التهاب الجيوب الأنفية وأسبابه الفيروسية
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
زكريا علي
| المصدر :
www.grenc.com
التهاب الجيوب الأنفية مرض يكثر حدوثه في فصل الشتاء، ويسببه فيروس، وينتج عنه ألم شديد ومزعج ينغص على الانسان حياته.
فما أسباب هذا المرض؟ وما تدابيره العلاجية؟
بداية تشير الإحصاءات إلى أن عدداً كبيراً يعد بالملايين يصاب بالتهاب الجيوب الأنفية سنوياً في جميع انحاء العالم، ويسبب هذا النوع من الالتهاب آلاماً شديدة في الرأس لا يمكن أن يتصورها إلا من أصيب به من قبل، ومنهم من قال إنه يفوق كثيراً ألم التهاب المفاصل. ومعدل الإصابة بمرض التهاب الجيوب الأنفية في ازدياد ملحوظ، بحسب الخبراء، الذين يلقون باللائمة على أسلوب الحياة الحديثة الذي جعلنا فريسة له.
والجيوب الأنفية عبارة عن عدة تجاويف ملأى بالهواء داخل الجمجمة، ويصطف كل تجويف بجوار غشاء حساس يبطن الأنف من الداخل.
وتطلق الأغشية الرطبة باستمرار كميات من المخاط، الذي يغذي الأنف فيحفظ القنوات الأنفية في حالة رطبة، ويحجز ذرات الغبار، ومسببات الحساسية، والملوثات الأخرى ويمنعها من الوصول إلى الرئتين.
ويقول الدكتور أندرو ميريديث، اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى بينيندين في كرانبروك بمقاطعة كنت بإنجلترا: "إن السبب في زيادة الأعداد المصابة يرجع إلى التغيرات المناخية المستمرة التي تضع هذا النظام الدقيق تحت ضغوط لا يقوى على احتمالها في معظم الأحيان".
وقد تطور أنف الإنسان خلال ملايين السنوات عندما حدثت تغيرات تدريجية في درجات الحرارة صاحبت تغير فصول السنة، فيما يعني أنه توفر لها الوقت الكافي للتطور. وفي ظل أسلوب الحياة الذي أصبح لا مناص منه، والذي أجبرنا على استخدام وسائل التكييف المركزية، وأجهزة التدفئة، فإن الأنف والجيوب الأنفية تعرضت لتغيرات مختلفة في درجات الحرارة والبرودة والرطوبة أثرت سلبا في آلية عمل القنوات الأنفية والأغشية المبطنة للأنف.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية
وهنا أسباب التهاب الجيوب الأنفية والطرق التي يمكن اتباعها للتخفيف من وطأة أعراض ذلك الالتهاب كما أجمع عليها أطباء الاختصاص:
نزلات البرد:
يبدأ التهاب الجيوب الأنفية عند التعرض لنزلة برد، فالفيروس المسبب لها يحدث هياجاً في الأغشية الحساسة المبطنة للأنف، ما يؤدي إلى التهابها وإلى سد فتحات الأنف ويتوقف المخاط عن حركته الطبيعية داخل التجويف الأنفي. فإذا احتوى المخاط على أجسام ضارة فإنه يسبب الإصابة بالالتهاب، بحسب دكتور ميريديث.
وتشبه أعراض التهاب الجيوب الأنفية أعراض الحمى، كما يعاني المصاب ألماً عند تحريك الرأس، ويشعر بالتعب، وضيق التنفس، وبضغط في الأذنين. وفي ثلثي الحالات المصابة، تختفي هذه الأعراض في غضون أسبوع أو اثنين باستخدام مسكنات الألم ومزيلات الاحتقان.
وفي حالات أخرى تتطور الأعراض لتتحول إلى حالة التهاب مزمنة في الجيوب الأنفية تظل مسدودة لعدة أسابيع، وربما لعدة شهور، ويتسبب ذلك في تزايد وجود البكتيريا المعدية داخلها، والتي تنشط تماماً مثل جراثيم البرك الراكدة.
ما الذي يجب فعله؟
ينصح الأطباء باستخدام غسول ملحي بصفة يومية، ويمكن الحصول على المحلول من الصيدلية، أو بإضافة ملعقة من الملح إلى نصف لتر من الماء المغلي والمعقم. اترك الماء حتى يبرد، ثم بعد ذلك استخدم حقنة ترمومترية لحقن المحلول داخل الأنف، والفكرة تتلخص في أن الملح يمتص المواد المسببة للحساسية والتي تسبب تهيجاً في الأنف، بينما يساعد الماء على حفظ الأنف رطباً. كما يمكن استخدام الأدوية المضادة للاحتقان مثل فيكس "Vicks Sinex" والتي يمكنها أن تؤدي إلى تحسن الحالة، ولكن يجب عدم استعمالها لأكثر من أربعة أو خمسة أيام، إذ إن كثرة استعمالها يؤدي إلى ضعف حساسية الأغشية الأنفية ما يؤدي إلى تورمها مرة ثانية. أما إذا تفاقمت الحالة وأصبحت مزمنة، فيجب استشارة الطبيب حول أفضل المضادات الحيوية ورذاذات الأنف التي تساعد كثيراً على التخفيف من الحالة.
العطور:
تقدر الإحصاءات أن واحداً من بين كل عشرين شخصاً يعانون الحساسية ضد العطور، وهي السبب الشائع في التهاب الجيوب الأنفية، إضافة إلى الإصابة بأعراض أخرى مثل حكة الجلد، وضيق التنفس والغثيان والدوار. فالمادة المهيجة التي يحتويها العطر تخترق الغشاء الرقيق المبطن للجيوب الأنفية وتسبب التهابه.
