مع اقتراب مرور الذكرى السنوية الأولى لإعدام الرئيس الراحل صدام حسين، كشف رئيس هيئة الدفاع عنه المحامي خليل الدليمي، أن صدام كان معتقلا في أحد قصوره لفترة زمنية بعد القاء القبض عليه، وأنه كان قريبا من الساحة التي أسقط تمثاله فيها بعد احتلال بغداد. إلا أن الدليمي استنكر بشدة رواية محقق أمريكي عن "تغزل" صدام بممرضته الأمريكية بسجنه، لافتا إلى أنه "كان متدينا في ذلك الوقت".
وأضاف الدليمي أن صدام حسين أملى عليه مذكراته وكان يكتبها وبعد ذلك يطبعها ثم يعيدها لصدام حتى يوقع عليها لكي تكون موثّقة، لافتا إلى أن صدام أملى عليه خلال مئات اللقاءات طوال 3 سنوات قرابة 300 صفحة. وأرجع سبب العدد الكبير للقاءاته بصدام حسين "هو أنني كنت المحامي الوحيد الذي يقابله خلال عامي 2004 و 2005 وحتى بداية عام 2006 حتى التحق بي محامون آخرون".
هل شاهد صدام سقوط تمثاله ؟
وقد خص الدليمي العربية ببعض المعلومات حول صدام وفترة اعتقاله. إذ قال: لقد كان قريبا من ساحة الفردوس لحظة إسقاط تمثاله، كان رأيه أن هناك أمورا أكبر من النصب تم إسقاطها من قبل الغزاة ولم تؤثر على العراقيين. ولدى سؤاله "يعني هذا أن صدام شاهد تمثاله وهو يسقط"؟ ضحك الدليمي وقال "تقريبا" ثم عاد "لينفي أن يكون قد شاهده وهو يسقط".
"تغزله" بممرضته...
وكان رونالد كيسلر أصدر كتاب "ذا تيروريست واتش" والذي يتضمن حوارا مطولا مع جورج بيرو، وهو مدير فريق تحقيقات أرسله مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي للتحقيق مع صدام حسين في سجنه. وذكر بيرو أن صدام كانت تلفته النساء الجميلات، وقد طلب منه أن يقول لممرضته الأمريكية أنها "فاتنة".
إلا أن المحامي خليل الدليمي نفى ذلك بشدة. وقال: "صدام قبل المعتقل قاد حملة إيمانية في العراق غير مسبوقة. وداخل المعتقل اتجه أكثر إلى الدين وكان يختم القرآن كل 3 أيام، وكان يعرف أن المعتقل فيه كاميرات، والوازع الديني يمنعه من إن يتصرف بهذا الشكل لكن الرئيس يمزح كثيرا مع المحامين وحتى مع الأمريكيين وهذا تشويه متعمد لصورته". مصحفه المحروق وسجنه في قصره
وأوضح الدليمي: في وقت سابق للاحتلال كان صدام قد طلب من سكرتيره الشخصي أن يضعوا في كل غرفة من غرف القصر نسخة من القرآن من نفس الطبعة التي يحبها للمزايا التي فيها، وعندما قصف الأمريكيون القصور الرئاسية طال القصف هذه المصاحف مثل أثاث القصر.
وتابع " كان صدام معتقلا في هذا القصر الذي تضررت أجزاء منه، وأبقي عليه في أماكن لم تتضرر. كان الحراس يقودونه لقضاء حاجته وشاهد من تحت عصابة عينية نسخة متناثره بشكل مفتوح فطلب من الجنود أن يرفعوا العصابة فكان له ما طلب وقال أريد هذا الكتاب وسمحوا له أن يأخذه وقد لاحظ أنه كان محروقا من أحد الأطراف".
وشكك خليل الدليمي بما أعلنته فرنسا منذ ايام عن وجود أموال لصدام تقدر بـ 20 مليون يورو فيها وتريد تسلميها للحكومة العراقية. وقال " الرواية الفرنسية كاذبة، ولا يمتلك قرشا واحدا في الخارج لأن المخابرات الأمريكية كانت تعرف كل شئ ولو جدت قرشا واحدا لضخمت الأمر، وعندما وجدت 750 ألف دينار معه لحظة اعتقاله تحدثوا فورا".