الحرسُ الثَّوريُّ المصريُّ الرَّافضيُّ في أرضِ الكنانة

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : سعد العثمان | المصدر : almoslim.net

وأنا أتصفح بعض صفحات تنسقيَّات الثَّورة السُّوريَّة، وأتابع أخبار الملفِّ السُّوريِّ المؤلم، فوجئت بدشين مجموعة من الشَّباب المصريِّ صفحة على موقع التَّواصل الاجتماعيِّ         " فيسبوك " باسم " الحرس الثَّوريِّ المصريِّ "، محوِّلين صور صفحاتهم الخاصَّة في صفحات عضويَّتهم إلى صورة تحمل العلم الإيرانيَّ، وغيَّرت ألوانها لتتطابق مع العلم المصريِّ، علاوة على صور أخرى تمَّ رفع نسر الجمهوريَّة من داخل العلم المصريِّ، ووضع صورة آية الشَّيطان علي خامنئي، معلنين أنَّ الثَّورة الإسلاميَّة في إيران، وقائدها آية الشَّيطان علي خامنئي ملهم لهم ودافع.
 
وقد أكَّد أعضاء هذه الحركة في حوار لهم نشرته مجلة " الوطن العربيِّ "، أنَّهم أوَّل من دقٌّوا مطرقة هدم الجدار؛ الذي أقامته القوات المسلحة المصريَّة أمام السَّفارة الإسرائيليَّة بالقاهرة، وأوَّل من اقتحم السَّفارة، منوِّهين بأنَّ أداء المجلس العسكريِّ بطيء ومماطل، ولا يصبُّ في أهداف الثَّورة المصريَّة. وأعضاء الحركة يدعون حاليَّاً إلى اقتحام السَّفارة الأمريكيَّة يوم 25 يناير القادم، أثناء الاحتفال بالذكرى الأولى للثَّورة المصريَّة.
 
إنَّه لم يكن عصر الرَّئيس المخلوع، هو عصر التَّسلُّل الأمريكيِّ الصُّهيونيِّ فقط، بل شهد تسلُّلاً شيعيَّاً واضحاً، عبر شبكة قوَّية من المؤسَّسات الاجتماعيَّة المرتبطة كما يزعمون " بآل البيت " التي تُستخدم كواجهة للتَّرويج للمذهب الشِّيعيِّ، والنُّفوذ الإيرانيِّ بمصر، إلا أنَّ الجديد في الأمر، هو تغلُّغل النُّفوذ الشِّيعيُّ في المدارس المصريَّة.
 
فقد كشفت مصادر مطَّلعة بوزارة التَّربية والتَّعليم، أنَّ قطاع التَّفتيش الدِّيني بالوزارة، أعدَّ تقريراً سرِّياً عن النِّشاط الشِّيعيِّ في بعض المدارس المدعوة من إيران، لعرضه على وزير التَّربية والتَّعليم تمهيداً لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة لإيقافه. وذلك بعد تلقِّي القطاع العديد من شكاوى أولياء الأمور، من محاولات بعض المعلِّمين والمعلِّمات، في عدد من المدارس بثَّ مفاهيم شيعيَّة في عقول أبنائهم. وكشف التَّقرير عن محاولات بعض مديري المدارس التَّأثير على الطُّلاب؛ لزيارة بعض المساجد التي تَبيَّن أنَّها تنتهج المذهب الشِّيعيَّ في مصر، وذلك مقابل مبالغ ماليَّة، يتمُّ منحها للطُّلاب مستغلين غياب الرَّقابة والأمن. كما أكَّد التَّقرير أنَّ الفترة الأخيرة، شهدت إقبال بعض المعلِّمين على المذهب الشِّيعيِّ، من خلال الإغراءات بالمال، وفرص العمل لدى بعض رجال الأعمال ذوي النَّزعة الشِّيعيَّة، والموالين لإيران، كما يقومون بممارسة شعائرهم وطقوسهم الدِّينيَّة، في مساجد آل البيت، خاصَّة مسجد الحسين.
 
