يحتاج المربون وسائل بديلة عن الضرب، كعقاب عند ارتكاب الأخطاء، ولتقويم سلوكهم. فما هي أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدا عن الضرب. أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدا عن الضرب: 1. النظرة الحادة والهمهمة: (في السنة الأولى أو الثانية من عمر الطفل). يعتقد أبو فراس أن نظراته الحادة كفيلة أن تردع أطفاله عن الخطأ، وفي بعض الأحيان يضطر للهمهمة والزمجرة كإشارة منه إلى زيادة غضبه. ويؤكد أبو فراس أن على الآباء والأمهات مراعاة أخطاء أبنائهم وأن يكون العقاب بحجم الخطأ، فلا يعقل أن يكون عقاب الابن الذي تكاسل عن غسل يديه بعد الطعام، مثل عقاب من سب جيرانه وشتمهم، فعلى الآباء أن يتدرجوا في ردود فعلهم وفق مستوى أخطاء أبنائهم. 2. الحرمان من الأشياء المحببة إليه: (في السنة الثالثة). يلجأ الكثير من الآباء والأمهات إلى عقوبتهم بحرمانهم من الأشياء المحببة إليهم، فيقول الأستاذ خالد حجاجرة: "إن ابنته في الصف الثالث تشعر بضيق شديد عند حرمانها من الذهاب إلى بيت جدها؛ وعليه اغتنم هذه الوسيلة كثيرا لتأديبها، وتؤكد المعلمة سامية مراد - مركز فرع الطفولة المبكرة في مدرسة خديجة بنت خويلد- أن حرمان الطفل من شيء يحبه أو لعبة يلعبها أو سلوك مشابه يردعه عن التصرف الخاطئ الذي قام به الابن بحسب تفسير الأهل، فرغبة الأهل أن يتعلم ابنهم أن هذا التصرف خاطئ أو مضر لمن حوله. لكن الحرمان يجب أن يكون لفترة محدودة فقط، لساعة أو ليوم، والعقاب يجب أن يتم بعد تكرار الخطأ عدة مرات والتوجيه له عدة مرات أيضا، فالحرمان الطويل يجلب الضرر النفسي للطفل. مثال على الحرمان: الحرمان من مصروف أو نزهة، أو أي شيء يحبه الطفل كالدراجة، أو الأتاري ، أو التليفزيون. 3.أن يترك يتحمل نتائج عمله بعد تنبيهه مسبقاً. مثل : مشكلة التأخر في الاستيقاظ من النوم، ينبه مسبقاً ثم يترك يتحمل العقوبة في المدرسة. 4. الحبس المؤقت والإهمال: (من سنتين حتى 12 سنة) يعتقد الأخصائي النفسي أيمن محمد عال أن هذا النوع من العقاب مفيد جدا رغم أن الكثيرين لا يستعملونه ويمكن تنفيذه من جيل سنتين فحينما يخطئ الطفل نفعل الآتي: 1. تطلب من الطفل أن ينتقل إلى زاوية العقاب، حيث يجلس على كرسي محدد في جانب الغرفة أو أن يقف في ركن من الغرفة. 2. يتم إهماله لفترة محدودة من الوقت، وتوضع ساعة منبهة مضبوطة على مدة انتهاء العقوبة وهي من خمس دقائق إلى عشر دقائق كافية إن شاء الله، يطلب من الطفل التنفيذ فوراً بهدوء وحزم، وإذا رفض يأخذ بيده إلى هناك مع بيان السبب لهذه العقوبة باختصار، ولا يتحدث مع الطفل أثناءها أو ينظر إليه. وتأخذ أشكال الإهمال صورا أقسى حينما يدخل الأب أو الأم فيسلمون ولا يخصون ذلك الابن بتحية خاصة أو لا يسألون عن برامجه في ذلك اليوم أو مدح غيره من أبناء جيله أمامه، على ألا يكون ذلك إلا للعقاب عند الأخطاء الكبيرة وينصح عدم الإكثار من هذا الأسلوب إلا للحاجة الملحة. 3. وإذا انتهت العقوبة: اطلب من طفلك المعاقب أن يشرح لك أسباب العقوبة حتى تتأكد من فهمه لسبب العقوبة. 4.إذا كرر الهرب من مكان العقوبة: يتحمل عندها الحجز في غرفة تغلق عليه مع مراعاة أن الحجز في غرفة لا يستخدم إلا بقدر الضرورة الملحة ولمدة محدودة، والأصل الحجز في زاوية أو على كرسي في غرفة مفتوحة. 5.مدح غيره أمامه: بشرط أن يكون للعقاب فقط، وليس في كل الأحوال، كما ينبغي عدم الإكثار من هذا الأسلوب في العقاب لما في تكراره من أثر سيئ على نفس الطفل. 6.الهجر والخصام: على ألا يزيد على ثلاثة أيام، وأن يرجع عنه مباشرة عندما يعترف الطفل بخطئه. 7. التهديد: بعد أن تستنفد كل الوسائل التربوية الأخرى تضطر تخويف أبنائك وتهديدهم بالضرب، وإذا أصر البعض على الخطأ الشديد ولم يأبهوا بتهديدك تضطر أخيرا لتنفيذ تهديداتك بالضرب غير المؤذي ولا المبرح. 8.شد الأذن: وقد فعله النبي (صلى الله عليه وسلم) كما أخرجه ابن السني، فعن عبد الله بن بسر المازنى الصحابى (رضي الله عنه) قال: «بعثتني أمي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذني وقال: «يا غدر» رواه أبو نعيم في الحلية، و ضعف، ورواه ابن عدي في الكامل، وضعفه. 9.آخر العلاج الضرب: (لا يضرب الطفل قبل سن العاشرة). وحول الضرب وضوابطه وشروطه يكون موضوع حلقتنا القادمة والأخيرة من هذه السلسلة.