المشير أعطى الأقباط أجازة ثلاثة أيام ... لماذا ثلاثة أيام ؟ و لماذا الأجازة الرسميه لأول مرة في التاريخ لمشاهدة ميت ؟ و تعطيل الأعمال و مصالح الناس !!! و أشاع النصارى أن المشير يتملقهم ليتقدم إلى إنتخابات الرئاسة و ينتخبوه و يؤيده الأمريكان و الأوربيون . و الراجح في ظني في موضوع الثلاثة أيام , لأن هذا طلب القساوسة , لأن في عقيدتهم أن روح الميت لا تنصرف من بيته إلا بعد ثلاثة أيام , ولا تنصرف من الدنيا إلا بعد أربعين يوم . هذه خرافات لا أصل لها . و ربما لأنهم سيذهبون سيراً على الأقدام و يعودون سيراً فأعطاهم ثلاثة أيام . و انظر الى الوثنية في عدم الدفن لعدة أيام و إلقاء نظرة على الجثة مثل الوثنيين في كل البلاد . و هذا يذكرني بوفاة سابقه : كيرلس السادس . فقد قاموا بتحنيطه ووضع الفحم داخل الثياب حول جثته , وسدوا فتحاته كلها بالقطن المكبوس , و وضعوا حول جسده وتحت ملابسه زجاجات الروائح و الكولونيا , و من حوله المراوح الكبيره , و يكون الشعب يمر من بعيد ولا يقترب أحد , وقد ربطوا يديه و رجليه في وضع الجالس , وربطوا في يده الصليب الضخم المصنوع من الذهب الخالص , و في يده اليسرى ربطوا عصاه المصنوعة من العاج و الأبنوس , وملابسه مزكرشة بخيوط الذهب . و كل هذا دفنوه به في قبره . و بالمثل ستكون جثة شنودة . و بالمثل كل من مات من النصارى يدفنوه في أغلى ملابسه , وبإصبعه الدبله و الخاتم الذهب الذان تزوج فيهم وحذائه و الكرافته و الشراب و المنديل وما كان يحب من الكولونيا , و النساء يدفنهن في فستان الفرح و أغلى ملابسهن , وكل هذا يذهب إلى محلات تأجير ملابس الأفراح الخاصة بالنصارى , فاحذروا . و بعد عام من دفن كيرلس قاموا بنقله إلى دير مينا , في ( بهيج ) بجوار كنج مريوط , و جهزوا له تابوت ذو واجهة زجاجيه تم تصنيعه عند كفار الحبشة من أغلى الخشب و البلور و الحرير , و أشاعوا أن جثته لم تتغير و أنهم سيعرضونها لكل الناس , ولكن بعد نقله فوجئنا بتغطيته بالحرير , ولما سألنا عن سبب عدم كشف وجهه لم نجد إجابه , وفهمنا أنه تحلل. وزعموا أن عند قبره الجديد ظهر الحمام ( الروح القدس ) و مريم , ولكني أمضيت هناك إسبوعين في تلك الأيام و لم أشاهد خيال يتحرك سوى الفئران و الكلاب الشرسه . و لكن : من يفهم و من يتعظ ؟ ثم أشاعوا حدوث المعجزات الخارقة , و و الله لم أر شيئاً على الإطلاق و بالمثل سيشيعون عن شنوده , فلا تصدقوا و لا تناقشوا بل إطلبوا منهم الدليل . و لن يجدوا أي دليل سوى الروايات المجردة كالعادة . و متى تمكن البطريرك الجديد , فبعد شهر أو اثنين ستختفي كل القصص , ليركزوا على ربهم الجديد . و لا ننسى أن ننوه بكل المسلمين الذين سيسعون إلى جثة الميت و الكنائس , و نقول لهم : ألا تخافون أن يقبضكم الله و أنتم في معصيته و في مكان الكفر , فتكونوا منهم ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله . و لا إله إلا الله , و الحمد لله رب العالمين . وديع فتحى شماس سابقا ( مسلم وداعية حاليا ).