د. عمرو أبو خليل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة عُقد قراني قبل فترة على رجل كان متزوجا ومنفصلا عن زوجته الآن، لا أعلم هل يمكن اعتبار ما سأكتبه مشكلة.. ولكن الأمر ينغّص عليّ حياتي وأنا دائمة التفكير به، حدث لقاء جنسي بيني وبين زوجي بناء على طلبه، وإن كنت لا أزال فتاة رغم ذلك، والأمر تم عن طريق الدبر؛ وهو ما سبّب لي آلاما نفسية وجسدية كبيرة، قبل العملية أوضحت له أنني لا أرغب أن تتم كما يريد هو، وأن هذا لا يجوز، وهو حرام، وأن ننتظر حتى يوم الزفاف لكنه أبى، وغير ذلك كان عنيفا معي أو هذا ما يتراءى لي. الآن أنا لا أحسّ بأي رغبة جنسية تجاهه، أنا حتى لا أحسّ برغبة جنسية أبدا، وأحس بالنفور منه عندما يبدأ الحديث عن هذه الأمور، غير هذا إنه سألني "ما الذي كنت أفعله كي أريح نفسي قبل الزواج؟"، فقلت له: لا شيء، أحاول عدم التفكير في الأمر ومحاولة إلهاء نفسي بأي شيء آخر فتعجّب!! وهذا ما أدخل الشك في نفسي بأنني إنسانة باردة جنسيا، وخاصة بعدما حدث ما حدث معه. هل أطلب الطلاق بسبب ذلك؟ وأنا لا أريد أن أكون مطلّقة، كما ينتابني الرعب مما قد يحدث بعد الزواج وخاصة بما أشعر به حاليا، ولا أخفيكم أنني فكرت بالموت كوسيلة للنجاة مما أنا فيه، ولكن ذلك حرام، فماذا أفعل؟ الصديقة العزيزة.. لا.. لست باردة جنسيا.. وإجابتك عن زوجك فيما يجب فعله هي الإجابة الصحيحة، وليس لها دلالة على برودك الجنسي.. وحتى لو أراد أن يريح نفسه وهو زوجك شرعا ومعقود قرانك عليه فلا يكون ذلك بفعل المحرم؛ لأن الشيء المحرّم الوحيد في العلاقة الجنسية هو الإتيان أثناء الحيض، والإتيان في الدبر، وحتى لو شاء أن يريح نفسه بالرغم من مخالفة ذلك للعرف قبل الزفاف، فلو عاملك معاملة الحائض بحيث يفعل معك كل شيء إلا الإيلاج -بالرغم من عدم موافقتنا عليه؛ لمخالفته للعرف السائد في بلادنا بعدم الممارسة الجنسية أثناء العقد- لو فعل ذلك لكان أفضل من ارتكاب الحرام، فمخالفة العرف أهون بمراحل من ارتكاب الحرام.. وشعورك النفسي بالنفور هو رد فعل طبيعي مؤقت لرفضك لهذا الفعل الحرام أولا والمخالف للأعراف ثانيا.. والخوف من أن تكون أو تستمر ممارسته معك. ﺑﻬذه الطريقة، ونحن نخشى ذلك أيضا؛ لأن الطبيعي لرجل متزوج سابق وصاحب خبرة في المسائل الجنسية أن يفعل ما ذكرناه سابقا، لا أن يأتيك في دبرك، وهو ما يعطي مؤشرا ربما لطبيعة رغباته الجنسية والتي قد تكون سببا خفيا لطلاقه الأول.. كذا فنحن ننصحك بأن تكوني واضحة وصريحة وحازمة معه وتسأليه بوضوح.. إذا كان هذا النوع من الممارسة هو الذي يستهويه... وأنك تشكّين في أن الأمر لم يكن له علاقة بالراحة قدر رغبته في أن يكون الإتيان ﺑﻬذا الشكل، وتوضحين له رفضك القاطع لهذا السبيل، وردود أفعالك النفسية تجاه ما حدث، ولا بد أن تكوني صريحة في أنك لن تستسلمي لهذا النوع من العلاقة، ولا بد أن تأخذي منه التأكيدات والتعهدات اللازمة لعدم تكرار ذلك بعد الزفاف، ونقصد بالإتيان في الدبر إيلاج العضو الذكري في دبرك، وليس مجرد المباشرة الخارجية والتي قد تكون جزءا من الملاعبة، ثم ينتهي الإيلاج في المكان الطبيعي في المهبل. إذا ماطل أو أعلن أن ذلك جزء من ممارسته للجنس التي لا يرى فيها مانعا أو أي شيء من هذا القبيل فأنذريه بوضوح أيضا بالطلاق، وأخبري أهلك بالأمر حتى يكونوا معك، ولا تترددي في طلب الطلاق؛ لأنه في هذه الحالة يكون هذا الرجل مصابا بنوع من الشذوذ الذي سيحول حياتك إلى جحيم. لا تخافي من الطلاق.. فطلاق الآن قبل الزفاف أفضل لك من طلاق بعد ذلك، واعلمي أن الزواج رزق من الله، فلا تقلقي ﺑﻬذا الشأن إذا استقرت الأمور وأعطاك التعهدات اللازمة، وأدركت أن الأمر كان عارضا فستجدين راحة في نفسك، وسيعود لك شعورك الطبيعي ناحية العلاقة الجنسية، وسيكون الأمر عارضا فلا تقلقي.. تحياتي وتمنياتي بالحياة السعيدة. عن كتاب أ. ب. فراش زوجية