التدخين والحياة الزوجية

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبكة رصد | المصدر : www.rassd.com

لا أشك أن القاريء اليوم يعرف الكثير عن اضرار التدخين لذلك لن أعدد اليوم هذه الأضرار التي تحتاج لأكثر من مقال لكن سأتحدث فقط  عن أثر التدخين في الحياه الزوجية ، الأمر الذي لا يلقي الكثيرون له بالاً .
 
هناك العديد من الدراسات الاجتماعية التي اثبتت أن هناك تأثير سلبي للتدخين على الحياه الزوجية وأن نسبة الطلاق بين المدخنين أعلى بكثير من نسبتها بين غير المدخنين . يرجع بعض المحللين هذه الظاهره إلى شخصية المدخن نفسها والبعض يرجعها إلى نتائج مباشرة للتدخين والغالب أنها نتيجة للإثنين معاً .  لا شك أن القبول هو أحد أهم أسباب بدء و إستمرار الحياه الزوجية و للتدخين أثر يمتد ليشمل المنظر العام للمدخن و صحته الجسدية والنفسية وكلها تصب في إختفاء هذا القبول . فالتدخين يؤدي إلى تغير في لون الأسنان والصحة العامه للفم و ما يصاحبه من رائحة كريهه للفم ، فمن يلوم تلك الزوجة التي تصاب بالصداع و الغثيان كل ليله -بالصدفة- لتهرب من ذاك الفم !؟.
 
كما يصاب جلد المدخن بتجاعيد و علامات شيخوخة بمعدل أسرع من غير المدخن . يأثر التدخين على القدرة الجنسيه بطرق مختلفة فمادة النيكوتين تؤدي إلى إنقباض وقتي في الشرايين ومن ثم يقل تدفق الدم إلى العضو الذكري مما يؤدي إلى حالة إنتصاب غير كامل أو عجز جنسي كامل حتى بين الشباب والمدخنين حديثاً  . بعد مرور سنوات يؤدي التدخين إلى مرض تصلب الشرايين وضيق دائم بهذه الأوعية الدموية و بالتالي عجز جنسي دائم  . كما أن ممارسة الجنس هي نوع من المجهود الجسدي وتتطلب قوة القلب وسلامة الرئة ومن المعروف أن التدخين يسبب مشاكل هامة وخطيرة لهذين الجهازين تؤثر على القدرة الجسدية و منها الجنس . لا يفطن المدخن عادةً إلى وجود علاقة بين الضعف الجنسي والتدخين  .  العجز الجنسي الجزئي أو الكامل يجعل المدخن قلق من الأداء الجنسي وهذا ينعكس على حالته النفسيه ويبدأ على مستوى اللاوعي يمارس الجنس بشكل أقل من غير المدخن يصل إلى النصف في كثير من الدراسات وهو ما يؤدي إلى مشاكل زوجيه غير معلنة .
 
أيضاً المدخن أقل قدرة على الانجاب حيث أن تعداد الحيوانات المنوية وكفأتها عند المدخن أقل من غيره .حتى عندما يحدث الحمل  فللتدخين تأثير سلبي عليه قد يؤدي إلى الاجهاض أو وجود تشوهات جسديه و عقليه في الجنين . أصبح التدخين السلبي علم له دراسات تأكده وليس إدعاء  لذلك فالمدخن يضر بمن حوله من زوجة وأولاد عن عمد ، جسدياً و نفسياً . و أثبتت أكثر من دراسة أن التحصيل العلمي لأولاد المدخن أقل كثيراً من غيرهم . المدخن عادة يموت في سن أصغر تاركاً يتامى وأرمله لا ذنب لهم إلا أنهم أحبوه . أتذكر إعلان لمحاربة التدخين كان بسيط جداً . يقول الاعلان ، نداء إلى كل مدخن ، اكتب الآن  إعتذار لزوجتك وأولادك أنك ستتركهم مبكراً . والموت هنا ليس موت هادئ بل يكون بعد رحلة مع المرض تنهك الأسرة معنوياً ومادياً . هذا فضلاً عن المشاكل الماديه التي يحدثها التدخين نفسه خاصة في المجتمعات الفقيره.  هل رأيتم شخص أكثر أنانية من المدخن !!؟؟