ترك كل وسائل نقل المسافرين الحديثة التى تضمن الراحة والامان واختار الدراجة الهوائية ليعيش بعضا من معاناة الحجاج عندما كانوا يقصدون بيت الله الحرام سيرا على الاقدام او متسنمين ظهور الجمال.
وقطع سالم ممو الجداوى الطالب الفرنسى من اصول مغربية الذى وصل دمشق امس نحو تسعة الاف كم حتى الان منطلقا من نوتنغهام ببريطانية حيث يقيم مرورا بفرنسا وسويسرا وايطاليا واليونان وبلغاريا وتركيا ثم سورية حيث سيواصل خط سيره الى لبنان والاردن فالسعودية ليؤدى مناسك الحج فى مكة المكرمة .
ويقول سالم (26 عاما) انه اراد من رحلته هذه تلمس المعاناة التى كان يعانى منها الحجاج فى الترحال الى الكعبة الشريفة قبل وجود وسائل النقل الحديثة مشيرا الى انه تعرض للجوع والبرد والنوم فى العراء ومحطات الوقود واخطأ الاتجاه الصحيح مرات كثيرة .
سالم الذى يدرس علم اللغات صور فيلما وثائقيا بكاميرته الخاصة عن الدول التى مر بها ووثق بعض المواقف الصعبة التى عاشها حيث سيعرضها على اصدقائه الذين ينتظرون نجاح تجربته.
وبالاضافة إلى ما ذكر فإن الطالب الفرنسي تأثر من جده وتشجع على استخدام دراجته في مثل هذه الرحلة الطويلة الشاقة، فجده قام بالرحلة ذاتها منطلقا من فرنسا أيضا، لكن سيرا على الأقدام.
ويقول سالم: "استغرقت (رحلة جدي) ستة أشهر، فظروف الأكل والنوم كانت صعبة جدا.. أريد أنا أيضا خوض ظروف مشابهة تحمل نفس الصعوبات".
"نموذج جيد"
وكان أصدقاء الطالب الفرنسي قد أبدوا سابقا اندهاشهم الشديد حين علموا بخططه لرحلة الحج على الدراجة، وعن هذا يقول "الجيداهوي": "في البداية اعتقدوا أنها فكرة غربية، ولكنهم الآن سعداء بخطتي".
وأبدت عدة منظمات إسلامية ومساجد في مدينة نوتينجهام تأييدها للرحلة، فقد اعتبر الدكتور مشرف حسين، من معهد "كاريميا" (أحد أكبر المنظمات الخيرية الإسلامية) أن الأمر يعكس "نموذجًا جيدًا للشباب، ليروا شخصا شجاعًا إلى هذه الدرجة".
وأسدى د. حسين عدة نصائح لـ"الجيداهوي" قبل سفره: "خذ حيطتك وحذرك خلال الرحلة، ففي الليل يجب أن تكون دائما قريبًا من بيوت الشباب أو المساجد أو الفنادق.. وآمل أن يشجع هذا باقي الشباب ليتحلوا بالشجاعة مثلك".
ويذكر أنه من حين لآخر يتخذ مسلم مثل هذه المبادرة، ففي العام الماضي أدى مسن شيشاني (63 عاما) رحلة الحج بدراجته الهوائية أيضا؛ وهو ما استغرق منه 10 أسابيع مر خلالها بـ 13 دولة، قطع فيها 12 ألف كم.