الطعام الصحي.. الوسيلة الوحيدة للحــد من تناول الوجبات السريعة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
| المصدر :
www.aawsat.com
السمنة وأمراض السكري تنتشر على نطاق واسع في العالم العربي
جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
في إطار حملات التوعية الصحية التي تطلقها وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية WHO وبرنامج المدن الصناعية، التي تندد من خلاله بمخاطر الوجبات السريعة وما تسببه من مشكلات صحية، أصبح معظم الشركات المهتمة بالرعاية الصحة والارتقاء بمستوى الصحة العام للفرد في المملكة، وحتى الشركات المصنعة للأجهزة الكهربائية للمطابخ، تركز أولوياتها على حماية الأطفال من مخاطر الدهون المتحولة الموجودة في الوجبات السريعة، خصوصا أثناء وجودهم خارج المنزل.
ومن أبرز المشكلات الصحية التي يعاني منها الأفراد في المنطقة: السمنة المفرطة، وداء السكري، وضغط الدم المرتفع، وارتفاع مستوى الكولسترول والدهون في الدم، وهشاشة العظام.
* وجبات غذائية
* ومن هذا المنطلق، أعد خبراء التغذية مجموعة من النصائح المهمة لمنع خطر هذه الوجبات على صحة الأطفال، وذلك بالتوجه إلى تقديم وجبات صحية وذلك بتوظيف الوسائل التالية:
- استخدام الأساليب الصحية في الطهي والاعتماد على الطهي من دون زيت، مثل سلق الطعام أو إعداده باستخدام البخار، مع إضافة بعض التوابل للحصول على المزيد من الطعم الغني والنكهة المميزة.
- تقديم الأم وجبات لذيذة وفي الوقت نفسه غنية بالفوائد الغذائية الأساسية من فيتامينات ومعادن ليستمتع بها الطفل مثل استمتاعه بتناول الوجبات الجاهزة.
- استعمال الأدوات الحديثة في المطابخ، التي تقدم تقنيات حديثة في مجال الرعاية الصحية، كاستخدام مقلاة البخار، التي تحافظ على مذاق جميع الأطعمة المقلية التي يفضلها الأطفال والكبار من دون استخدام الزيت، وتوفر للأم الكثير من الوقت لتقوم بأعمال أخرى تفيد الطفل كمساعدته في أداء وجباته المنزلية أو أخذ جولة في الحديقة أو مشاهدة التلفاز بعد الانتهاء من أداء الواجبات المدرسية.
* أبحاث وحقائق
* تعيش بلدان العالم النامي موجة من السمنة في وقت تنتشر فيه المجاعات، وهي معادلة غير قابلة للتفسير. وتشير الإحصاءات إلى أن السنوات الـ20 الماضية شهدت ارتفاعا في معدلات السمنة بواقع ثلاثة أضعاف. وتعاني دول أخرى عديدة من السمنة؛ حيث بلغت نسبة البدانة في الولايات المتحدة الأميركية 50% من السكان البالغين، وهي مشابهة لنسبتها في الدول الخليجية. وفي اليابان بلغت النسبة 30%، أما في الدول الغربية عموما فإن نسبة السمنة تدور حول 33%.
وتشير الوثائق العلمية الصادرة من الهيئات والمنظمات الصحية الدولية (WHO) إلى مدى انتشار السمنة عند السعوديين من الجنسين في المجتمع الريفي والحضري. وكان هذا العمل جزءا من الدراسة الوطنية الكبرى عن أمراض الشرايين التاجية في السعودية خلال خمس سنوات من عام 1995 إلى 2000. ووجد أن المعدل الكلي لانتشار السمنة هو 35.6%، وكان المعدل بنسبة 26.4 للرجال، و40% للنساء. ومن الملاحظ أن معدل زيادة الوزن أعلى عند الرجال بنسبة 42.4% مقارنة بنسبة 31.8% لدى النساء. أما معدل زيادة الوزن، فهو 36.9% في السعودية. ولوحظ أيضا أن أعلى نسبة لانتشار السمنة في المنطقة الغربية للمملكة (42%)، تليها المنطقة الوسطى (40%)، وأقل معدلات السمنة كانت في المنطقة الجنوبية (30%).
