السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الزّنا لما كان من مقاصد الشريعة حفظ العرض وحفظ النسل جاء فيها تحريم الزنا قال الله تعالى : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ) (الإسراء : 32) . بل وسدت الشريعة جميع الذرائع والطرق الموصلة إليه بالأمر بالحجاب وغض البصر وتحريم الخلوة بالأجنبية وغير ذلك . والزاني المحصن يعاقب بأشنع عقوبة وأشدها وهي رجمه بالحجارة حتى يموت ليذوق وبال أمره وليتألم كل جزء من جسده كما استمتع به في الحرام ، والزاني الذي لم يسبق الوطء في نكاح صحيح يجلد بأكثر عدد في الجلد ورد في الحدود الشرعية وهو مائة جلدة مع ما يحصل له من الفضيحة بشهادة طائفة من المؤمنين لعذابه والخزي بإبعاده عن بلده وتغريبه عن مكان الجريمة عامًا كاملاً . وعذاب الزناة والزواني في البرزخ أنهم يكونون في تنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار يكونون فيه عراة فإذ أوقدت عليهم النار صاحوا وارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا أخمدت أرجعوا فيها وهكذا يفعل بهم إلى قيام الساعة . و يزداد الأمر قبحًا إذا كان الرجل مستمرًا في الزنا مع تقدمه في السن وقربه من القبر وإمهال الله له فعن أبي هريرة مرفوعًا : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم : شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر ) . ومن شر المكاسب مهر البغي وهو ما تأخذه مقابل الزنا والزانية التي تسعى بفرجها محرومة من إجابة الدعوة عندما تفتح أبواب السماء في نصف الليل . وليست الحاجة والفقر عذرًا شرعيًا مطلقًا لانتهاك حدود الله وقديمًا قالوا تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها فكيف بفرجها وفي عصرنا فتح كل باب إلى الفاحشة ، وسهل الشيطان الطريق بمكره ومكر أوليائه واتبعه العصاة والفجرة ففشا التبرج والسفور ، وعم انفلات البصر والنظر المحرم وانتشر الاختلاط ، وراجت مجلات الخنا ، وأفلام الفحش وكثر السفر إلى بلاد الفجور ، قام سوق تجارة الدعارة ، كثر انتهاك الأعراض وازداد عدد أولاد الحرام وحالات قتل الأجنة فنسألك اللهم رحمتك ولطفك وسترك وعصمة من عندك تعصمنا بها من الفواحش ونسألك أن تطهر وتحصن فروجنا ، وأن تجعل بيننا وبين الحرام برزخًا وحجرًا محجورًا .