ما الذي يجب فعله؟
إذا لم تكن قادراً على تحديد أي من أنواع العطور يسبب الحساسية لك، فيجب تجنب استخدام كل المنتجات المكتوب عليهاparfun، إذ إنها تحتوي على مزيج من العطور المختلفة ربما تتضمن ذلك النوع الذي يسبب الحساسية. كما يجب الحرص عند استعمال المنظفات المنزلية، والمطهرات ومعطرات الهواء لأنها تؤدي أيضاً إلى نفس النتيجة.
الأورام الحميدة:
يمكن أن تؤدي التهابات الجيوب الأنفية الحادة في عدد محدود من الحالات إلى تكون أورام حميدة بحجم حبة العنب في المجرى الأنفي وداخل الجيوب نفسها، وتتسبب هذه في انسداد الجيوب ما يؤدي إلى خلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا المعدية.
ما الذي يجب فعله؟
يبدأ العلاج أولاً باستعمال رذاذ أنفي عضوي يؤدي إلى انكماش الورم، كما يمكن أيضاً استخدام الرذاذ الأنفي بحيث لا يتعدى ذلك أسابيع قليلة لما له من آثار جانبية، مثل زيادة الوزن واضطرابات الحالة المزاجية للمريض. ويؤدي الرذاذ الأنفي إلى نتائج جيدة في 80 في المئة من الحالات، ويلجأ الأطباء في النهاية عندما تفشل كل الطرق العلاجية إلى جراحة لإزالة الأورام، يتم خلالها إدخال أنبوب دقيق مزود بكاميرا وأدوات أخرى داخل الأنف، كما أن هناك تقنية حديثة تعتمد على نفخ بالون دقيق داخل الأنف لفتح الممرات المسدودة.
التبريد والتدفئة المركزية:
كلما كانت الأحوال المناخية داخل المنزل أكثر جفافاً، إما بسبب أجهزة التكييف أو أجهزة التدفئة المركزية، كلما قلت كمية المخاط الذي ينتجه الأنف، ما يسبب بدوره التهاباً في بطانة الجيوب. ويبدأ المخاط التراكم داخل الجيوب الأنفية، فيوجد بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا.
ما الذي يجب فعله؟
كما هي الحال عند الإصابة بنزلات البرد، من المفترض أن يتعافى الشخص في غضون أسبوع أو أسبوعين باستخدام المسكنات وأدوية احتقان الأنف، لكن إذا استمرت المشكلة فلا بد، إذاً، من الذهاب للطبيب ليصف مضاداً حيوياً أو أحد رذاذات الأنف.
السباحة:
تتسبب مادة الكلورين المستخدمة في تطهير حمامات السباحة وكذلك البكتيريا الموجودة في الماء في مشكلات في الجيوب الأنفية. ويقول الدكتور ميريديث: "إن اغلبنا يصاب باحمرار العين بعد الخروج مباشرة من حمام السباحة، بسبب مادة الكلورين التي تؤثر في أغشية العين الدقيقة، وتحدث أثراً مماثلاً في أغشية الأنف".
ما الذي يجب فعله؟
وضع مشابك حول الأنف يقلل كمية الكلورين التي تدخل من خلاله، وإذا شعرت باحتقانها بعد الخروج من حمام السباحة، فيمكنك غسل مجرى الأنف بمحلول ملحي.
التهاب اللثة:
عندما تلتهب إحدى أسنان الفك العلوي يمكن أن تختبئ البكتيريا في النسيج العظمي فوق السن، ثم داخل الجيب الأنفي الذي يعلوه. ويمكن أن يحدث العكس أيضاً فيتسبب التهاب الجيوب الأنفية في حدوث ألم في الأسنان السليمة، ويعرف ذلك بـ"ألم الأسنان الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية"، حيث يتكون المخاط داخل الجيوب ما يضغط على أسنان الفك العلوي ويحدث ألماً عند المضغ.
ما الذي يجب فعله؟
لابد من اللجوء للطبيب لأنه ربما يحتاج المريض لأحد المضادات الحيوية.
حمى القش:
تسبب الحبوب التي ينتجها عشب أو شجرة البتولا التهاب الجيوب الأنفية، إذ تخترق أجزاء دقيقة من هذه الحبوب المجاري الأنفية فتثير الأغشية المخاطية بنفس الآلية التي يتبعها الفيروس المسبب لنزلات البرد.
وقد أظهرت الدراسات أنه يمكن حدوث العدوى وتطورها بشكل كبير في الجيوب الأنفية المرتبطة بالفك العلوي والتي تقع خلف الوجنتين.
ما الذي يجب فعله؟
استخدام مضادات الهستامين، ولكن حسب وصفة طبية، فهي تهدئ من ردة الفعل تجاه هذه الحبوب، ولكن إذا كان الاحتقان زائداً يمكن اتباع طريقة البخار الكلاسيكية، بحسب الدكتور أندرو فالانس أوين، المدير الطبي لمركز "بوبا الصحي" بالمملكة المتحدة.
ويقول أوين: "يعمل البخار على إسالة المخاط وترقيقه فيسهل تفريغه بعد ذلك، ولكنها طريقة قصيرة المدى وتعالج الأعراض فقط وليس سبب المشكلة الرئيس".