أكد مصدر أمني أردني أنه تم نشر دوريات أمام مقار جماعة الإخوان المسلمين في كل المحافظات الأردنية بعد ورود معلومات أمنية عن وجود تهديدات بحرقها، الأمر الذي فرض اتخاذ بعض الإجراءات الأمنية لمنع وقوع ما لا يحمد عقباه. وقال المصدر ـ في تصريح لصحيفة "الدستور" الأردنية ـ إن مديرية الأمن العام قررت نشر دوريات أمنية في كل محافظات المملكة أمام مقرات الإخوان لحمايتها كإجراء احتياطي تحسبا لوقوع أية أحداث". وأوضح أن ما تقوم به دوريات الأمن أمر طبيعي نابع من الحرص على أمن واستقرار الوطن والمواطن.. مشيرا إلى أن حماية مقرات الحركة الإسلامية المنتشرة بكل أنحاء البلاد تعد ضمن الواجبات الأمنية للحفاظ عليها وعلى أمن الوطن والمواطن. وذكر أن هناك دورية أمنية أمام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) في العاصمة عمان منذ فترة وكذلك أمام مقر الجماعة وأمام مقر الحركة الإسلامية في مدينة معان (250 كيلومترا جنوب عمان) وخمسة مراكز وهيئات تابعة لها، وفي محيط مقر حزب الجبهة في إربد (90 كيلو مترا شمال عمان)، بالإضافة إلى دوريات أخرى أمام كل مقر في المحافظات. كان مقر حزب جبهة العمل الإسلامي بمدينة المفرق (75 كيلو مترا شمال شرق عمان)، قد تعرض للاحراق يوم الجمعة قبل الماضية عقب اشتباكات بين المشاركين في مسيرة سلمية دعت إليها الحركة الإسلامية وقوى الحراك الشعبي في المدينة، ومناوئين للمسيرة، مما خلف إصابة تسعة أشخاص، أربعة منهم من رجال الأمن. وعلى صعيد متصل، أعلن كل من الحراك الشبابي في محافظة الكرك (130 كيلومترا جنوب عمان) وحزب جبهة العمل الإسلامي في المحافظة عن إلغاء مسيرتين كان من المفترض تنظيمهما عقب صلاة الجمعة اليوم، وذلك عقب اجتماع ضم ممثلين عن الحراك والحزب، حيث تقرر خلاله إلغاء المسيرتين. وقال المتحدث الإعلامي باسم الحراك الشبابي في الكرك معاذ البطوش "إن قضية الحراك هي قضية الإصلاح الشامل، وحرصا من الحراك على أن لا يكون جزءا من مشروع الفتنة في الوطن، والذي سيقسم المجتمع إلى قسمين، فقد قرر الحراك إلغاء المسيرة التي كان من المفترض انطلاقها عقب صلاة الجمعة في الكرك، بشكل استثنائي لهذه الجمعة، حفاظا على المصلحة الوطنية ووحدة المجتمع". من جانبه، قرر الحراك الشعبي في محافظة مأدبا (30 كيلومترا غرب عمان) عدم المشاركة في فعاليات الحركة الإسلامية .. مؤكدا في بيان "انحيازه للوطن وأبنائه والمشاركة في فاعلية بمناسبة مرور عام على انطلاق الحراك الشعبي الأردني المطالب بالإصلاح". وكانت الحركة الإسلامية في الأردن قد أكدت خلال لقاء جمع عددا من قيادييها مع رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة أمس ضرورة تحقيق الإصلاح الشامل بالبلاد وفق وسائل سلمية وسليمة تعود بالنفع على جميع الأردنيين. يذكر أن الحركة الإسلامية في الأردن قد نظمت مسيرة استعراض للقوة في وسط عمان يوم "الجمعة" الماضي من خلال تقدم 300 شاب من شباب الإخوان المسلمين بالأردن للمسيرة باستعراض يحاكي تنظيمات شبكة عسكرية طائفية في دول عربية وهي الخطوة التي تعرضت لهجوم وانتقاد شديدين باعتبار أنها لا تحمل مطالب إصلاحية، كما درجت العادة عليه منذ بداية العام الماضي وإنما كانت أقرب للعرض العسكري أرادت من خلاله الحركة الإسلامية أن تقول بوضوح إن لديها "مليشيات عسكرية وإنهم جاهزون للتصعيد" بحسب مراقبين ووسائل إعلام أردنية.