تمكن علماء سويسريون من تحديد الجين الأساسي وراء تطور الورم الميلانيني (الورم الأسود)، والذي يعد أكثر الأمراض السرطانية خطورة. وقد تحدى فريق البحث من جامعة زيوريخ النظرية التقليدية التي تقول "إن الورم مكون من الكثير من الخلايا المتساوية، التي يمكن أن تتكاثر لتصبح خلايا سرطانية"، حيث ترى هذه النظرية أن جميع تلك الخلايا يمكن أن تساعد الورم على النمو. إلا أن النظرية الأحدث التي توصل لها هذا الفريق البحثي تقترح أن الورم مكون من خلايا جذعية خبيثة، بالإضافة لخلايا أخرى أقل عدوانية، وتنقسم الخلايا الجذعية السرطانية لتتحول إلى خلايا سرطانية أخرى مسببة نمو الورم. ويعرف الورم "الميلانيني": هو سرطان بالجلد ينشأ في خلايا تسمى بخلايا الصبغ أو "melanocytes" وتوضح جمعية السرطان الأمريكية أن هذه الخلايا توجد في طبقة الجلد العليا التي تسمى "epidermis" وتنتج صبغة بنية تعرف بالميلانين أو الصبغ الأسود، حيث تعطي هذه الصبغة الجلد لونا بنيا أو أسمر، وتحمي الطبقات العميقة من الجلد من بعض أنواع حروق الشمس. وقد قام الباحثون بأخذ عينات جلدية من بعض مرضى الورم الميلانيني ووجدوا أن هناك جينا يتحكم في وظائف الخلايا الجذعية للجسم، وأن تثبيط هذا الجين تماماً يساعد على كبح تطور وانتشار السرطان. من المعروف أن الطرق الحديثة لعلاج سرطان الجلد تتضمن الجراحة والعلاج الكيمائي والإشعاعي وعقاقير بيولوجية، إلا أنه بعد هذا الكشف عن الجين المسبب لنمو الورم الميلانيني، يعتقد العلماء السويسريون إمكانية علاج هذه الأورام بشكل فعال بشن هجوم على الخلايا الجذعية لهذه الأورام. وتقول إحصاءات المعهد القومي للسرطان الأمريكي إن ما يقرب من 76.250 شخصا أصيبوا بالسرطان الميلانيني بأمريكا هذا العام، وسوف يموت منهم ما يقرب من 9180 شخصا بسبب هذا المرض.