تقرير إسرائيلي يحذر من اندلاع الانتفاضة الثالثة في فلسطين ويؤكد على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شن عدوان على قطاع غزة

الناقل : المحب لدينه | المصدر : www.alquds.co.uk

زهير أندراوس

2012-02-27



الناصرة ـ 'القدس العربي': كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية في عددها الصادر أمس الاثنين، النقاب عن أن تقريرا يشمل تقديرات استخبارية سنوية، تم إعداده من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية وعرض على الوزراء في المجلس الوزاري السياسي ـ الأمني قبل عدة أسابيع، كشف عن أن ما أسمته المصادر الإسرائيلية، استمرار الجمود في ما يسمى بعملية السلام وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط من الممكن أن يدفع قيادة السلطة الفلسطينية والفلسطينيين في الضفة الغربية إلى تصعيد العنف ضد إسرائيل، وإن القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة سوف يؤدي إلى ردود حادة جدا من قبل مصر، على حد تعبير التقرير.
وقال المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، الذي اعتمد على مصادر وصفها بعالية المستوى في تل أبيب، إن التقرير، المؤلف من 50 صفحة، قد أعد من قبل المركز للدراسات السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو المسؤول عن بلورة وصياغة صورة الاستخبارات الدبلوماسية لإسرائيل، وتابع رافيد قائلاً إنه حصل على أجزاء من التقرير ذات صلة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع الأردن ومصر والبرنامج النووي الإيراني.
وبحسب التقديرات الاستخبارية السنوية لوزارة الخارجية فإن سيناريو اندلاع انتفاضة ثالثة قائم في العام الحالي 2012، سواء كان كقرار من القيادة الفلسطينية، أو في إطار تفجر شعبي متأثر بالثورات في العام العربي.
علاوة على ذلك، جاء في التقرير السري، أنه على الأرض يبدو أنه لا رغبة لدى القيادة أو الرأي العام الفلسطيني في التصعيد ضد الدولة العبرية، ولكن استمرار الجمود السياسي بالتزامن مع عمليات إسرائيلية صارمة، على المستوى العسكري أو الاقتصادي، واستمرار العاصفة في الشرق الأوسط، من الممكن أن يؤدي إلى حصول تغيير، على حد قول معدي التقرير.
ولفت المراسل رافيد إلى أنه وفق الخارجية الإسرائيلية، التي يقودها أفيغدور ليبرمان، فإن القيادة الفلسطينية لا ترى في الحكومة الإسرائيلية شريكًا يمكن التقدم معه في ما يُطلق عليها بعملية السلام، ولذلك فإن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن) يحاول تدويل الصراع، أي العمل على زيادة التدخل الدولي في ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، جاء في التقرير، أن التقديرات الاستخبارية تقول إن السلطة الفلسطينية معنية بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل الحصول على ظروف أفضل للبدء بأي مفاوضات في المستقبل مع إسرائيل، وأنه من الممكن أن تجدد السلطة توجهها إلى مجلس الأمن بطلب قبول فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، أو إلى الجمعية العامة بطلب الاعتراف بفلسطين كدولة غير كاملة العضوية.
بموازاة ذلك، حذرت الخارجية الإسرائيلية، كما قالت الصحيفة العبرية، من فتور علاقات إسرائيل مع الأردن ومصر، كما أن التقرير يُضيف بأن النظام الأردني يعمل على الحفاظ على اتفاقية السلام، وعلى العلاقات الوطيدة مع المستويات العسكرية والاستخبارية، إلا أنه يُلقي بالمسؤولية عن الجمود السياسي على دولة الاحتلال.
كما جاء في التقرير أن المملكة الأردنية الهاشمية تنظر إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو، على أنها ليست ملتزمة بحل الدولتين، وأن سياسة إسرائيل في القدس تهدف إلى تقويض مكانة الأردن في المدينة، وأن السياسية الإسرائيلية تلقى ترجمة لها في فقدان القيادة الأردنية الثقة بالقيادة الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، نوه التقرير الإسرائيلي إلى أن الهجوم على سفارة تل أبيب في القاهرة يظهر أن الشارع المصري قد فرض رأيه على الجيش، لافتًا إلى أن المجلس العسكري الأعلى، بقيادة المشير محمد طنطناوي، يدرك قيمة السلام، إلا أنه يوجد عناصر في داخل المجلس غير راضية عن أجزاء من اتفاقية السلام الموقعة بين الدولتين منذ العام 1979، علاوة على ذلك، قالت الصحيفة العبرية إن تقديرات الخارجية الإسرائيلية تُشير إلى أن الهدف الأول للسلطات المصرية الجديدة بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية تغيير الملحق الأمني لاتفاقية السلام بحيث يتيح زيادة التواجد العسكري المصري في سيناء، جدير بالذكر أن اتفاقية السلام تمنع المصريين من إدخال قوات مسلحة إلى شبه جزيرة سيناء.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن التقرير يقول إن التغيير الذي حصل في مصر من شأنه أن يؤثر على حرية إسرائيل في العمل في قطاع غزة، حيث ان أحداث يمكن أن ينظر إليها على أنها استفزازية، مثل عملية عسكرية في قطاع غزة أو سيناء، من الممكن أن تؤدي إلى رد مصري أكثر صرامة وأكثر حدة من السابق.
في سياق ذي صلة، قالت الصحيفة إن التقرير المذكور يتطرق أيضا إلى المشروع النووي الإيراني، حيث يشير إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست على استعداد للتنازل عن مشروعها النووي، مشددا على أن طهران ترغب في الحافظ على الظروف السياسية التي تسمح لها بالدفع بمشروعها النووي من خلال دفع ثمن تعتقد أنه محتمل.
وساق التقرير الاستخباري قائلاً إنه مع تصاعد الضغط الدولي على طهران، فإنها على استعداد لتقديم بوادر حسنة تكتيكية، ولكنها ليست على استعداد لإبداء مرونة في جوهر مصالحها في البرنامج النووي، كما أشار التقرير إلى أن أي مفاوضات مستقبلية بين إيران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي ستتميز بتثاقلها والتدقيق على الإجراءات والتنازلات التكتيكية فقط، كما أن النظام الإيراني سوف يحاول الحفاظ على دعم الصين وروسيا لعرقلة فرض عقوبات إضافية.
وخلص التقرير الإسرائيلي إلى القول في الشأن الإيراني إن طهران تواصل النظر إلى نشاطها في دعم الإرهاب على أنه أداة مهمة في تثبيت مكانتها الإقليمية، ووسيلة لإضعاف خصومها، وترى في عدم الاستقرار في الشرق الأوسط فرصة لتوسيع نفوذها إلى مواقع أخرى، وهي على استعداد لبذل جهود كبيرة لهذا الهدف بما في ذلك إقامة شبكات تهريب بين القارات، على حد قول معدي التقرير.