مبارك وحكاية العرافة التى تنبأت بخلعه,وسر الرقم12!!
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
ايهاب فاروق
| المصدر :
www.masrawy.com
مبارك وحكاية العرافة التى تنبأت بخلعه,وسر الرقم12!!
اسم السلسلة: شوية شوية هنفهم ان شاء الله
الوصول إلى كرسى الحكم فى الأنظمة الديموقراطية,يحتاج إلى تخطيط وعمل مضنى,مثل تكوين الأحزاب ثم السعى للحصول على الشعبية,عن طريق صناديق الإنتخاب,وفى هذا تختلف الوسائل,التى قد تكون مشروعة أو غير مشروعة,مابين تقديم البرامج الإنتخابية الطموحة,أو تشويه برامج الخصوم,وقد يتم اللجوء لوسائل قذرة,مثل ترويج الشائعات والضرب تحت الحزام,وفى لعبة السياسة كل شىء مباح,وأصحاب الأفكار المثالية,غالباً ما يكونوا ضحية,للإنتهازيين والوصوليين,ولكن تبقى الإرادة الشعبية,هى الحكم العادل,بين هؤلاء وهؤلاء,حتى تبلغ الديموقراطية أعلى مراحل النضج,ولا يستطيع أى انتهازى,اللعب بطموحات الناس,والقفز على الكراسى!!
أما فى النظم القمعية,فاللعبة مختلفة تماماً,فالوصول للحكم يكون انقلابياً,فى أغلب الحالات,أو قد يكون بضربة حظ,فى حالات غير قليلة,ولكن فى جميع الحالات,لا يكون القافز على الحكم,هو الشخص الأصلح له,وكيف يكون الأصلح,وهو الذى أتى على غير إرادة المحكومين,الذين لن تخدعهم آلته الإعلامية,التى تذيع الأغانى والقصص,عن عبقريته وبطولاته الوهمية,والتى ستنهار حتماً,مع أول تحرك شعبى,ضد هذا الحاكم,ويرقد هو وأغانيه وتماثيله وبطولاته,إلى مزبلة التاريخ!!
ولكن الغريب حقاً,أن بعض هؤلاء الحكام,كان يعتقد فى نبوءات العرافين,والأغرب أن بعض هذه النبوءات قد تحقق بالفعل,أو هكذا تخيلوا هم ذلك,والأرجح أنهم هم من روج لهذه الأشياء,حتى يضفوا هالة من القداسة لذواتهم,وأن وصولهم للحكم لم يكن عن طريق التخطيط أوالتآمر,أو حتى عن طريق الصدفة,وإنما كان قدراً محتوماً لامفر منه,والدليل"قالوله"على رأى عادل امام,أو قاله العرافون وقد صدفوا معه!!
وتتعدد قصص اللجوء للعرافين ونبوءاتهم,حتى أن بعض الرؤساء كان يعتمد علي نبوءاتهم,فى اتخاذ بعض القرارات المهمة,مثل الرئيس الأمريكى السابق ريجان,وزوجته نانسى,التى كانت عرافتها تقيم معهما فى البيت الأبيض,وتصحبها معها فى كل مكان يذهبا إليه!!
ولكن الوضع فى مصر كان مختلفاً,فالنبوءات كانت حاسمة قاطعة,فمن نازلى زوجة الملك فؤاد وأم الملك فاروق,والتى كانت لها نبوءة بأنها ستكون ملكة مصر,ثم ناريمان زوجة فاروق الثانية ونفس النبوءة,والغريب أن جيهان السادات روت ذلك أيضاَ,وبعيداً عن أن أى عرافة تقول ذلك لكل بنت,لأنها تعرف أن ذلك يُصادف هوى لديها,وأن ذلك قد صدف مع هؤلاء,لكنهم بالفعل قد أيقنوا بصدق النبوءة!!
أما الأغرب فهو ما حدث مع مبارك,وما رُوى عن نبوءتين قد تحققتا له بالفعل,والعهدة على رواية الدكتور محمد الجوادى,والنبوءة الأولى كانت من عراف سودانى فى السودان عام 1958,والذى تنبأ له بأنه سيكون رئيساً لمصر,وبالطبع تم أخذ العهد من الضباط,الذين حضروا الجلسة,بعدم افشاء السر,حتى لا تكون رؤوسهم جميعاً,معلقة فى السجن الحربى فى القلعة,من نظام عبدالناصر الذى كان فى عنفوانه,وكان يتحسس مسدسه لكل حالم بالحكم,وبالطبع هذه النبوءة تتعارض,مع عدم توقع مبارك نفسه,لتعيينه كنائب لرئيس الجمهورية,وقد كان توقعه أنه سيُعين مجرد سفير فى لندن,أو رئيس لمصر للطيران!!
أما النبوءة الثانية,فكانت من عرافة فرنسية,قد تنبأت له فى بداية حكمه,بأنه لو عين نائباً له,فسوف يترك الحكم بعدها ب12 يوم,والغريب أن هذا تحقق بالفعل,بعد تعيين عمر سليمان كنائب له,وقد يبدو الكلام منطقياً,وأن نبوءة العرافة تحقت بالفعل,ولكن أليس هذا منتهى الذكاء من العرافة,التى كانت تعرف جيداً أنه جاء رئيساً بالصدفة,بعد أن كان نائباً لرئيس مقتول,فطبيعى جداً أن يكره تعيين أى نائب له,كما أنه كان بيده أن يحرق النبوءة,بتعيين نائب له وهو فى أوج قوته,خصوصاً بعد حرب الخليج,وقد خرج منتصراً فى رهانه,ومدعماً بأمريكا والخليج معاً,وقد تخلص كذلك من أزمته الإقتصادية الطاحنة,التى كانت بالمناسبة,أسوأ كثيراً من الأزمة الحالية,كما كان قد تخلص قبل ذلك بعامين,من غريمه الأقوى أبوغزالة!!
ولكن يبدو أن منصب النائب,قد كان محجوزاً بالفعل,وينتظر المحروس ابنه,وقد كان هذا الإنتظار,هو الضربة القاصمة,التى دكت دعائم نظامه,وقوضت أركانه,وكونه قد سقط فعلاً,بعد تعيين النائب ب12 يوم,بعد أن ظل فى دائرة السلطة,أكثر من 12 ألف يوم,كنائب للرئيس ثم رئيس بعد ذلك,لم يكن تصديقاً لنبوءة العرافة الفرنسية,بقدر ما كان غباءاً من جنابه,فى كيفية امتصاص غضب أكثر من 12 مليون مصرى,خرجوا له فى الشوارع,لم يكن أغلبهم قد وُلدوا فعلاً,عندما قالت له العرافة الفرنسية ذلك!!
ألم تكن تكفيه كل هذه السنوات,ليترك الحكم بكرامة,أم أن الإنسان دائماً,ما يتحرك لقدره المحتوم,حتى ولو ظن أن بامكانه منع حدوثه,بتصديق النبوءات والأكاذيب,التى تجعله يمشى فى طريق نهايته,حتى دون أن يدرى!!
المصدر:
ايهاب فاروق
اسم السلسلة: شوية شوية هنفهم ان شاء الله