا امل ان تحافظ على التمسك بشفافية وبما يساهم فى البناء على مدار نصف قرن من تاريخ الحركة وان مصر الجديدة ستمد يدها بالتعاون والتواصل بكل اعضاء الحركة وستظل مصر تبذل جهدها لدعم الحركة لتحقيق السلام الدائم الشامل العادل والمشاركة الفاعلة وتعبر عن مصالح الجميع فى صورة متوازنة دون التفريط فى حقوق البعض الأخر ".
وقام مرسي بتقديم تقرير يوضح الأداء المفصل لما ما تم تنفيذه من خطة عمل شرم الشيخ فى يوليو عام 2009.