كتب إسلام إبراهيم
كشفت دراسة أمريكية حديثة، أجراها باحثون من الرابطة الوطنية لحماية الأطفال من الاغتصاب، أن أغلب الاعتداءات الجنسية على الأطفال تمت بواسطة الأشخاص محل الثقة مثل أحد الأقارب والمدرسين والمدربين، وبشكل يفوق التحرش الواقع من الأشخاص الغرباء، وجاءت هذه النتائج على الموقع الإلكترونى للرابطة فى الثالث عشر من شهر إبريل الجارى. وأشارت الدراسة إلى أن أغلب حالات الاعتداء الجنسى على الأطفال تظل سراً بداخلهم دون أن يحدثوا بها آباءهم خوفاً من العقاب، وظنا منهم أن ما حدث هو خطؤهم الذى سيعاقبون عليه إن أفشوه، لذا يتوجب على الآباء أن يسعوا لإزالة تلك المفاهيم الخاطئة عن طريق فتح قنوات من الاتصال معهم ومد جسور الثقة بينهم وبين أبنائهم. وللتغلب على خوف الأطفال من الإبلاغ عن وقائع الاعتداء الجنسى، اقترح الباحثون أن يتعرف الأبناء على شخصين أو أكثر غير الأب والأم، بحيث يثقون فيهم ثقة عمياء ويتحدثون معهم حول أى اعتداءات جنسية أو أى خطر ما يهددهم. ونصحت الدراسة الآباء والأمهات بضرورة التحدث مع أبنائهم، بشكل مبسط، عن التعدى الجنسى على الأطفال، وإعطائهم فكرة مختصرة عنه، وذلك عندما يبلغون الثالثة أو الرابعة من العمر، والتأكيد عليهم بألا يحصلوا على حلوى أو هدايا أو حتى يتحدثوا أو يسيروا مع الأشخاص الذين لا يعرفونهم. كما يجب على الأسرة ضرورة التحدث مع الطفل أو الطفلة حول التصرفات غير اللائقة من الاعتداء الجنسى، مثل اللمس والتقبيل والضم وغيرها من الصور الأخرى غير اللائقة، والتأكد أيضا من أن الطفل أصبح على قدر كاف من الاستيعاب لأن يفرق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ من سلوكيات الآخرين تجاهه، وأن يقوم بالإبلاغ عن شعوره بأى تصرفات غير لائقة أو غير مريحة، حتى وإن كانت حدثت من أحد أفراد العائلة أو المدرس أو المدرب أو أحد القساوسة والمسئولين بالكنيسة أو أحد الشباب أو طفل آخر. وأضافت الدراسة أنه على الآباء تعليم أطفالهم القدرة على الحسم عند التعرض لمواقف الاعتداء الجنسى، وأن يصبحوا قادرين على قول "لا" فى وجه من يحاول الاعتداء عليهم، أو أن يقاوموا قدر الإمكان هذا الشخص المعتدى، أو على الأقل يطلبون المساعدة العاجلة من الآخرين. واختتمت الدراسة ببعض التوجيهات والتنبيهات التى يجب أن يقدمها الآباء لأطفالهم حول تفادى الاعتداءات الجنسية: ١.التكلم مع الأطفال حول اللمسات المسموحة من الآخرين مثل المعانقة أو الربط على الكتفين، وكذلك اللمسات غير اللائقة، والتى تشمل استهداف المناطق الحساسة. ٢.القيام بمنع أى شخص يحاول لمس المناطق المغطاة بالملابس الداخلية السفلى، لأنها مناطق حساسة، يستثنى فقط أبويه عندما يساعدانه فى دخول الحمام، وكذلك الطبيب والممرضة عند الكشف عليه أو عند استخدام الحقن. ٣. إبلاغ طفلك أو طفلتك بأن يصرخ بقول "لا" فى وجه من يحاول لمس المناطق الحساسة الخاصة به. ٤.التأكيد على الطفل بضرورة الإبلاغ الفورى للأب والأم أو الجد والجدة أو أى شخص ذى ثقة عن أى محاولة للاعتداء الجنسى عليه أو عند قيام أى شخص بملامسة أعضائه التناسلية بأى شكل أو صورة. 0. فى حالة وقوع الاعتداء الجنسى على الطفل، يجب الإبلاغ عن الواقعة فوراً لأقرب مركز شرطة أو أحد مراكز مكافحة الاغتصاب، مع التوجه فوراً إلى أحد المختصين بالأطفال للتعامل مع هذه المشكلة.