كيف تصبح محبوبًا بين الناس

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : None Average | المصدر : www.ekayf.com

كيف تصبح محبوبًا بين الناس

أسعد الناس من يتطلع إلى معرفته ويسعى إلى صحبته الآخرون، فمحبة الناس وسام شرف يستحق أن يرفعه كلُ محبوبٍ أمام الناس، وهي غاية في حد ذاتها تحتاج إلى لينٍ وخلق قويم وبشاشة في الوجه وحسن معاملة تمكنك من أن تجعل العدو صديقًا لك. وإن كانت لا تُدرك كلها إذ ليس هناك من يحظى بمحبة الناس جميعهم، فالمحبة تتفاوت وتتدرج من شخص لآخر.

فهلم بنا نقف على بعض النقاط التي تجعلك جديرًا بأسر قلوب الناس والتفافهم حولك.

أحب نفسك

ما معنى حب النفس؟ وهل تتوقع أن يحبك الناس إذا كنت لا تحب نفسك؟
ليست الأنانية هي المقصودة بالطبع، وإنما المقصود أن:

  • تعرف قدراتك وتعمل على تطويعها، فسبيلنا إلى النجاح هو أن نركز على سلبياتنا لنصلحها، ولو ركزنا على نقاط قوتنا وعملنا على تطويعها، فإن ثقتنا بأنفسنا ستزيد مما سيشجعنا على إصلاح نقاط ضعفنا.
  • تعرف نقاط ضعفك حتى تعمل على إصلاحها.
  • تحدد أهدافك وتسعى إلى تحقيقها، وهذه الأهداف تكون مبنيةً على مميزاتك وما تحبه؛ لأن تحديد الأهداف والسعي إليها سوف يشبع جزءًا من احتياجاتك النفسية التي لا غنى عن إشباعها حتى تستطيع مواصلة حياتك بشكل سليم. ولا أقصد بالأهداف هنا مجرد تجاوز سنوات الدراسة أو الوصول إلى منصب وظيفي معين فحسب، وإنما أن يكون لك رسالة تعيش لها تجعل لحياتك معنى، ثم تأتي بعد ذلك الأهداف العملية التي من خلالها تحقق هذه الرسالة.
  • تتعلم كيف تتعامل مع مشاعرك السلبية بشكل صحي، فالإنسان في حياته يمر بكثيرٍ من المحطات التي لا يحقق فيها النتيجة التي يرجوها وهو أمر طبيعي، ولكي تسعد وتواصل رحلتك عليك أن تتعلم كيف تخرج من هذه الحالة السلبية إلى حالة إيجابية.

    إنك بحبك نفسك ستعيش حالة من السلام الداخلي تنعكس على علاقاتك بالناس، وإتقانك لعملك وكل شيء في حياتك.

ابتسم من فضلك

على بساطتها فهي شيء مؤثر جدًا في الآخرين وفيك أيضًا. جرب الآن أن تعبس ثم تبتسم ولاحظ التغير في مشاعرك، واسأل نفسك: كيف تشعر نحو شخص تراه مبتسمًا ونحو آخر تراه متجهمًا؟.

كن سيدًا

قيل: خادم القوم سيدهم، فساعد الناس ولو في أبسط الأمور، كأن تفسح لأحدهم مكانًا ليجلس أو تتطوع بصنع الشاي لأهلك أو غير ذلك من الأمور السهلة في أدائها العظيمة في أثرها. ويعينك على مساعدة الناس معرفتك لما تجيده وتستطيع مساعدة الناس فيه. ولكن احذر أن تقول دائمًا: "نعم سوف أفعل ذلك"، عِد فقط بما تستطيع الوفاء به حتى تتقن ما تفعل وتحافظ على وعودك فتحتفظ باحترامك لنفسك واحترام الناس لك.

هل فكرت لماذا خلق الله لك أذنين ولسانًا واحدًا

قد يظن البعض أن الشخص المستمع قليل الكلام مملٌ أو غير لبق، والعكس هو الصحيح؛ لأن المستمع الجيد يفهم اهتمامات الناس ومشاعرهم وطريقة تفكيرهم، فيتخير الموضوعات المناسبة عند الحديث.