وأظهرت الدراسات التي أجريت على المجموعة العمرية ما بين 15 إلى 70 سنة، أن انتشار السمنة في السعودية حسب العمر يمثل 13.5 في المائة، و20.26 في المائة عند الرجال والنساء على التوالي. وهذه النسب أعلى مما هي عليه في الولايات المتحدة الأميركية 12 في المائة للرجال و15 في المائة للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و64 سنة. وفي بريطانيا 8 و9 في المائة للرجال والنساء على التوالي للفئة العمرية نفسها. وفي إيطاليا 4.9 و3.6 في المائة عند الرجال والنساء على التوالي بين 15 و44 سنة، و9.9 و11.1 في المائة للرجال والنساء على التوالي في عمر من 45 و64 سنة.
* أمراض السمنة
* يتوقع ازدياد عدد الوفيات بسبب داء السكري في المنطقة العربية بسرعة كبيرة في الفترة الممتدة بين 2011 و2030، متجاوزا عدد وفيات الولايات المتحدة الأميركية بسبب الداء نفسه.
* تبين الدراسات الحديثة أن أكثر من 3 ملايين شخص في مختلف أنحاء منطقة الخليج مصابون بمرض السكري. ووفقا للمؤسسة الدولية لمرض السكري، يوجد في الإمارات العربية المتحدة وحدها أربعة أشخاص يعانون من مرض السكري من أصل كل خمسة أشخاص.
* يوجد 26 مليون شخص في الشرق الأوسط يعانون من مرض السكري، وتعتبر منطقة الخليج واحدة من أعلى معدلات انتشار مرض السكري؛ حيث يعاني 27% من السكان من هذا المرض.
* تشير آخر التقديرات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتوي على ستة من البلاد العشرة ذات أعلى نسبة انتشار لمرض السكري في جميع أنحاء العالم، ويتوقع تضاعف عدد السكان المصابين بالمرض في تلك الدول بحلول عام 2025.
* كشفت إحصائية طبية حديثة أن نسبة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بين السعوديين البالغين بلغت 26 في المائة، وأن 75 في المائة من هؤلاء المرضى يعانون من عدم القدرة على التحكم بمستوى ضغط الدم المطلوب، على الرغم من استعمالهم مختلف أدوية علاج ضغط الدم.
* أشارت الجمعية السعودية لضغط الدم إلى أن 39% من شباب المملكة معرضون للإصابة بارتفاع ضغط الدم بسبب سوء العادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة وانتشار السمنة، حيث أجري الكشف على 450 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة خلال الحملة، تبين أن 5% منهم مصابون بارتفاع ضغط الدم، غالبيتهم يعانون من السمنة.
* تقنيات صحية ولا شك أن الآونة الأخيرة قد شهدت العديد من التقنيات الحديثة التي تهدف إلى الارتقاء بالصحة العامة للفرد ورفع المستوى الصحي له، وبالتالي خفض معدل الوفيات بالأمراض المزمنة. ومن تلك التقنيات آلة الطبخ بـ«الهواء السريع» الحاصلة على براءة اختراع، والتي تجمع بين الهواء الساخن السريع والدوّار من جهة وبين آلة الشواء من جهة أخرى. وعن الفوائد الصحية لهذه التقنية، يقول الخبراء إنه بالإمكان الحصول على الطعم نفسه المقرمش في القلي ولكن بدهون أقل، مع المحافظة على المذاق الأطيب، الأمر الذي يقلل من أمراض الكولسترول والأوعية الدموية وأمراض القلب وضيق الشرايين التي تسببت العادات الصحية الخاطئة في انتشارها بشكل كبير، بوصفها ثقافة جديدة ينتهجها الشباب والأطفال في الآونة الأخيرة.