أنا إللي قتلت ابنك عايز حاجه" هذه الجملة قيلت في أثناء مذبحة بورسعيد يوم الأحد 1 فبراير والتي راح ضحيتها العشرات من جماهير النادي الأهلي، هذه الجملة استوقف أحد أفراد أولتراس أهلاوي واسمه، محمد إبراهيم، وهو أيضا طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وعمره 19 عاما.
فخلال رحلة هروب محمد من استاد بورسعيد للنجاة بحياته، شاهد أحد بلطجية بورسعيد، يرد على أحد تليفونات مشجعي الأهلي بعد أن قتله، وكان والد المشجع الأهلاوي هو المتصل، فقال له البلطجي "أنا إللي قتلت ابنك عايز حاجة "، هذا المشهد استوقف محمد كثيرا، وانتابته حالة من البكاء على القسوة التي تعامل بها جمهور الأهلي. وحسب كلام محمد فإن هذا المشهد لم يكن الأسوأ، فالكراهية كانت واضحة حتى في العبارات التي كان يرددها مشجعو المصري، وأيضا في الموقف المخزي لأحد ضباط الشرطة الذي كان يتابع ما يحدث ويبتسم ويتابع ما يحدث وكأنه يشرف على عملية ذبح جمهور الأهلي. محمد نجا من الموت بأعجوبة، فلم يكن أمامه مفر إلا أن يتحرك في نفس الاتجاه الذي يتحرك فيها جماهير بورسعيد وكأنه واحداً منهم، وهو ما جعله شاهد عيان على الكثير من الأحداث، منها قصة الأولتراس الأهلاوي رشدي، والذي كان يعزف الأهازيج للجماهير دائما ومعه "الطرمبيطة" وهي تشبه الطبلة، شاهده وهو يقتل، رشدي لا يترك "الطرمبيطة" تحت أي ظرف، وحتى يجبروه على ذلك قطعوا شرايين يديه، فقاومهم لأن بنيانه الجسدي قوي، وبعد أن قطعوا شرايينه لم يكتفوا بذلك، فأطلقوا عليه "باراشوت"، وهو أسوأ من الشماريخ وأصيب به في رقبته، فمات فورا، ولم يشفي هذا غليلهم فحملوه وألقوه من أعلى المدرجات إلى خارج الاستاد.