أكد الدكتور محمد سليم العوا، المفكر الإسلامى، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ضرورة حصر ومراجعة كل الاتفاقيات التي وقعتها مصر في الفترة الماضية، لحل المشكلات المتعلقة بها، ومنها قضية تصدير الغاز لإسرائيل، بما يحقق استفادة مصر من مواردها الطبيعية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ركن من أركان البلاد، إلا ويحتاج لعمل وجهد كبير لمراجعته، نتيجة للتخريب والغموض اللذين حدثا فى السابق من قبل نظام مبارك فى أركان هذا البلد. قال العوا فى حواره مع "بوابة الأهرام" على هامش زيارته للسعودية، ولقاءاته مع أعضاء الجالية المصرية فى كل من الرياض وجدة، مساء اليوم الخميس، بحضور السفير على العشيرى، قنصل مصر العام بجدة، والدكتور سعيد يحيى رئيس مجلس إدارة صندوق رعاية المصريين، وأعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى، إنه لابد من عودة هيبة الدولة مرة أخرى، للقضاء على الفوضى الأمنية، مشيرا إلى أن وزير الداخلية الجديد يهتم بتوفير الأمن، وأصبح بالفعل هناك تغيير إلى الأفضل، وعودة رجل الأمن إلى الشارع المصرى. وأضاف أن مشكلة قطع الطرق، جديدة على المصريين، وتنبغي مواجهتها بحسم، داعيا إلى ضرورة عودة دور الأزهر بقوة للقضاء على التطرف، وأن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخاب، أن يرتدى طلاب المدارس والجامعات الأزهرية، الزي الخاص بهم لعودة الأزهر بقوة. وحول ارتفاع الصوت الدينى في الانتخابات، مقارنة بالانهيار شبه الأخلاقي الحادث في الشارع، قال إن الصوت الدينى لم يستطع تأدية واجبه طوال العهد السابق، وسيقوم بتأدية هذا الواجب على أكمل وجه. وردًا على سؤال حول اتهامه بمعاداة الأقباط في مصر؟ فنّد العوا هذه الاتهامات، وقال إنه يناصر حقوقهم المهضومة طوال الأربعين عامًا الماضية، ويدافع عنهم، وإن عقود الذمة وفرض الجزية انتهت فى جميع الدول الإسلامية، بعد دخول الاستعمار، فيما عدا السعودية، فالمسيحيون يدخلون الجيش مثل المسلمين تماما. حول أسباب الانسحاب من المجلس الاستشارى، قال إن مجلس الشعب هو الذى سيلزمنا بقراراته، وليس المجلس الاستشارى، بعد أن تمت الموافقة فى 12 نوفمبر وحتى 25 نوفمبر على تحديد موعد نهائى للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وإجراء الانتخابات البرلمانية في 28 نوفمبر الماضى، وموافقة المجلس العسكري على هذه الإجراءات بعد أن شددنا عليها. بشأن رؤيته لأداء الحكومة الحالية؟ قال العوا إن حكومة الدكتور الجنزورى، الذي يتمتع بحصافة ورجاحة عقل وتجربة اقتصادية طويلة، حدت من المشكلات بشكل كبير، وانخفضت فى عهدها المظاهرات الفئوية، نتيجة للإجراءات الكثيرة التي اتخذتها هذه الحكومة لمواجهة أى مشكلات، ووضع حلول سريعة لها، وبقيت المشكلات الانتخابية وليست الفئوية، مشيرًا إلى أن القوى المنتخبة في البرلمان هى التى ستعمل على حل هذه المشكلات تباعا لمصلحة مصر. وأوضح العوا أن مشروع قانون انتخاب المحافظين سيحل 99% من المشكلات الوطنية، مؤكدا أن الثقة والإخلاص فى الحكومة والرئيس المنتخبين، هما الكفيلان بتحمل الشعب الوقت القليل لعلمه أنهما يعملان بجدية لصالح الشعب والوطن. في سؤال حول ذكرى العام الأول لقيام ثورة 25 يناير ورأيه فيما يمكن أن يحدث من فوضى ومظاهرات؟ أعرب العوا عن اعتقاده بأن ذكرى مرور عام على الثورة، سيكون يوما احتفاليا سلميًا وراقيًا وتلقائيًا، على نحو ماكانت عليه بداية الثورة السلمية، وليس يوم عنف أو فوضى كما يتردد. وقال إننا سنحتفل بمرور عام على سقوط حسني مبارك، وهذا الحدث ينبغي للشعب كله الذى أسهم فى هذه الثورة، ألا يستجب للدعوات المجافية للمنطق، والداعية للخروج عن القانون، وإحلال الدمار محل البناء والتخريب محل التعمير. ودعا العوا لإعلاء دولة القانون، وتطبيقه على الجميع، وإصلاح القضاء، دون تدخل من السلطة التنفيذية أو الثورية، والاهتمام بالتعليم، ومناهجه وإصلاحه، والاهتمام بالرعاية الصحية لكل المواطنين والتنمية الاقتصادية، عن طريق زيادة الإنتاج والتصدير، والقضاء على البطالة بين الشباب، بتوفير المشاريع الصغيرة والمتوسطة لهؤلاء الشباب. وردا على سؤال حول رأيه في وقائع محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك الحالية؟ قال :"قبل أن أكون مرشحًا للرئاسة، فأنا رجل قانون، ومن واجبى أن أترك الأمر للقضاء، حيث إن التدخل فيه من الخارج لا يجوز، معربا عن ثقته فى نزاهة المحكمة التي تنظر هذه القضية. كما أعرب عن ثقته في نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة، والإجراءات التي اتخذت من أجل إنجاحها، وقال إن ثقته تلك تأكدت بعد انتخاب 498 عضوًا في البرلمان دون أدنى شكوى من النزاهة، فيما عدا شكاوى بسيطة من الإجراءات التي لم تؤثر على نتائج هذه الانتخابات. وحول رؤيته للعلاقات السعودية - المصرية في الفترة الحالية قال العوا إنها أزلية، ولن تهتز.