وأكَّد محمَّد الحضري، أمين عام الحرس الثَّوريِّ المصريِّ، أنَّ فكرة تأسيس الحرس الثَّوريِّ المصريِّ، تبلورت عقب قيام الثَّورة المصريَّة، وإنَّ عدد أعضاء الحرس الثَّوريِّ المصريِّ حتَّى الآن أكثر من 400 عضو، باختلاف عقائدهم ودياناتهم وتوجُّهاتهم، فهو يضمُّ مسلمين شيعة وسُنَّة، وأيضاً مسيحيين، وهناك قوميُّون عرب، ويساريُّون وليبراليُّون، وهو غير مقتصر على فصيل معين، أو دين معين، فهو لجميع المصريين ومن أجل مصر.
 
وأضاف:" للحرس الثَّوريِّ المصريِّ علاقات بحركات كثيرة داخليَّة وخارجيَّة، في مقدِّمتها رابطة " لبَّيك يا أقصى "، والتَّحالف الدَّولي لإنهاء الحصار على قطاع غزَّة، وغيرها من الحركات السِّياسيَّة المصريَّة في الدَّاخل؛ التي تتوافق مع مبادئ الحرس الثَّوريِّ المصريِّ، ولكن!! ليس هناك علاقة بين الحرس الثوري المصري والحرس الثوري الإيراني، ولكن ربما تكون أهداف الحرس الإيراني التي قام من أجلها وهي الدفاع عن الثورة وتحقيق أهدافها واستمرار ما تم وضعه، وهو ما يأمل فيه أعضاء الحرس الثوري المصري، وأن يكون الحرس الثوري المصري في قيمة الحرس الثوري الإيراني، فهو قيمة كبيرة نفخر بها"، بحسب تعبيره.
 
وذكر أمين عام الحرس الثَّوريِّ المصريِّ أنَّ أهداف الحرس، تتلخص في:" أن تكون مصر دولة تتمتَّع بأخذ قرارها، ولا تكون تابعة لأي دولة، سواء كانت أمريكا أو غيرها، مبرِّراً ذلك بأنَّ الثَّورة قامت للقضاء على تبعيَّة القرار المصريِّ لأمريكا وإسرائيل، فقرار السِّياسة المصريَّة كان دائماً ما يأتي من داخل البيت الأبيض، أو من الكنيست الإسرائيليِّ، وليس من داخل القصر الجمهوريِّ في القاهرة، لذلك نسعى إلى أن يكون لمصر قرارها المستقل في جميع الأمور السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والعسكريَّة".
 
وتابع يقول:" الثَّورة أسقطت أكبر عميل لأمريكا وإسرائيل في عالمنا العربيِّ، وستقضي الثَّورة أيضاً على جميع العملاء، والتَّابعين لدولة الاستكبار العالميِّ والكيان الصهيونيِّ، نريد أن تعود مصر إلى دول الممانعة، فمكانها الطَّبيعي في مقاومة المشروع الصهيو -أمريكي في منطقتنا العربيَّة، وهو الدُّور الذي لا يريده قادة بعض الدُّول العربيَّة، فهم الآن يسعون إلى إجهاض الثَّورة المصريَّة؛ لأن نجاحها يعني القضاء على هؤلاء التَّابعين لأمريكا والكيان الصهيونيِّ ".
 
وأكَّد الحضري أنَّ هناك شخصيَّات وحركات سياسيَّة تابعة لأمريكا وإسرائيل، وهي معروفة للجميع، وأنَّ الحرس الثَّوريَّ المصريَّ سيقوم في وقت لاحق بفضح هذه الحركات والشَّخصيَّات السِّياسيَّة، وجميعهم يتلقَّون تمويلات أجنبيَّة لإجهاض الثَّورة وعدم استقلال القرار المصريِّ.
 
وحول تمويل الحرس بالسِّلاح، أكَّد الحضري أنَّ المقاومة العسكريَّة للحرس الثَّوريِّ المصريِّ، ستكون عن طريق الحرب، كما فعل حسن نصر (الات) في لبنان، أو وجود فصائل مقاومة في فلسطين.
 
