القلم والممحاة

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : لها أون لاين | المصدر : www.lahaonline.com

 

القلم والممحاة

القلم والممحاة

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل.‏ قالت الممحاة:‏ كيف حالكَ يا صديقي؟‏ القلم (بغضب): لستُ صديقكِ!‏ الممحاة( باستنكار): لماذا؟‏ القلم:لأنني أكرهكِ. الممحاة:‏ ولمَ تكرهني؟‏ القلم:‏ لأنكِ تمحين ما أكتب. الممحاة (مبتسمة):‏ أنا لا أمحو إلا الأخطاء. القلم(بانفعال):‏ وما شأنكِ أنتِ؟!‏ الممحاة: أنا ممحاة، وهذا عملي. القلم:‏ هذا ليس عملاً نافعا! الممحاة: بل عملي نافع، مثل عملكَ تماما وفي بعض الأحيان قد يفضل عملك!! القلم:أنتِ مخطئة ومغرورة.‏ الممحاة: لماذا؟  القلم: لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو.  الممحاة:‏ إزالةُ الخطأ لا تقل أهمية عن كتابة الصواب! أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وأخذ يفكر فيما قالت فأدرك صدق كلامها. القلم:‏ صدقْتِ يا عزيزتي!‏ الممحاة: أما زلتَ تكرهني؟‏ القلم: لن أكره مَنْ يمحو أخطائي. الممحاة: وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً.‏ القلم:‏ ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!‏ الممحاة: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ.‏ القلم (محزوناً):‏ وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!‏ الممحاة (تواسيه):‏ لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.‏ القلم (مسروراً):‏ ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!‏  فرحتِ الممحاة والقلم، وأدرك كل منهما الدور الجميل الذي يقوم به غيره .