عزف منفرد على قيثار دمشقي (3)

الناقل : المحب لدينه | الكاتب الأصلى : من إيميلي

 
21 - وطن

وطَنٌ نائِمٌ في العَراءْ

لا سرير له

غيْرُ نَسْجِ الهبَاءْ.

22 - تخوم

لا أقولُ: لنا موقعٌ واحِدٌ

وحُدودٌ بلا فاصلٍ.

لا أقولُ: الطّريقُ هناك امتدادٌ

لطريقي هُنا.

لا أُشارِكُ في وَحْدة الخرائبِ. لا وَحْدةٌ

إذا لم تكن فتِنةً:

 

فَجْرَ جسْمين في ذُرْوَةٍ

 

شَغفاً واحداً

 

قَلقاً واحداً،

وانفِتاحاً حميماً على السرّ: لا وَقْتَ للذاكرهْ

 

كي تعودَ إلى إِرثها.

إِرْثُهَا الَوقْتُ والآنُ: عَصْفٌ جميلٌ،
مُدُنٌ ثائِرهْ.

23 - وصف

تَصفُ اللاّذقيّة أَبْناءَها

مثلما فَعَلتْ قبلها حلَب ودمشْق:

شَفَةٌ واحدهْ

وَلغاتٌ عديدَهْ.

إنها العودَةُ - القاعده:

زمَنٌ لَوْلَبيٌّ قديمٌ

ومراياه مصقولةٌ جديده.

24 - جراح

مَنْ يقولُ: الجِراحُ شُقوقٌ

في عُروق الجسدْ؟

الجراحُ دَمٌ يَتدفَّقُ في شَريَانِ الأبَدْ.


25 - كَبِدُ الماء

مطَرٌ غامِضٌ، ولكن

يعرف العشبُ ألفاظَهُ

وَيفهمُ إيقاعها وأَسْرارَها.

ولماذا، إذاً

تتورّمُ حَتىّ كَبِدُ الماء في نَبْعِ تَاريخنا؟

26 - إقناع

سوف أُقْنعُ نفسيَ أن تَتشَّبهَ بالرّيحِ،

كيْ أتجرّدَ من كلّ مُلْكٍ،

وَكَيْ أتبدّدَ في كلّ فَجٍّ،

لا أُبالي بما كانَ أو ما يكونُ، وكالريح أحيا:

ليس للرِيح إلاّ

لا مُبَالاَتُها.

27 - جهل

لم أكن قَبْلُ أعرفُ أنَ هناكَ رجالاً

يُوضَعون كَنَقْدٍ

في الجيوبِ.

28 - مَرَق

مَرَقٌ سائِلٌ في الشوارعِ، فيضٌ

مَن عظاتٍ لِجِنٍّ

فقدوا سِحْرَهم،

وَلِحبْرٍ قديمٍ

لا يَرى الكونَ إلاّ حجاباً.

مَرَقٌ سَكبتْهُ الشآمْ

في جِرار الكلامْ.

29 - نرد

الحقيقةُ نَرْدٌ

في يدَيْ غَيْمَةٍ.

30- رصاص

ليس عندي رَصاصٌ كغيري،

كثيرٌ غريبٌ ومن كلّ نوعٍ

وأَجهلُ من أين يُؤْتَى بهِ.

هكذا سأظلُّ (يقولون لي)

عائِشاً في جحيمٍ.

أَتُراها الرَّصَاصَةُ حوريّةٌ؟