كيف تستجيب لرسالة البريد الالكتروني؟

الناقل : elmasry | المصدر : www.farfesh.com

كيف تستجيب لرسالة البريد الالكتروني؟
 


قد يكون هذا النوع من الدراسات العلمية النفسية ما هو إلا رسم لملامح مجال جديد فرضته تكنولوجيا المعلومات والإنترنت، وقد نطلق على هذا المجال "علم النفس المعلوماتي" مثلاً، حيث ارتفعت وتيرة الدراسات التي تحلل الجوانب العاطفية والنفسية والسلوكية في تعاملنا مع الإنترنت ومع مجال المعلوماتية بشكل عام، وهو المجال الذي أصبح له التأثير الأعظم على جميع مفردات حياتنا.

 

في هذا الإطار نشرت الصحافة الإنكليزية دراسة جديدة جاء فيها أن الرد السريع على رسالة بريد الكتروني من صديق أو زميل تعد شيئًا مهذبًا بلا شك، ولكن مثل تلك الاستجابة السريعة ربما تحمل مظهرا سلبيا، فربما تعني أنك متوتر أو ليس لديك القدرة على تقدير الذات كما جاء في أحد البحوث العلمية.

حيث قالت الدكتورة "كارين رينوود" المحاضرة في جامعة جلاسجو والتي أجرت تلك الدراسة، إن مستخدمي البريد الإلكتروني ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: المسترخون، والمندفعون والمجهدون. حيث تقول الباحثة إن النساء بخاصة يشعرن بضغط شديد في الرد السريع على رسالة البريد الإلكتروني أكثر من الرجال. أما المجموعة المسترخية فلا تجعل رسالة البريد تمارس أي ضغط على حياتهم كما قالت الدكتورة رينوود الخبيرة في علم الكمبيوتر. حيث إنهم يتعاملون مع الرسالة البريدية تماما كما يجب أن يتعامل معها الشخص حيث يقولون: "سوف أقرأها وسوف أتعامل معها في الوقت المناسب لي، ولكني لن أجعلها تشغلني كثيرًا".

 

أما المجموعة الثانية المندفعة فتشعر بأنها مندفعة كي تتعامل مع رسالة البريد الإلكتروني وأنه يمكنها أن تتعامل معها بشكل فوري. أما المجموعة الثالثة فتستجيب بشكل سلبي للضغط الذي تمارسه رسالة البريد الإلكتروني. حيث قد يؤدي ذلك إلى التوتر الذي يؤدي بدوره إلى العديد من المشاكل الصحية. فقد قامت الدكتورة رينوود والطبيبة النفسية "جوديث رامساي" من جامعة بيسلي وزميلها "ماريو هير" المتخصص في علم الإحصاء، بعمل دراسة مسحية لعدد 177 شخصا معظمهم من الأكاديميين وأولئك الذين يعملون في أعمال إبداعية من أجل التعرف إلى كيفية تعاملهم مع رسائل البريد الإلكتروني التي يتسلمونها وقت انشغالهم في العمل.

وقد وجدوا أن 34 بالمائة من العاملين الذين يقعون تحت فئة المجهدين قد شعروا بأنهم مغمورون بعدد كبير من الرسائل التي يتلقونها كل يوم وشعروا بأنهم مجبرون على الرد عليها بسرعة من أجل تحقيق توقع مرسلي تلك الرسائل. وحوالى 28 بالمائة من مستخدمي رسائل البريد الإلكتروني من المندفعين لأنهم ينظرون لتلك الرسائل على أنها مصدر للضغط، بينما حوالى 38 بالمائة كانوا من مستخدمي رسائل البريد الإلكتروني المسترخين لأنها شعروا بالراحة لعدم الرد على الرسائل إلا بعد يوم أو ربما أسبوع من وصول الرسالة.