مقال: قلم المكياج يفضح بنت حواء / العريني

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : العريني | المصدر : www.alsakher.com

أدارت ( المسكينة ) مُحرّكات بصرها لساعة حائطها فإذا بموعد العرض الأكبر على ( صاحبات السحر الأنثوي ) اللاتي لن يهمهن بالدرجة الأولى إلا ( الستايل ) الخاص بها قد أزف على الرحيل ..


مدخل فلسفي :
الجمال ( الاستاطيقا ) يصنفه النقاد على أنه علم وفن في الأعمال الإبداعية والإنسانية ، ويجعلونه حَكماً لهم في مختلف آرائهم وأحكامهم .

ويوماً دنت ذاكرتي مني لتسألني ـ بموجب ذلك ـ سؤالاً ( استخباثيا ) قد علمتُ مقصدها منه فقالت: ما معايير الجمال في التصوّر ( النسونجي ) ؟؟

شمّرت ساعدَيّ للإجابة ، فذهب ( خيالي ) لغرفة ( مكياجية ) تناثرت فيها ( علب الميك آب ) و ( أقلام الروج ) و( مراويد الكحل ) و ( بودرات التدليس ) و ( عطور سهرة قد مصرعت البطن صرعا) و ( مظللات عيون عائمة اللون ) ... فكانت هذه الفضيحة ( السرابية ) لفتاة مازالت ترضع لبن التقليد ( وما أبغضهن على نفسي ) !!

دخلت ( المبروكة ) غرفتها تتألم الألم (الدلعي) شدته ؛ لأن ( مناسبة ) غالية بعد ساعات ولم تحضّر ( سطح بشرتها ) بمزيد من الأصباغ الملوّنة ( والبويات والأدهان ) !!

بعد أن استوت ( صاحبتنا ) على ( جُودي كُرسيّ الاعتراف ) نظرت إلى عينيها فرأت أنهما ليستا واسعتين بما يكفي ، فتناولت ( مرود الكحل ) وشرعت ترسم حولهما دائرتين، ثم مدت من زاوية كل منهما شرطة جنب العين ، ورسمت تحت كل منهما خطّا عريضا مما ترى أنه أنسب لعينيها من ( الأشكال الهندسية المعروفة ) ؟؟!!

ثم نظرت إلى جفنيها فقالت لنفسها ـ وهي تغلق باب غرفتها ـ :
( يا ندامتي ) فبادرت إلى علبة فيها مسحوق أزرق اللون أو بنفسجي ( وربما فستقي ) ترشه على الجفنين وتدعكه فيهما حتى تأكدت أنه قد زال منهما كل أثر للون الطبيعي ( القبيح ) على حد زعمها !

رفعت بصرها إلى حاجبيها فبدا من أمرها أنها رأت شيئا مضحكا، إذ ابتسمت وهزت رأسها قائلة :
(( أما الطبيعة دي مش حلوة أوي ، آل عاملة لي شعر فوق عينيه آل ))
فتناولت أقرب ملقاط وبدأت في نتف حواجبها شعرة شعرة ، ثم استخرجت قلما أسود اللون أو بنيا أو أخضرا وبدأت في رسم الحاجبين من جديد ...

ساعتان ونصف من الزمن على حساب ( الهباء المنثور ) وهي ترسم وتمسح كأنها في امتحان دبلوم الفن ، علماً أنها لم تتعدى (المساحة البصرية ) من جسدها الشريف ، وتناست ( تلك الجميلة الخارقة في الجمال ) أن تذهب إلى الرسام العالمي ( بيكاسو) في قبره ليُمضي توقيعه في أسفل الرقبة حيث تنتهي تلك الأصباغ والألوان المضيئة لنرسم معا لوحة تشكيلية عجز الزمن أن يهب مثلها !!

أدارت ( المسكينة ) مُحرّكات بصرها لساعة حائطها فإذا بموعد العرض الأكبر على ( صاحبات السحر الأنثوي ) اللاتي لن يهمهن بالدرجة الأولى إلا ( الستايل ) الخاص بها قد أزف على الرحيل ..

فأطلقت كلمة ( رومانسية ) معروفة تنطلق عادة من الأفواه النسائية عند الشعور بضيق وألم يصدر خلف منابع اللاشعور الوجداني ، مصحوبة بدموع نفاقية : ( أوووووه ) ..

خرجت (المزيونة) من غرفتها بعد أن خرج ( المعازيم ) من ( الحفلة التنكّرية) لتجد زوجها ( مستحق جمالها الأول ) قد قبع فوق أريكة الصالون ( يحتسي كوبا من الشاي ويشاهد فلماً عربيا كئيبًا ) فقالت بالحرف الواحد : وااحسافة كل هالوقت بس !!

فبرزت أيقونة على سطح ( بشرتها ) 




ألمي ومأساتي ، أنها لم تتوانى في الضغط على الأيقونة الثانية لتذهب تحضّر (دشّاً) يُزيل ما علق بها من آثار خدعها الزمن فقال :
إنها آثار خاصة ( بالنساء فقط ) !!!

( صور مالها نهاية ، مصحوبة بأعذب التحايا لزوجاتهم ) .

استنتاج :
أسلّي نفسي وأواسيها، فأزعم أن الرجل ( كجنس بشري عظيم ) لاتهمه الحلوى (المكشوفة)، بل تهمه بالدرجة الأولى الحلوى ( المخفية ) .. فبالأخلاق والفكر تدوم المحبة والألفة ..

أليس كذلك يا بني جلدتي ؟؟
قلم / العريني - منتديات الساخر