كشفت دراسة نشرت مؤخراً أن الطرق والأنفاق المغمورة بالمياه، والسكك الحديدية المشوهة والجسور الضعيفة قد تشكل "الموجة المستقبلية" لازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، فقد قال مجلس الأبحاث الوطني، في تقرير نشر الثلاثاء، إن التغييرات المناخية ستؤثر على كل أنواع المواصلات من خلال ارتفاع مستوى البحر، وازدياد تساقط الأمطار والأمواج الناجمة عن العواصف القوية.
أشار التقرير إلى أن الأمر يزداد تعقيداً، بسبب متابعة الناس الانتقال إلى الأماكن الساحلية، مما يؤدي إلى الحاجة لبناء طرق وخدمات أكثر في أكثر الأماكن ضعفاً.وقال هنري شفارتز جونيور، رئيس اللجنة التي وضعت التقرير "حان الوقت ليعترف خبراء المواصلات ويواجهوا التحديات الناجمة عن التغيير المناخي، ويوظفوا أحدث المعلومات العلمية في تخطيط أنظمة المواصلات."
ويذكر التقرير خمسة مجالات ذات خطر متزايد:
1.المجال الأول يتمثل في ازدياد موجات الحر، التي تتطلب الحد من الانتقال في الجو الحار أو المطارات ذات الارتفاع العالي، والتي تتسبب بتمدد مفاصل الجسور، والتواء السكك الحديدية بفعل ارتفاع الحرارة.
2.ارتفاع مستويات البحار وازدياد العواصف التي ستغمر الطرق الساحلية، مؤدية إلى إخلاء المناطق المنخفضة، إغراق المطارات وخطوط السكك، وغمر الأنفاق، كذلك إلى تآكل قواعد الجسور.
3.زيادة العواصف الماطرة، لتزيد من أزمة السير البري والجوي، وتغمر الأنفاق وسكك الحديدية، وتتسبب في تآكل قوام الطرق والجسور والأنفاق.
4.ازدياد نسبة حدوث الأعاصير القوية، لتعطل بذلك خدمات النقل الجوي والبحري، تدفع بالحطام إلى الطرق وإلحاق الأضرار بالمباني.
5.يشار أن الأمم المتحدة كانت قد أطلقت في منتصف شباط الماضي تحذيراً من خطر تراجع مخزون الثروات السمكية حول العالم خلال العقود القليلة المقبلة، جراء تهديدات الاحتباس الحراري والصيد الجائر.وكشف البحث الجديد الذي أجراه "برنامج البيئة للأمم المتحدة" الخطر المتمثل في ارتفاع درجات حرارة أسطح المحيطات، بجانب التغيرات المناخية الأخرى، وتأثيره على قطاع على الصناعة السمكية.
من جهة ثانية، وعلى الصعيد نفسه، قدّر البنك الدولي حجم كميات الغاز التي يتم إحراقها أو هدرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكثر من 50 مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما يضع المنطقة في المرتبة الثانية على هذا الصعيد في العالم، ودعا دولها إلى الانخراط في الجهود العالمية الرامية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وحثت مبادرة "الشراكة العالمية لتخفيض إحراق الغاز" التابعة للبنك الدولي البلدان والشركات المنتجة للبترول في منطقة الشرق الأوسط إلى زيادة كفاءة استخدام الطاقة بغرض التخفيف من حدة آثارها على تغيّر المناخ، وقالت إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن بعض البلدان العربية،ومن بينها العراق وعمان وقطر والسعودية واليمن قد شهدت زيادة في التلوث.