من حيل الثعلب المكار

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : لها أون لاين | المصدر : www.lahaonline.com

الثعلب المكار


يحكى أن الثعلب اتفق مع النمر ليستدرج له عنزا يأكله، فذهب الثعلب المكار وأخذ يفكر كيف يستدرج العنزة لتذهب برجليها إلى عرين النمر ليأكلها.
فوجد الحيلة، وذهب على الفور و أحضر ربطتين  من الخضروات واستودعهما لدى العنزة، وطلب منها أن توصل هذه الهدية إلى النمر.
فوافقت العنزة مسرورة وقالت في نفسها: إن الثعلب المسكين لا يعلم أن النمر حيوان لاحم لا يأكل الخضروات، لذلك فإن حزمتي الخضروات  ستكونان من نصيبي لا محالة .
فانطلقت العنزة وهي تحث السير إلى أن وصلت عرين النمر، فقدمت له الهدية مبتسمة تنتظر أن يرد النمر لها الخضروات حتى تأكلها.
انفجر النمر من الضحك وقال: يا لهذا الثعلب. هل نسي أنني لا آكل الخضر . هما لك أيتها العنزة فكليهما هنيئا مريئا   أعجبت العنزة بكرم النمر، فشكرته وأرادت أن تأخذ الخضروات لتخرج بها.
قال النمر: لا تخرجي بها أيتها العنزة الطيبة بل كليها في بيتي.
هل تريدين أن تقول الحيوانات إنني لا أكرم الضيف؟!
شعرت العنزة ببعض القلق ولكنها أخذت تطمئن نفسها، وانهمكت في تذوق الخضر إلى أن أنهت الوليمة وشبعت، وهمت بمغادرة المكان . لكن – يا للمفاجأة – لقد وجدت الباب موصدا في وجهها وسمعت قهقهات النمر.
قال النمر: هل أكلتِ وشبعتِ أيتها العنزة؟
قالت: نعم أيها النمر الكريم.
قال: حسنا لقد جاء دوري لكي آكل أنا أيضا وأشبع،
اسمحي لي أن أتعشى بكِ الليلة فأنتِ وليمتي التي أهداها لي صديقي الثعلب
فهمت العنزة أنها خدعت، وأن النمر يريد أن يفترسها، فأخذت تحاول الهرب يمينا وشمالا ولكن النمر المتوحش قفز عليها فاتحا شدقيه ليعضها بهما من العنق، فاندفعت العنزة بكل قوتها ونطحت الباب بكل عزمها فسقط الباب على الأرض، ومرقت (خرجت) العنزة تركض مسرعة حتى آوت إلى بيتها والتقطت أنفاسها وأخذت تداوي جرحها.
وتعلمت من هذا الموقف أن تأخذ حذرها في معاملتها مع غيرها  ولا تعطي الثقة لمن لا تعرفهم..