خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، ولد نحو مليوني طفل في العالم عن طريق الإخصاب في الأنبوب. لكن هذه التقنية تواجه دوماً عائقاً كبيراً بسبب إعطاء النساء أدوية لتنبيه المبيض وإنتاج بويضات إضافية، لكنها قد تهدد سلامتهن.
عندما أصبح الإخصاب في الأنبوب متوافراً إلى حد كبير في ثمانينات القرن العشرين بلغ معدل الولادات حوالي 14 في المائة إلا أنه ما لبث أن ارتفع منذ ذلك الحين، يتحدث الاختصاصيون اليوم بحذر عن تقنية جديدة هي الإنضاج في الأنبوب، ويُتوقع أن ترتفع نسب نجاح الإنضاج في الأنبوب بشكل مماثل، ولكن بتكلفة أقل.
أعلن الأطباء عن تطوّر كبير أحدث نقطة تحول جديدة في علاج الإخصاب مع ولادة أول صبي وفتاة عبر استخدام تقنية ثورية في الحمل. واللافت أن هذه التقنية تشكل بديلاً للإخصاب في الأنبوب أقل تكلفة وأكثر أماناً منه.
تمت عملية الحمل بالتوأم عبر تقنية الإنضاج في الأنبوب وهي طريقة لا تحتاج إلى استخدام أدوية الإخصاب الباهظة، مما يسمح بادخار حتى 1500 جنيه استرليني من ثمن العلاج العادي.
دلّت الأبحاث ايضاً أن هذه التقنية هي أكثر أماناً لكل امرأة من ثلاث نساء يسعين إلى العلاج بالإخصاب ويعانين من مشكلة المبيض المتعدد الكيسات، وهي حالة يمكن أن تعرضهن الى الإصابة بآثار جانبية خطرة بسبب أدوية الإخصاب المعتمدة.
قال الاختصاصيون إن هذا التطور يمكن أن يجعل التقنيات في الأنبوب في متناول الأزواج الذين يعانون من العقم عبر تخفيض ثمن العلاج. إذ تظهر التقديرات أن ثنائياًً من بين ستة أزواج يعاني من العقم في المملكة المتحدة، إضافة إلى أن الإخصاب في الأنبوب يكلف حوالي 5000 جنيه استرليني للدورة الواحدة ولا تتكفل خدمة الصحة الوطنية بنفقات العلاج.
ذكر الطبيب الذي أجرى عملية الحمل بالتوأم تيم تشايلد "أعتقد أنه بديل قليل الكلفة للإخصاب في الأنبوب ويناسب جميع النساء وهو أكثر أماناً منه. لكن في حالات كثيرة، ما زالت نسب النجاح أقلّ. ستتولى البحوث المستقبلية معالجة هذه المسألة".
الجدير ذكره أن عيادة الإخصاب في أكسفورد هي الوحيدة في المملكة المتحدة المرخصة لاستخدام هذه التقنية. نفذت العيادة عشرين دورة علاجية وأوصلت إلى الحمل أربع نساء، ما رفع نسبة الحمل إلى 25 في المئة. وسيكون تكرار العملية أقل كلفة للنساء بسبب عدم الحاجة إلى الأدوية.
أوضح تشايلد أن والدي التوأم اللذين طلبا أن تبقى هويتهما مجهولة شعرا بسعادة لا توصف. ولد الصبي أولاً وبلغ وزنه 3 كيلوغرامات، فيما بلغ وزن الفتاة كيلوغرامين ونصفاً. يضيف: "لقد أنجب الولدان توأماً رائعاً وعادا إلى المنزل بعد الولادة بقليل لبدء حياة جديدة معاً. إنه لأمر مدهش".