كيف تكون مستمعًا حقيقيًا؟

إن المستمع الجيد يسأل عن النقاط غير الواضحة في كلام محدثه دون أن يقاطع. ومن الضروري أن تصحح فقط من كلام المتحدث ما يكون تصحيحه ضروريًا، فادعاؤها بأنها اشترت شيئًا بمئات الجنيهات بينما سعره لا يتجاوز العشرات ليس خطأ يتطلب التصحيح.

كيف تتقبل النصيحة؟

  • استمع للنصيحة بتركيز واهتمام.
  • اشكر الشخص على اهتمامه، وعِده بأن تفكر في كلامه.
  • فكر فيما وجه إليك من نقد، وخذ بما يصلح منه فقط.
  • لا تأخذ النقد على محملٍ شخصي، فالنقد موجه إلى سلوكٍ ما أو صفة ما وليس إليك بصفة خاصة.
  • لا تجادل وإن لم تتفق مع الطرف الآخر، فهناك فرق بين الجدال والمناقشة، ومن حقك أن تعرض رأيك إن وجدت لدى الطرف الآخر استعدادًا للاستماع والنقاش، أما إن لم تجده مستعدًا لتغيير وجهة نظره قم بتغيير الموضوع بلطف؛ لأن الجدال يفتح الطريق لتكوين العداوات بينك وبين الآخرين.

تواصل بهدف

عليك أن تعرف السبب الذي من أجله تتواصل مع شخص ما، فقد يكون الهدف هو التودد إلى  الآخرين أو تقديم النصيحة أو غير ذلك، وليس الدافع مجرد تحقيق مصلحة شخصية.  

وقد تتساءل: وما الفائدة وراء تحديد هدف من التواصل مع الآخرين؟ ألسنا في كثير من الأحيان نبدأ الحديث في موضوع لنتخذ فيه قرارًا ثم يجرنا الحديث إلى موضوعات أخرى، ونفاجأ بأننا افترقنا دون أن نحقق الهدف المرجو من اللقاء؟ السبب هو أن هدفك ليس واضحًا في ذهنك أثناء الحديث.

كن صادقًا

لا أحد يثق في الشخص الكذوب، فمثلاً لو اتصل بك شخص لا تريد التحدث إليه وذهبت إلى غرفة أخرى غير التي يوجد بها الهاتف، وطلبت ممن يرد على الهاتف أن يخبر المتصل أنك لست هنا وأنت تشير بإصبعك إلى الغرفة التي يقف هو فيها، فهل الكذب أمام الأطفال الصغار مسموح به؟ كلا لأن الطفل الصغير يعقل وإن لم تلاحظ أنت ذلك، وصدقك معه منذ صغره سوف يدفعه إلى الثقة فيك. وعندما يرى الآخرون أنك لا تكذب حتى على الصغار، فإنهم سيزدادون احترامًا لك وثقة فيك.

وإذا عودت نفسك على الصدق في مثل هذه الأمور البسيطة والدقيقة، فإن لسانك سيعتاده حتى في المواقف الصعبة. وإن كنت تكذب لتحقيق مصلحة قريبة فإنك ستفقد المصلحة الأكبر وهي ثقة الناس فيك، بل وثقتك في نفسك.

إذا أُخبِرت سرًا فكن بئرًا

حديث غيرك لك في السر أمانة ولو لم يطلب منك كتمانه وإن كان لا يمثل سرًا في نظرك، فالذي يقدر السر صاحبه، فتعود على ألا يكون موضوع حديثك مع الآخرين هو أخبار الناس وحكاياتهم حتى لا تفشي سرًا دون قصد. وهناك من الموضوعات الكثير مما يمكننا التحدث فيه.

