وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ
التقوى أهم من اللباس الحسي الذي لا غنى الإنسان عنه؛ لأنَّ لباس التقوى لا يبلى ولا يبيد، ويستمر مع العبد، وهو جمال القلب والروح، وأمَّا اللباس الظاهر؛ فغايته أن يستر العورة الظاهرة في وقت من الأوقات، أو يكون جمالًا للإنسان، وليس وراء ذلك منه نفع، وبتقدير عدم هذا اللباس تنكشف عورته الظاهرة التي لا يضره كشفها مع الضرورة، أمَّا بتقدير عدم لباس التقوى؛ فإنَّه تنكشف عورته الباطنة، وينال الخزي والفضيحة، قال الله -عزَّ وجل-: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26].
وهذا اللباس هو الذي لا يستغني عنه الإنسان طرفة عين، وبدونه لا قيمة له ولا كرامة ولا فلاح، ولقد أحسن القائل حين قال:
إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى تقلَّب عريانًا ولـو كان كاسيًا
وخير لباس المرء طاعة ربـه ولا خير فيمن كان لله عاصيًا
المرجع: نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة الشيخ: سعيد بن علي بن وهف القحطاني –حفظه الله-