ليس فقط البطن والأرجل والأرداف هي التي يمكن تمرينها لإزالة ترهلاتها ومنحها مظهراً مشدوداً، بل يسري ذلك أيضاً على جلد الوجه؛ فمن خلال تمارين بسيطة ولمسات تدليك رقيقة يمكن تنشيط تدفق الدم وإزالة زوايا الفم المتدلية. ومن التأثيرات الإيجابية الثانوية لتمرينات الوجه أنها تسهم أيضاً في استرخاء الجسم. ويُعد إجراء تمارين عضلات الوجه بشكل سليم شرطاً أساسياً للحصول على بشرة مشدودة ووردية اللون وقليلة التجاعيد. وتقول هايكه هوفلر، مدربة اللياقة البدنية بمدينة تروسينغن جنوبي ألمانيا :”في البداية يشترك كثير من الأشخاص في الدورة التدريبية التي أنظمها لأسباب جمالية محضة؛ حيث تحدوهم الرغبة في التغلب على التجاعيد”. وأضافت هوفلر :”واليوم يدرك الكثيرون أن تمارين الوجه أكثر من مجرد تمارين جمالية؛ حيث يمكنني من خلال الوجه جعل الجسم بأكمله ينعم بالاسترخاء”. مَن يشعر بالغضب أو الحزن أو الإرهاق أو الشد العصبي، يبدو ذلك على وجهه. وتصبح الثنيات الموجودة بين الحاجبين والمعروفة باسم «ثنيات الغضب» أعمق وتتدلى زوايا الفم وتظهر تجاعيد بالجبين. وكل هذا يخلف وراءه تجاعيد بالبشرة. وتوضح هوفلر للمشتركين في الدورة التدريبية كيفية التغلب على ذلك. فمن أجل الحصول على منطقة فم وشفاه ووجنات جميلة يمكن إجراء ما يعرف باسم «تمرين الابتسام»، وهو تمرين للعضلة الوجنية الكبيرة. وللقيام بهذا التمرين يتم أولاً وضع الإبهام والسبابة على الفم وزوايا العين الخارجية، وذلك للحيلولة دون تكون تجاعيد أثناء التمرين. وبعد وضع الأصابع في مواضعها يتم إجراء التمرين؛ حيث يتم شد زوايا الفم إلى أعلى بواسطة الأصابع لمدة ست ثوان تقريباً، كما لو كان المرء يرغب في أن يبتسم كالمهرج في السيرك.
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
وتعمل العضلة، ولكن لا تنشأ تجاعيد بفضل الأصابع. وتقول هوفلر :”إننا نرغب في إزالة التجاعيد، وليس زيادتها“. وبعد شد زوايا الفم لمدة ست ثوان يتم إرخائها لمدة عشر ثوان على الأقل. وتؤكد غيرتراود كريمر، طبيبة الأمراض الجلدية بالعاصمة الألمانية برلين، على أهمية تمارين الوجه وتقول :”تمارين الوجه ذات فعالية فائقة؛ حيث إنها تسهم في الحد من التجاعيد التعبيرية”، مشيرة إلى أن هذه التجاعيد كثيراً ما تنشأ بحكم العادة؛ فمَن اعتاد على أن يدلي زوايا فمه، فسوف تتكون لديه تجاعيد. ولكن مَن يحرص على تقوية مناطق العضلات التي تسهم في أن تتخذ زوايا الفم وضعاً علوياً، فيمكنه التغلب على هذه التجاعيد بشكل محدد. ويتوقف جمال البشرة على أشياء عديدة، منها كثافة شبكة الألياف المرنة والكولاجينية والتي يطلق عليها اسم «الأدمة». وتحتفظ الألياف الكولاجينية الشابة على الكثير من الماء وتؤثر بذلك على حالة شد الجلد. وحينما يتقدم الجلد في العمر، فإنه يفقد القدرة تدريجياً على الاحتفاظ بالماء. وتوجد مستحضرات تجميل تساعد في التغلب على هذا النوع من شيخوخة الجلد، وتعتبر هذه المستحضرات جزءاً من برنامج فعال للقضاء على التجاعيد. وعن كيفية استخدام هذه المستحضرات تقول