نيوزويك: المجلس العسكرى اكتشف أن الحكم خطة تنفيذها أصعب بكثير من تخيلها

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ريم عبد الحميد | المصدر : www3.youm7.com

جانب من اشتباكات مجلس الوزراء جانب من اشتباكات مجلس الوزراء

كتبت ريم عبد الحميد

Add to Google

قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن المؤسسات العسكرية ستحاول التمسك بامتيازاتها وحساباتها المصرفية، لكن هدفهم الأساسى هو الحكم واتخاذ قرارات كبيرة، بينما لا يتحملون مسئولياتهم فى ممارسة أمور الحكم اليومية. وهذا ما اكتشف جنرالات مصر أنه خطة تخيلها أسهل بكثير من تنفيذها.

وأشارت المجلة إلى أنه لا يمكن التراجع عما حققته الثورات العربية مهما حاولت بقايا الأنظمة القديمة الارتداد عنها، وترى المجلة فى التقرير الذى كتبه كاتبها المخضرم كريستوفر ديكى، أنه مثلما فشل الغرب فى التنبؤ بالثورات التى اندلعت فى مصر وتونس فى العام الماضى، فإن محلليه لا يزالوا يتكهنون بثقة مخزية من انتصار قوى الديكتاتورية والغوغائية المعادية للثورة فى نهاية المطاف.

وتشير نيوزويك إلى ما قاله كلا من روبرت مالى وحسين أغا فى دورية "نيويورك ريفيو أوف بوكس" فى سبتمبر الماضى من أن هناك نتائج عديدة محتملة بدءا من العودة إلى النظام القديم أو استيلاء الجيش على الحكم، ومن التشرذم والحرب الأهلية إلى زحف الأسلمة. وأضاف الكاتبان أن النتيجة التى يأملهاكثير من المراقبين فى الخارج، وهى انتصال الثوار الحقيقيين، لن تحدث بشكل شبه مؤكد. وبعبارة أخرى، فإن القوى التى تقع على مسئوليتها التاريخ المؤسف فى العالم العربى هى التى ستقرر مستقبله المؤسف.

لكن ديكى يعتقد أن الأمر الأكثر أهمية فيما يتعلق بالحركات الثورية فى العالم العربى هو أنها ممتدة لمدى وضعت فيه التاريخ جانبا سواء تاريخهم أو التاريخ الذى صنعه الأجانب لهم..فما الذى يمكن أن يفسر صمود المحتجين فى ميدان التحرير الذين عبر أغلبهم عن غضبه من تزوير الانتخابات التى كانوا يخشون التلاعب فى نتائجها، وكيف يمكن فهم تحمل سكان مدينة حمص السورية التى تظل محاصرة أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر؟فهل كانت هناك سابقة لمثل ما يحدث.

ومثلما يقول محلل الجزيرة مروان بشارة فى كتابه المقبل" العربى غير المرئى"، لم تظهر قوة العرب بهذا الشكل الإنسانى من قبل، ولم تكن هذه القوة بمثل هذا الإلهام والعزم الشديد مثلما كانت فى تونس، ولم تكن بمثل هذه الجراة مثلما هوالحال فى تونس أو بهذا التنوع الموجود فى اليمن والتواضع فى البحرين والشجاعة فى ليبيا وروح الدعابة فى مصر التى كانت كل نكتة فيها بمثابة ثورة صغيرة. فالعرب وبالأخص المصريين ثورييون بامتياز. والنكتة الأكبر هى تلك الحكمة التى تقول إن الماضى دائما ما يحدد المستقبل فى العالم العربى.

أما الأحزاب الدينية، تتابع المجلة، فل متعد تحت رحمة الأنظمة التى قمعتها من قبل، وسيتبلى هذه الأحزاب بشكل جيد على الأقل فى البداية مثلما هوالحال مع الإخوان المسلمين فى مصر.

وختمت المجلة تقريرها بالقول إن العصرالذى كان فيه الاستيلاء على الحكم ممكنا قد ولى، فهناك عدد كبير من الرجال والنساء الذين أصبح لديهم طرق كثيرة لجعل أصواتهم مسموعة سواء فى الشارع أو فى الفضاء الإلكترونى. ولم يعد من الممكن النظر إلى الوراء، فالمجتمعات التى كانت مغلقة من قبل أصبحت مفتوحة أو تنفتح، ولا يمكن العودة إلى الوراء وتاريخ العالم العربى الحديث قد بدأ لتوه.