بسم الله الرحمن الرحيم
منيت بعض الانظمة في هذا الجزء من عالمنا الصغير بشعوب لاتفهم ولاتحس ولاتفكر ولامناص من التعامل معها بما تستحق خصوصا بعد انزلاقها في مهاوي الجحود ونكران الجميل والخيانة والعمالة لاجندات غريبة ومشبوهة. انهم لايرقون ابدا لشرف الانتماء الى هذه الانظمة ومن الغبن الواضح والظلم الفاضح ان يسموهم شعبا وكان من الاولى ان يسمون تعبا او لعبا او صعبا او رعبا او جعبا خالية الا من الهتاف الاجوف والاوهام والمطالب التي لايقرها نقل او عقل. لابد عليهم ان يعرفوا بأن التجمع والاعتصام ورفع الشعارات والهتاف في ساحات التغيير وميادين الاستقلال ليست حكرا على الالاف والملايين ممن يسمى شعوبا, وبمقدور الانظمة ان تتجمع وتعتصم في البلاط الامبراطوري والايوان الرئاسي وتعلم الشعب الواهم الشعارات الحقة والهتافات العادلة. النظام يريد اسقاط الشعب, النظام يريد اسقاط فساد الشعب, النظام يريد اسقاط تسلط الشعب, النظام يريد اسقاط استبداد الشعب, النظام يريد اسقاط العبودية للشعب, النظام يريد اسقاط نهب الشعب لمال النظام ومقدراته, النظام يريد اسقاط اللثام عن انانية الشعب ولؤمه, النظام يريد اسقاط تجهيل الشعب للنظام, النظام يريد اسقاط تهميش الشعب للنظام, النظام يريد اسقاط خيانة الشعب, النظام يريد اسقاط سرقة الشعب لمستقبل النظام, النظام يريد اسقاط جشع الشعب وتجويعه لاولاد النظام, النظام يريد اسقاط غنى الشعب ورفاهيته علي حساب مقربي النظام, النظام يريد ان يسقط تعليم الشعب واسكانه, النظام يريد ان يسقط علاج مرضى الشعب في الخارج, النظام يريد اسقاط كل حق مزعوم للشعب, النظام يريد اسقاط تحكم الشعب في مصير النظام, النظام يريد اسقاط مؤامرة الشعب, النظام يريد اسقاط اختطاف اهواء الشعب للنظام الي المجهول, النظام يريد اسقاط تفرد الشعب بالقرار, النظام يريد ان يسقط استغباء الشعب للنظام, النظام يريد اسقاط جحود الشعب, النظام يريد اسقاط مايسمي بارادة الشعب, النظام يريد اسقاط الشعب بل كل الشعوب, وليحيا النظام وليسقط كل الشعب بل ولتسقط كل الشعوب. الا فليتعلم الشعب فن الهتاف من النظام بدلا من تلك النداءات المخزية والمخجلة والصرخات الهمجية, و ليقتدوا بمنهج النظام المتحضر في فن التجمع والاعتصام الراقي على تلك الارائك المخملية في البلاط الامبراطورى حيث تعانق الحدائق الغناء المزهرة روعة العمارة بدلا من تلك الساحات االخانقة بحرها اللاهب ورائحة عرق المعتصمين وجروحهم, وليتعلموا من النظام ان القوة والتأثير والاقناع لا يكمن في كثرة المعتصمين وطول الاعتصام والجعجعة الجوفاء, انما تكمن قوة التأثير في يد ناعمة كالحرير ترفع سماعة الهاتف وتهمس باوامر راقية ومهذبة يهب لتنفيذها بكل حب للوطن الالاف من اولياء النظام الاتقياء الانقياء ليزوروا الشعب في الميادين و يعاملوه بما يستحق فيهدونه جمالا مروضة ليركب عليها متعبهم ويهبونهم عصيا غليظة ليتكأ ضعيفهم عليها وينثروا عليهم الرياحين ويمطروهم بماء الورد والدنانير الفضية والذهبية ويطيبوهم بمجامر فواحة بدخان الطيب الهندي المعتق . عظيمة هي مصيبة النظام في هذا الشعب الجاهل و الجاحد والطامع, وعزائهم بان شعبا بهذه الحالة يستحق ما يلاقي, ولايلومن الشعب الا نفسه الامارة بالسوء وما اصابه الا ماجنت يداه من افعال تلك التجمعات الخائنة والاعتصامات المارقة والهتافات التي تعلموها بلا شك من اعداء النظام الذين يغارون منه لغناه و يحسدونه على رفاهيته, احسن المولى عزاء النظام في مصابهم وعنائهم من هذا الشعب الخامل وابدلهم شعبا خيرا منه يرى الحرية في العبودية والعز في الخنوع والرقي في الخضوع, شعب يثمن شرف انتمائه لهذا النظام المعصوم, شعب ذكي لاتنطلي عليه اشاعات المغرضين الحاسدين الذين يوهمونه زورا وبهتانا بأن الاساور والقلائد الذهبية الثمينة التي يهديها النظام اليه ماهي الا ثمن بخس لصمته و قيود واغلال تحول بينه وبين وهم وبدعة وكابوس يسمونه الحرية. هشام محمد سعيد قربان Hesham.gurban@hotmail