استحوذ الرسام الإيراني جهان بخش صادقي المصاب بشلل كلي على اهتمام الحضور في افتتاح المعرض السنوي السادس عشر للمنتجات الإيرانية في بيروت. وبدأ صادقي 27 عاما بتدوين انطباعاته بالألوان الزيتية على القماش الأبيض وسط أنظار المشاهدين الذين أكثروا من التساؤلات عن مدى قدرته على حمل الفرشاة والتركيز في تجسيد المناظر التي يرسمها، في حين تكتظ لوحاته بالزهور والورود والمنازل الأثرية المغمورة بالثلوج والأحصنة والبحر والسفن كل ذلك بألوان زاهية.
وأشار الرسام الإيراني إلى أنها المرة التاسعة التي يشارك فيها في هذا المعرض، مضيفا أنه مولع بالطبيعة وهذا ما جعله يرسمها دائما بأشكال متنوعة متقمصا مخيلة الناس ليجسد رؤيتهم للطبيعة والبشر.
واستخدم صادقي التركيز على ثنائية لعبة الضوء والظل كي لا تتحول اللوحة إلى مجرد صورة، وأضاف أنه تخصص في الفن الكلاسيكي نظرا لتعلقه به وشغفه بمعانيه ومدلولاته.
وفي معرض حديثه عن عشقه للحياة وأمله، ذكر أنه تعرض منذ كان في السادسة عشرة من العمر إلى حادث ارتطام بسيارة أصيب على أثره بانكسار في رقبته أدى إلى شلل في الجسم بما في ذلك أصابعه نفسها التي لا تقوى على الحراك، مشيرا إلى أنه تلقى بوادر التشجيع والتحفيز من أصدقائه ومعارفه لممارسة فن الرسم وقد تناوبت ريشة صادقي على رسم أكثر من ألف لوحة فنية وشارك في معرضين فنيين داخل إيران وخارجها ولديه مرسم خاص يتردد عليه 20 طالبا لتعلم هذا الفن وممارسته.
وقال أحد رواد المعرض وهو يتأمل الرسام باندهاش، إن لدى صادقي قدرة هائلة على رسم الفن الكلاسيكي بحيث تبدو اللوحة مباشرة وصريحة تعلن عن نفسها بكل وضوح.