"هل يوجد عندكم مانكير (مادة طلاء الأظافر ) إسلامي ؟ ".. لم يكن بالإمكان سماع هذه العبارة في مصر قبل عام ونصف من الآن، لكن مع وصول الإسلاميين إلى الحكم أصبحت تتردد داخل محال بيع أدوات الماكياج، بعد أن أنتجته الصين ليتم توزيعه خلال شهر رمضان. و" المانكير الإسلامي " هو طلاء أظافر قابل للإزالة بسهولة دون الحاجة إلى مادة (الاسيتون)، التي تستخدمها السيدات لهذا الغرض، وحمل وصف " إسلامي " لأن السيدات اللائي يضعن المانكير يجب عليهن إزالته أثناء الوضوء، حتى لا يبطل. سيدة محمد سمعت عن هذا المنتج من إحدى صديقاتها وجاءت إلى المحل الشهير في منطقة الدقي قرب وسط القاهرة تسأل عنه. لم يجد البائع خالد حمدي صعوبة في شرح مزاياه، حيث وضع بعض منه على أظافرة، ثم انتظر ثلاث دقائق حتى يجف، ليقوم بإزالته بعد ذلك بسهولة ويسر من فوق أصابعه. سيدة اقتنعت بالمنتج الجديد، لكنها أكدت لمراسل " الأناضول " أنها جاءت تشتريه، ليس لأنه يحمل اسم " إسلامي "، ولكن لمزاياه، والتي بسببها يمكن أن تستغي عن شراء مادة الاسيتون. ويبلغ سعر زجاجة الأسيتون خمس جنيهات ونصف " دولار تقريبا "، بينما تباع زجاجة " المناكير الإسلامي " بثلاث جنيهات ونصف " نصف دولار تقريبا "، بحسب حمدي. المنطق الذي أقبلت بسببه سيدة على شراء المنتج، من المفترض أن يكون الوسيلة التي تستخدم لتسويق المنتج، لكن الترويج له على أنه إسلامي، غير جائز شرعا، كما أكد محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف. وقال الجندي لمرسل الأناضول:"إطلاق اسم الإسلامي هو تحايل على المستهلك وستار لكسب الأموال باسم الدين". وتساءل: هل المرأة المسلمة ملزمة بوضع طلاء الأظافر حتى أقدم لها منتج اسمه طلاء أظافر إسلامي؟ وتابع: إذا أراد صاحب المنتج الترويج له، فليقول صفاته، مثل انه يزول بسرعة، لكن لا يقول (اسلامي)، لأنه لا يجوز إقحام الدين في أمر دنيوي بحت. من ناحيتها أرجعت دينا أبا يزيد أستاذ التسويق بالجامعة الأمريكية ظهور هذا المنتج إلى صعود التيار الإسلامي للحكم في مصر. وقالت أبا يزيد للأناضول: " مع صعود التيار الإسلامي وتنامي شعبيته أصبح إطلاق كلمة إسلامي وسيلة لمغازلة هذه الفئة، حتى لو لم يكن للمنتج أي صلة بالإسلام ". وأوضحت أستاذة التسويق أن " المناكير " من المفترض ألا تضعه المرأة المسلمة إلا في بيتها، ومن ثم فإن استخدام مادة الأسيتون وقتها لا توجد فيه أي مشكلة، ولكن مجرد إطلاق كلمة " إسلامي " يكون عامل جذب. وأضافت: " القول بأن هذا المنتج إسلامي، كمن يقول أن هناك مايوة شرعي ". وتساءلت: " استخدام المايوه في حد ذاته غير جائز من الناحية الشرعية، ولكن وصفه بكلمة (شرعي) قد يدفع فئة لاستخدامه، وهو نفس المنطق بالنسبة للمناكير".