هو كل ما يظهره الانسان بعكس مايبطنه في داخل نفسه فالنفاق في جميع صوره رذيلة منفرة فهو عجز عن المواجهة وضعف في الخلق وآلتواء في الطبع وخبث في الطوية يـــــــالهـــــا من كلمة بشعة !!! فما أسوء في الدنيا من أن يقابلك المرء باسطاً يديه لك ثم يصافحك ويعانقك في بعض الأحيان وهو بداخله يحمل لك كل الشرور ويكِّن لك من الحقد والكراهية والضغينة ما يكفي لحرق فداديناً من القمح.
ويكمن خطر المنافق في كونه حبيب قريب لك من أمامك ويأتي من خلفك بطعنات لا تراها ولا تتخيلها فتكون حقاً طعنات مميتة وكما أخبرنا رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وعلمنا كيف نعرف المنافق وأن له علامات حيث قال-صلى الله عليه وسلم- ” آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان “ ” صدقت يا سيدي يا رسول الله فأنت معلم البشرية الحق في أي زمان ومكان. فتجد المنافق دائماً يكذب ودائماً ذا كلام معسول ولكنه في الحقيقة مراً كالحنظل، تجده دائماً للوعد مخلفاً فحينما يقول لك سأفعل كذا وكذا يجعلك من ثقتك في كلامه تستطيع لو أمكن أن تراهن علي حياتك مقابل ثقتك أنه سيفي بالوعد وتفاجأ بأنه لاينفذ ويبرر بحجج واهية وللأسف تصدقها لأن كلامه مرتب ومقنع أما صفته الثالثة فهي خيانة العهد فإذا إئتمنته علي سر وتعاهدتما على ألا يفشيه لأحد قط تجده أحرص الناس على إفشاء هذا السر بدون أن تعلم وتجده دائماً يسعى للخراب ، يسعى لتدمير حياتك ، يسعي ليجلب لك الشرور .
للأسف الشديد ان النفاق هو من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارا على امتداد الوطن العربي النفاق العربي لديه خصوصيته طبعا منتوصاااااش, هذه الظاهرة انتشرت بحيث اصبحت ملاحظة على المستوى الشخصي والعام وانعكست على المجتمع بحيث اصبحت احدى سماته الاساسية فالصدق اصبح عملة نادرة وكل من يتبع الصدق في تعامله وعمله وافكاره ومبادئه اصبح يشذ عن القاعدة السائدة
للنفـــاق الإجتمـاعـي ألــوان وأنــواع::
نـفــاق فــي العــلاقـــات…في العمل…في التصرفات..في الاخلاق.. نفاق تجاوز حدود المجاملة واصبح عادة طبيعية ومقبولة وبل مطلوبة نـفــاق دينـــي …نشاهد الناس تصلي في المساجد وفي الصفوف الاولى ولكن على ارض الواقع لا نشاهد انعكاس لهذه العبادات بل العكس.. ظلم وفساد واكل مال الحرام …..الخ والمهم هو النتيجة ان تبقى الصورة بابهى حلة امام المجتمع
والمصيبــه الأكبـــر ان لدينا منافقون في الدين ويسمون بالعملاء لا العلماء هؤلاء غالبا ما يرتبطون بشخص السلطان او الحاكم ويسمون أيضا بفقهاء السلطان وهم يوظفون عملهم لخدمة السلطان وليس لخدمة كلمة الحق مقابل ما يغدقه السلطان أو الحاكم عليهم من مال ومناصب وآمتيازات وشهوات مستخدمين وسائل متعددة في غالب الأحيان تكون شرعية فأحيانا يلجؤون لآية كريمة أو نصف آية ( ويل للمصلين ) وينسون ما ورد في باقي الآية الكريمة من بينات وحجج ، يفتون بما يوافق هوى السلطان أو الأغنياء الذين يغدقون عليهم المناصب والإمتيازات أو بتفسير الايات القرآنية تفسيرا مشوها كالدعوة إلى الصبر على ظلم الحاكم وآستبداده مستغلين جهل العامة والبسطاء وآستغلال وسيطرة الحاكم على وسائل الإعلام لنشر الأراء المسمومة ، وهذا النوع من النفاق هو الأخطر على الإطلاق وأكثره فتكا بالبلاد والعباد .
نفـــاق إجتمــاعـــي…في العمل ..في التعاملات..في العلاقات المهم ان تبقى الصورة مشرقة باعين المجتمع نفـــاق إنســانـــي..في الحب ..في صلة الرحم..في الصداقة.. المهم ان تبقى الصورة انسانية باعين المجتمع ولكن على ارض الواقع هو كذب بكذب ونفاق وليس الا نفاق وهو عادة اصبحت مبررة لهذا المجتمع المبطن الذي يخفي مالا يظهر معللين ذلك بالمثل القائل …الغاية تبرر الوسيلة.
فــالـنـفـــاقهو المرحلة المتوسطة بين الفضيلة الحقة والرذيلة المكشوفة ، قوم لا يؤمنون بالفضيلة لأنهم يعجزون عن تكاليفها أو لأن طباعهم الهابطة لا تأتلف معها ولكنهم في ذات الوقت ضعاف الشخصية لا يقدرون على المواجهة فيتظاهرون بالفضيلة ليرضوا المجتمع بينما هم في الخفاء يمارسون أعتى الرذائل والمنكرات.
الصـــدق مرفوض ومن يتعامل بهذه العملة النادرة اصبح خارج نطاق هذا المجتمع المبطن بكذبه من يتبع النفاق..يرتاح بحياته ..في عمله..وفي علاقاته من يتبع الصدق ..يتعب في حياته..في عمله..وفي علاقاته.
ولكــن السـؤال هـــل هــذا صحيــح ؟؟ أم ان كـــل من يتبــع الــنفـــاق اسلـــوبا يريـــد ان يقتنـــع بهـــذا ؟؟