إلينا هيلفنباين، خبيرة الجمال لدى اتحاد شركات توزيع مستحضرات التجميل الألمانية (VKE)بالعاصمة برلين :”بشكل عام ينبغي دهان الجلد بكريمات العناية برفق عند كل استعمال”. وعن كيفية وضع كريمات العناية، تقول هيلفنباين :”تكفي تمليسات خفيفة أو حركات دائرية بأطراف الأصابع”. وتعمل لمسات التدليك الرقيقة على تنشيط الدورة الدموية وتحفيز عملية التمثيل الغذائي. وتؤمن هيلفنباين هي الأخرى بأهمية وفائدة تمارين الوجه، ولكنها تعترف قائلة :”لا يمكن لتمارين الوجه إيقاف شيخوخة الجلد”. ولا تسعى مدربة اللياقة البدنية هوفلر مطلقاً إلى إيقاف شيخوخة الجلد، فكل ما تصبو إليه هو أن تساعد المشتركين في الدورة التدريبية من خلال أداء تمارين الوجه على منح الجلد المتقدم في العمر مظهراً مشدوداً ينبض بالنضارة والحيوية، مثلما هو الحال مع التمارين التي تسهم في التغلب على المشاكل في منطقة البطن والأرجل والأرداف. ويُعد إجراء هذه التمارين بانتظام شرطاً أساسياً لتحقيق هذا الهدف.
وتنصح طبيبة الأمراض الجلدية كريمر قائلة :”ممارسة هذه التمرينات لمدة خمس دقائق صباحاً ومساءً أفضل من ممارستها لمدة ثلاث ساعات في عطلة نهاية الأسبوع”، مشيرةً إلى أنه يمكن دائماً أداء تمارين الوجه بحيث تكون موزعة على مدار اليوم. وتعلل ذلك بقولها :”بذلك تكون التمارين أكثر فعالية مما لو تم ممارستها بكامل القوة في مرة واحدة”. وتقدم مدربة الوجه هوفلر أمثلة على بعض التمارين البسيطة وتقول :”في السيارة يمكن للمرء نفخ الوجنات أكثر من مرة مع ترك الهواء يتحرك من اليسار إلى اليمين”، موضحة أن هذا التمرين يسهم في تدفق الدم في الوجنات. وللتغلب على الذقن المزدوج ولشد عضلة قاع الذقن تنصح هوفلر بأداء تمرين «إخراج اللسان». وعن كيفية أداء هذا التمرين تقول هوفلر :”إخراج اللسان ثم إدخاله، وهذا التمرين يصلح أيضاً للسيارة”. وتختتم هوفلر حديثها بدعابة جميلة، قائلة :”يفضل عدم أداء هذا التمرين في السيارة على سبيل المثال عندما يقف أحد أفراد الشرطة أمام السيارة”. تمارين وجه مخصصة لمناطق المشكلات ثنيات الغضب بين الحاجبين: يتم وضع إصبع أو إصبعين فوق كل حاجب، للحيلولة دون تكون تجاعيد عند شد الحاجبين. وبعد ذلك يتم ضم الحاجبين سوياً، على أن يستمر شدهما لمدة ست ثوان. وبعد ذلك يتم إرخائهما لمدة لا تقل عن عشر ثوان. إزالة تجاعيد العين: غالباً ما تكون منطقة العين مشدودة جداً. لذا يكون من المفيد في بادىء الأمر أداء تمرين للاسترخاء؛ حيث يتم إمساك الحاجبين من الحافة الداخلية بين الإبهام والسبابة ورفعهما لأعلى ثم تركهما. ويبدأ هذا الشد من الحافة الداخلية للحاجب ثم ينتقل من منطقة لأخرى وصولاً إلى الحافة الخارجية. وبعد ذلك يتم عمل شكل نظارة على منطقة العينين بإصبعي الإبهام والسبابة، بحيث يستقر الإبهام على العظمة الوجنية ويكون السبابة أسفل الحاجب. وفي تلك الأثناء يمكن شد الجلد بمنتهى الرفق واللين إلى أعلى وأسفل. وبعد ذلك يتم الغمز بالعين 10 إلى 20 مرة ضد مقاومة الأصابع، وفي الختام يتم إرخاء الحاجبين مجدداً.