يتوقع الناس أن إنجاب الأطفال سوف يكون مصدرا للسعادة، و بالتأكيد أنه كذلك، و يجب أن يكون كذلك. لكن كأم حديثة، قد تكونين بعيدة جدا عن هذا الشعور بشكل فوري، وقد يصاحب ذلك الكثير من القلق.
قد تمرين بفترة من القلق العاطفي والبكاء، التي قد تكون قصيرة و سهل التعامل معها (إكتئاب بعد بضعة أيام من الولادة - The baby blues )، أو قد يتطور الأمر معكِ بإكتئاب مدته أطول (إكتئاب ما بعد الولادة – postnatal depression). و من النادر أن تشعر الأم بإكتئاب ذهانى شديد جدا، (ذهان نفاسي - puerperal psychosis)
إكتئاب بعد بضعة أيام من الولادة ( The baby blues )
تصاب الامهات عادة بإكتئاب بعد يومين إلى أربعة أيام بعد الولادة، وهو منتشر جدا ويعتبر أمر طبيعي. قد تشعرين بحساسية زائدة وتتعرضين بسهولة للبكاء، بدون أي سبب واضح، أو لأسباب قد تبدو غير ذات أهمية لغيرك من الناس. قد تجدين صعوبة في النوم ( حتى في الأوقات التي يوفر فيها الطفل فرصة لك للنوم ) و تشعرين بفقدان الشهية لتناول الطعام. قد تشعرين ايضا بالقلق و الحزن و الشعور بالإثم والخوف من عدم قدرتك على تحمل مسؤولية الأمومة.
رأي الأطباء أن أعراض الإكتئاب بعد بضعة أيام من الولادة قد يكون سببه تغيرات في مستويات الهرمونات التي تحدث بعد الولادة، لكن يعتقد البعض أنه يأتي مع الشعور بالتواجد في المستشفى. على الرغم من أن الشعور بهذا الإكتئاب مؤلم، إلا انة يزول بعد أيام قليلة و لا يحتاج إلى علاج نفسى. لكن، إذا استمر الإكتئاب لمدة أطول، أو إزداد سوءا، فقد يتحول الى إكتئاب ما بعد الولادة.
إكتئاب ما بعد الولادة ( PND ) Postnatal Depression
ما لا يقل عن أم واحدة جديدة من بين كل عشرة تتعرضن لإكتئاب ما بعد الولادة، يحدث ذلك عادة عندما يبلغ الطفل بين اربعة وستة أشهر من العمر، على الرغم من أنه قد ينشأ في أي وقت في العام الأول. قد يحدث تدريجيا أو بشكل مفاجئ، وقد تترواح حدتة بين إصابة خفيفة نسبيا إلى شديد القوة. هناك بعض الأدلة على أن نصف السيدات المصابات يساورهن مخاوف من الإفصاح عن ما يشعرن به لخوفهن من ان ينظر إليهن كأمهات سيئات.
ماهي العلامات الشائعة لاكتئاب ما بعد الولادة ؟
قد تشعرين بواحدة أو اكثر من الاعراض التالية، على الرغم من انه من غير المحتم بشكل كبير جدا أن تشعرين بهم جميعا:
التفكير في الموت قد يكون مخيف جدا، وقد يشعرك كما لو كنت معرضة للجنون أو غير قادرة على التحكم في نفسك على الاطلاق. قد تخافين من إطلاع أي شخص بهذه المشاعر. من المهم إدراك ان الشعور بهذه الأحاسيس لا يعني بالضرورة أنك سوف تؤذين نفسك أو طفلك. لكن مع صعوبة الامر، كلما استطعت أن تتحدثي عن هذا الامر مع شخص تثقين فيه، كلما قلت احتمالات تأثرك بهم.