كن سخيًا في الكلام الطيب

"شكرًا": قلها إن قدم لك أحد خدمة ولو بسيطة، واحرص على أن يتناسب حجم الشكر مع حجم الخدمة المقدمة حتى يصدقه الآخرون ويتقبلوه.

"آسف": هذه الكلمة سترفع من قدرك عندما تقولها في موضعها المناسب، أي عندما تشعر بالخطأ. وهناك كلمات مثل: "لو سمحت، من فضلك، بعد إذنك" تجعلك تحظى بالاحترام والحب من الآخرين.

 

وأثنِ على ما يعجبك فعلاً ولا تبخل بالثناء، فلو سألك صديق لك عن رأيك في لوحة رسمها فأثنِ على ما فيها من جمال وما يلفت نظرك منها وإن لم يعجبك بعض ما فيها، على الأقل المجهود الذي بذله في رسمها. ويا حبذا لو كان ثناؤك محددًا ومفصلاً لما أعجبك.

احذر من السب

 

إن السب يسلبك حب واحترام الذين يكرهون السب، ويجعل المعتادين عليه أكثر جرأة عليك، فلا يجدون غضاضة في سبك؛ لذا انتقِ كلامك فلا يخرج منك سباب ولا حتى ألفاظ خادشة للذوق والحياء وإن لم تكن سبابًا.

كيف تختار الموضوعات المناسبة عند الحديث مع الآخرين؟

تحدث معهم في اهتماماتهم فهو أمر يعكس اهتمامك بهم شخصيًا، وستصبح بالنسبة لهم شخصًا ممتعًا يحبون قضاء الأوقات معك والتحدث إليك. ويمكنك التعرف على اهتمامات الآخرين عن طريق الاستماع إليهم وملاحظة الموضوعات التي يتحدثون فيها كثيرًا وبحماس.

وهناك موضوعات عليك أن تتجنب تمامًا الحديث فيها، أو حتى المشاركة بالاستماع إلى ما يقال فيها كالغيبة والنميمة والسخرية. فالبعض يلجأ إلى الغيبة بدافع الغيظ والغضب، وفي هذه الحالة نرى أنه لا داعي لذلك، فهذا لن يعيد إليك حقك إلا إذا كنت تشكو إلى من بيده أن يعيد إليك حقك، والحقيقة فإن التسامح سيريحك جدًا. وإن كان دافعك للغيبة هو مسايرة الآخرين في الحديث فكن على ثقة أنك سوف تفقد احترام وثقة هؤلاء، ومن نمَّ لك نمَّ عليك، فاقترح تغيير الموضوع، أو تولى الدفاع عن هذا الشخص، أو اترك المجلس. أما إن كان دافعك هو استهزاؤك بغيرك، فالأولى أن تنشغل بعيوبك عن عيوب الآخرين، ولا تحسب أنك بإعلاء قدر نفسك سوف تنقص من قدر الآخرين، بل إنك تفعل العكس، ولا تجعل ذكر الناس بما يكرهونه وسيلة لتسلية وتمضية الوقت، فحدد أهدافك جيدًا وانشغل بما ينفعك.

والنميمة بنقل الكلام بين الناس الذي قيل في حقهم، بغرض إرادة السوء بمن نقل عنه الكلام أو إظهار الحب والحرص على مصلحة من تنقل إليه الكلام، أو التسلية وتمضية وقت – من الأمور التي لا ينبغي لمثلك أن يوصف بها، فهي تجعل الآخرين في ريبة منك وتوجس. كذلك لا يليق بك أن تجلس إلى نمام أو تسمع منه أو تحقق له غرضه، فهو معك اليوم وعليك غدًا، فلا تصدقه في كلام ولا تحاول تحري الحقيقة، وأحسن الظن بإخوانك، ولا ينجح النمام في اصطياد الخطأ منك فإنك بذلك تعينه على نجاح مهمته، وبما أنك قد عرفته جيدًا فاحذر منه وتجنبه قدر الإمكان وحدد علاقتك معه.

