الحـنـيـن لـما مَـضـي - قصة قصيرة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : Marwa EL-MOKADEM | المصدر : agdasa7abyahoo.blogspot.com

الحـنـيـن لـما مَـضـي - قصة قصيرة

 


أجالت الطرف  في  شقتها و كأنها تـراهـا للمرة الأولي فـي حياتها ,  جلست على أريكة بجوار الباب

غَـدت لها  فـي أول الأمـر أنها بــالية لا تَصلح للجلوس ,  جلست متأملة الصور القديمة المعلقة على

الحائط المقابـل لها و مِـنْ ثَـم أطلقت العنان لخيالها لـكى تَسبح فـى بـحـور ذكراياتها  فــى تـلك الـشقة 

وذلـك الـحى القديم الذى عاشت به أول خمسة وعشرين عاماً مِنْ عمرها قبل أن تسافر إلى الخارج 

وتغترب عـَن وطنها بحثا عَـن عمل مــرموق لكى تحصل على مستقبل وحياة كـريمة وعندما بدأت 

أناملها الناعمة فـى ملامسة حـوائـط شقتها غمرهــا إحساس بالأمان والغبطة كانت لا تشعر بهما فـى 

الخارج منذ وفاة والديها كانـت تعيش فـى كنف جدتها ,,  وبعد وفـاة جدتها  قـررت الــسـفـر بحثاً عَـن 

مستقبل لها ولكن بعد أغتراب دامَ عشرة سنوات قــررت الرجوع إلى وطنها والعيش به لآخـر لحظة 

بحياتها رجعت إلى بيتها القديم تحمل بداخلها كل ذكرى مضت لم تستطع أن تمحوهـا مِنْ مخيلتها ساد

الصمت والسكون بداخلها ومِنْ ثَم تذكرت ذلك الشاب الوسيم الذى كان يقطن بالشقة المقابلة لها عندما 

كـان يتملقها بنظرات إعجاب فـكـل لحظة ومكان كـانَ يجمعهم سوياً ولكن تلك الذكرى الجميلة جعلتها 

تصدر ضحكة تـعـبـر عَـن مـدىَ سعادتها للحنين لما مـضى مِـنْ عمرهـا ومِنْ ثمَ حدثت نفسها بصوت 

مسموع :  مـضى على ذلك عـشـرة سنوات ولا اعتقد أنـه يتذكر وجهى الآن  قاطعها طـرق على الباب 

عندما أتجهت إليه وفتحت لم تجد شعوراً تعبر به عــن مَــدى سعادتها عندما وجدته أمامها وبعد التحية

بينهم أعــرب لها عـَـن سعادته بعودتها عندما عَلِم ذلك مِـنْ بعض الأناس بالحى ولكنها أرادت أن تغير

دفـة الحديث لتـعـرف عـن حَياته أكـثـر ولــكنه قَامَ مستعجلاً وحياها للمرة الثانية وذلك بعد أن قـال لها

أنه عليه أن يجلب إبنه مِنْ المدرسة المجاورة للحى وبعدما غادر سـيـطر السكون على المكان للحظات 

الأولـى بـعـد مغادرته ومِــنْ ثـم اطلقت ضحكة سـاخرة  وقالت بصوت مسموع لـنفسها : حمقاء ! ! ! 

وظلت تبتسم وتتذكر مَــا مـضى لها بـذلك المكان حتى دَاعب الكري جفونها وذهبت إلى عالم الأحـلام .