مازالت حكايات الساعات الأخيرة فى حكم مبارك تبوح بأسرارها، مع اقتراب الاحتفال بمرور عام على الثورة فى 25 يناير الجاري.. ولعل فى عدم الإفصاح الرسمى عن تفاصيل هذه الوقائع الفاصلة ما يسمح بالعديد من التساؤلات.. أهمها ما تردد عن شريط (عزل مبارك للمشير طنطاوى).. وأن مبارك أصدر قراراً بعزل وزير الدفاع قبل التنحى "الذى أجبر عليه" بيوم واحد, وذلك كمحاولة أخيرة للتمسك بمقاليد الحكم، صاغها ابنه جمال وذراعه الأيمن أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق بعد أن رأوا مساندة الجيش للشعب وثورته، وهو ما فهمه الرئيس السابق وعائلته، على أنه تخلي عن حمايتهم. كانت أنباء قد ترددت بأن مبارك قد أرسل أحد القادة برتبة لواء إلى وزارة الدفاع ليبلغ المشير طنطاوى قرار عزله، وتسلم هذا القائد أعمال وزير الدفاع إلا أن المشير رفض بقوة تخليه عن موقعه فى ذلك الوقت الحساس وما كان سيعنيه ذلك من انقلاب فى الأحداث. وهي واقعة تؤيدها تصريحات خيري حسن مدير عام المذيعين بالتليفزيون المصري، لـ"بوابة الأهرام" بأن الرئيس السابق مبارك قبل التنحي بيوم، أرسل خطابا للتليفزيون، لإقالة المشير طنطاوي، إلا أن عبداللطيف المناوي الرئيس السابق لقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، رفض إذاعته، مؤكد أن هذا الخطاب يدل على أن الجيش المصري كان يقف مع الثورة، وأن مبارك كان يريد أن يثير الفتنة بالبلاد. فى نفس السياق، كان الإعلامى عماد الدين أديب قد طالب قادة المجلس العسكرى، وعلى رأسهم المشير طنطاوى بتسجيل شهادتهم عن اللحظات الأخيرة الفاصلة فى حكم مبارك، وتفاصيل ما جرى داخل اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى تقرر فيه إجبار مبارك على التنحي، مشبهاً عدم تسجيل هذه اللحظات التاريخية صوتاً وصورة، بما حدث من عدم تسجيل لحظة العبور فى نصر أكتوبر العظيم. وقال أديب متعجباً "هذا التاريخ ليس ملكاً للمشير ولا للمجلس العسكرى بل ملك للشعب المصرى كله". وطالب عماد الدين أديب فى حواره مع الإعلامى خيرى رمضان فى قناة سى بى سى، القادة العسكريين بأن يكتبوا شهاداتهم للتاريخ قبل أن يكتبها غيرهم، مؤكداً أن وقوف الجيش بجانب الشعب أمر غير قابل للنقاش، والدلائل عديدة منها إجبار مبارك على التنحى، وانتقاله بسلاسة مع أسرته خارج القاهرة، والتدخل لمنع الاقتصاد المصرى من الانهيار عدة مرات, وأخيرا الإصرار على اتمام الانتخابات وتأمينها.