وقال:" نحن نريد أن تكون هناك مساندة لهذه الحركات، التي تواجه المشروع الصهيو - أمريكيِّ في المنطقة للقضاء على هذا المشروع، وتحرير الأرض العربيَّة المحتلة، وليس التَّضييق عليهم وخناقهم كما كان يفعل الرئيس المخلوع مبارك، والذي كان يريد القضاء على المقاومة بحصاره لقطاع غزة، تحقيقاً لرغبات أسياده في تلِّ أبيب والبيت الأبيض"، بحسب ما قال.
وأشار الحضري إلى أنَّ بعض أعضاء الحركة الثَّوريَّة المصريَّة، تأثَّروا كثيراً بالثَّورة الإيرانيَّة وبقيمها وأهدافها، ودورها في دعم حركات المقاومة الإسلاميَّة في لبنان وفلسطين، ودورها في مقاومة المشروع الإسرائيليِّ – الأمريكيِّ بالمنطقة، بحسب وصفه. مضيفاً أنَّ الكثير من أعضاء الحركة يرون أنَّ الثَّورة الإسلاميَّة في إيران، وقائدها آية (الشَّيطان) علي خامنئي ملهِم لهم ودافع، فلهم كلُّ الحريَّة في ذلك؛ لأنَّ هدف الحركة هو مقاومة المشروع الصَّهيو – أمريكيِّ.
 
وقال:" نريد أن يكون بين مصر وإيران تحالف سياسيٌّ واقتصاديٌّ وعسكريٌّ، فما المانع في أن يكون هناك تحالف بين أكبر قوَّتين في المنطقة ؟!. فالجميع يرى أنَّ وجود تحالف بين مصر وإيران يلقي بإسرائيل في البحر وذيول هذا الكيان في المنطقة تماماً، ولكنْ!! هناك دول غربيَّة في مقدِّمتها أمريكا، وأيضاً دولة الكيان الصُّهيونيِّ لا يريدون لمصر وإيران التَّواصل والتَّحالف، رغم أنَّ البلدين يجمعهما العديد من القيم المشتركة التي تقضي على المشروع الصَّهيو - أمريكيِّ".
 
وعن نظرة حركة الحرس الثَّوريِّ المصريِّ للتَّيَّار السَّلفيِّ، يقول الحضري: إنَّ السَّلفيَّة ليست تياراً ثوريَّاً، بل هي تيار "ثرويٌّ" أي يميل إلى المال، فهو يعشق نفاق أهل السُّلطة، وقد كشفوا أنفسهم باتِّصالاتهم مع الكيان الصُّهيونيِّ، لذلك لن يكون لهم أي دور في صنع القرار المصريِّ مستقبلاً، فترحيبهم بعلاقات مع إسرائيل ليس مفاجأة أو أمر غريب بل هو طبيعيٌّ، لكن!! الشَّعب المصريُّ يرفض وجود هذه العلاقات مع هذا الكيان.
 
إنَّ القارئ المتأمِّل الخبير البصير، في كلمات الحضري، ليرى بكلِّ وضوح وجليَّة، تشابه الخطاب واللُّغة واللَّهجة، بينه وبين نجاد إيران، وقبيح نصر اللات في لبنان، فأفيقوا يا أهل مصر، فقد دقَّ ناقوس الخطر في أرضكم أرض الكنانة، فقد لاحظنا في الآونة الأخيرة بعد الثَّورة المصريَّة عدَّة محاولات لإظهار صوت الشِّيعة في مصر، وإعادة العلاقات الفارسيَّة المصريَّة، والدِّفاع المستميت عنها، والآن أصبح هناك تهديدٌ رسميٌّ، وهو تأسيس حزب شيعيٍّ رافضيٍّ بنَفَسٍ ثوريٍّ صفويٍّ مصريٍّ يتبع ١٠٠٪ لإيران، تحت قيادة العدوِّ الخامنئي قدوة حزب الشَّيطان في لبنان، احذروا يا مصرون من العدوِّ الخفيِّ الذي يتربَّص بكم، فو الله ما دخل الشِّيعة قرية إلا أفسدوها، وهدَّدوا أمنها واستقرارها، وأفسدوا دين أبنائها.
هؤلاء هم العدوُّ فاحذروهم ....