ولا يليق بمن يحرص على محبة الناس ويرغب فيها، أن يتناولهم بالسخرية سواء بالقول أو التقليد أو الإشارة أو الكتابة أو الرسم، فكل هذا عائق أمام محبتهم لك.

كيف تبدي اهتمامك بالآخرين دون أن تتدخل فيما لا يعنيك؟

اعلم أن درجة قربك من الشخص ومعرفتك بميله إلى التكتم أو الإفصاح هو ما يحدد نوعية أسئلتك.

فمثلاً، لو تغيب زميلٌ لك في العمل يمكنك أن تبدي ملاحظتك لغيابه وتبين أنك فقط أردت الاطمئنان عليه دون أن تسأل عن سبب غيابه، وبهذا تبين للآخر اهتمامك به وشعورك بافتقاده حين يغيب، دون أن تظهر أنك فضولي تتطلع إلى ما يخفيه عن الآخرين.

المزاح سلاح ذو حدين .. كيف تستخدمه بشكل سليم؟

لا شك أن المزاح يؤلف بين القلوب ويزيل الحواجز بين الأشخاص، والشخص المرح محبوب من الناس، إلا أن المزاح له ضوابط معينة ينبغي مراعاتها حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية، منها ألايكون

  • مع من لا تعرفه جيدًا؛ لأنه قد يفسر مزاحك بشكل خطأ.
  • مبالغًا فيه بإفراط، بنسج القصص الوهمية لمجرد إضحاك الناس بتكلف.
  • فيه ترويع للناس وإيذاء لهم سواء بالأقوال أو الأفعال.
  • مستغرقًا جزءًا كبيرًا من وقتك.
  • مصاحبًا بضحك بصوت مرتفع أو حركات مبالغ فيها حتى لا تفقد وقارك. وهذا لا يعني التجهم أو الكآبة، فهناك فرق بين الابتسامة والمزاح الزائد.
  • لا يكون المزاح سخرية من بلد معين أو منطقة معينة، كحال النكات الشائعة بيننا حول أهل الصعيد.
  • في أمور لا يصح التصريح بها.

المشاعر السلبية تجاه الناس أمر لابد منه .. كيف تتعامل معها بنجاح؟

إن شعورنا ببعض المشاعر السلبية تجاه بعض الناس قليلاً من الوقت أمر طبيعي، ولكن كيف تتغلب على هذه المشاعر السلبية؟

  • تذكر إحسان الناس إليك وانسَ إساءتهم، ولا تجعل السيئة الواحدة سببًا لهدم كل الحسنات السابقة. ودرب نفسك على أن تقدم الخير دون انتظار المقابل، فهو حتمًا سيعود إليك مضاعفًا من نفس الشخص أو من غيره.
  • عبر عن غضبك فهذا أمر طبيعي، ولكن المهم كيف تعبر. وانتظر حتى تهدأ لأنك خلال هذه الفترة سترتب أفكارك وتراجع ما إذا كان الأمر يستحق العتاب أم لا.
  • إن كان الأمر بسيطًا وغير متكرر، فلا داعي للعتاب لأنه يضع الحواجز بين الناس.
  • إن كان الأمر يستدعي الوقوف عنده، فحدد الشيء الذي أغضبك وما تشعر به نحو هذا الفعل وأعلم به الآخرين كي يجتنبوه ولا يعودون إليه.

أحب لهم الخير

أحب للآخرين ما تحبه لنفسك، فإن كنت تحب لنفسك النجاح فأحبه أيضًا للناس، فلا تضيع وقت أحد ولا يدفعك الحقد أو الحسد أن تثني الآخرين عن تحقيق أهدافهم، وإن كنت تحب لنفسك الهدوء وأنت نائم فأحبه أيضًا لأسرتك وجيرانك، فلا تزعجهم.

في النهاية

نرجو أن نكون قد وُفقنا لوضع يدك على بعض الوسائل والأساليب التي تجذب الناس إليك، وتعلو بها منزلتك في أعينهم فيحبونك وتحبهم وتسعد بهم ويسعدون بك، إذا حرصت على مبادئك والتزمت بها.