ترجمة سنا للطب الأصيل من arabhealthonline.com – مع قدوم شهر رمضان ، من المهم أن ننظر إلى الآثار الصحية للصيام.
هل هي آمنة للجميع أم يجب على الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية (مثل السكري) استشارة اطبائهم قبل بدء صيامهم؟
وفقاً د. عبد الرزاق مدني رئيس جمعية الإمارات للسكري والمدير التنفيذي لمستشفى دبي ، على مرضى من السكري من النوع 2 سريع الاستفادة من الفوائد الصحية المرتبطة بالصوم – شريطة الالتزام بنظام الدواء الموصوف مع عدم الإفراط في تناول الطعام.
أما المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 1 يجب عليهم عدم الصيام. يضيف د. مدني:“لسوء الحظ العديد من المرضى المسلمين ، والمسلمين بشكل عام ، عادة ما يتناولون وجبة إفطار دسمة في رمضان ، وعادة ما تحتوي ، على الدهون بكثافة وبالتالي فهي غنية جداً بالسعرات الحرارية”.
ويتابع د. مدني قائلاً:” ينبغي على مرضى السكري من المسلمين ذوي الوزن الزيادة ، الاستفادة من شهر رمضان ، فكما يرتبط زيادة الوزن والسمنة بمرض السكري، فنصان الوزن يؤدي إلى تحسين الصحة – لا سيما من حيث انخفاض مستويات السكر في الدم وكذلك خفض مستويات الكولسترول وخفض ضغط الدم “.
بحسب كلام د. مدني، ينبغي على مرضى السكري اتباع الحمية الدوائية على النحو المنصوص عليه من قبل أطبائهم ، وتجنب الانغماس في تناول الاطعمة الدسمة والحلويات.
ويضيف قائلاً:” على مرضى السكري فحص مستويات السكر في الدم على الأقل مرتين يومياً قبل الإفطار، وخصوصاً الساعة الرابعة بعد الظهر، وإذا كان أقل من 70 ملغ / ديسيلتر، يجب عليهم فوراً كسر صيامهم لتجنب نقص السكر في الدم”.
أعراض نقص السكر في الدم تشمل العصبية ، والتعرق ، والجوع الشديد ، والرجفة، والضعف، والخفقان، وصعوبة الكلام. في الحالات الشديدة يتطلب الأمر دخول المستشفى لأنها قد تؤدي إلى الغيبوبة والموت.
أكثر من 50 مليون مريض مسلم مصاب بالسكري من النوع 2 يفضلون صوم شهر رمضان. في حين يجري الصوم دون عواقب صحية على المدى الطويل بالنسبة لغالبية المسلمين ، إلا أن صوم رمضان له آثار صحية هامة لمرضى السكري من النوع 2.
ولكن الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات النهار، يليها الإفراط في تناول طعام الإفطار ، يعرض مرضى السكري من النوع 2 إلى ما يصل إلى 5 أضعاف مخاطر ارتفاع السكر في الدم و 7 أضعاف مخاطر نقص السكر في الدم ، إذا لم يتم التعامل مع الصوم بشكل صحيح.
التكاليف المترتبة على نقص السكر في الدم الحاد هي أيضا مهمة لمنظمات الرعاية الصحية ، فمع كل دخول للمستشفى لحالة شديدة تقدر تكلفته في المملكة المتحدة بحوالي 1000 جنيه استرليني أي ما يعادل (6000 درهم اماراتي).
وقد شرعت شركة نوفارتيس السويسرية للأدوية في دراسة تحت رعاية الراقبة الدولية لمقارنة طرق جديدة للعلاج ، والتي تشمل مقارنة دواءين يتم تعاطيهم عن طريق الفم أحدهم يسمى (فيلداجليبتين) وهو علاج جديد ، والآخر يسمى (سولفونيلوري) وهو النوع التقليدي.
وقال:” نتوقع خضوع حوالي 700 مريض في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط لهذه الدراسة ، لمراقبة أي أحداث للسكر في الدم ، وزيادة الوزن خلال فترة شهر رمضان المبارك.
يقول د. محمد إبراهيم ، المدير الطبي الاقليمي لشركة نوفارتيس ، في منطقة الشرق الأوسط : من المهم أن نكتسب فهماً أعمق لهذا المرض والآثار الجانبية للصيام ، وخصوصاً في دولة معظم سكانها مسلمين مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث أن نسبة انتشار مرض السكري فيها مرتفعة ” .
في دراسة مماثلة أجريت مؤخراً في المملكة المتحدة ، ونشرت في مجلة البحوث والآراء الطبية الحالية ، عن آثار العلاجات المختلفة في مجال مكافحة مرض السكري على 72 مسلم مصابين بالسكري من النوع 2 ، كانت ساعات صيامهم تترواح من 11إلى 20 ساعة في اليوم الواحد خلال شهر رمضان.
وجدت الدراسة أن الذين تناولوا تركيبة من دواء(فيلداجليبتين) حدثت لهم انخفاضات في نسبة السكر في الدم خلال فترة الدراسة في الأسبوع 16، مقارنة مع اولئك الذين تناولوا (الميتفورمين و السولفونيلوري)بنسبة تصل إلى أكثر من 40 %.
(فيلداجليبتين) هو المانع (د ب ب-4) الذي يعمل عن طريق منع انهيار هرمونات “انسريتين” في الجسم والتي تحفز البنكرياس لإنتاج الأنسولين.
حيث تقوم بعلاج الخلل في البنكرياس في جزيرة ألفا وخلايا بيتا التي تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم في مرضى السكري من النوع 2.