بعد مرور دقائق على إصدار المجلس الأعلي للقوات المسلحة رسالته رقم 91 التى اعتذر فيها لسيدات مصر عن التجاوزات التى وقعت أخيرا، توالت ردود فعل غاضبة على هذه الرسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، امتدت للصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على "فيسبوك". الرسالة أبدى فيها المجلس العسكرى أسفه لما حدث من تجاوزات خلال الأحداث الأخيرة بمظاهرات مجلسي الشعب والوزراء، لكنها أشعلت الغضب أكثر بمسيرة السيدات التى توجهت لميدان التحرير منذ قليل، حيث قامت ناشطات بترديد الهتافات اللاذعة التى رددتها المشاركات فى المسيرة فور علمهن بمحتوى رسالة المجلس العسكرى وقمن بنشرها عبر حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعى. كانت الهتافات سلبية للغاية تهاجم المجلس العسكرى وتؤكد أن الرسالة لم تنجح فى امتصاص غضب السيدات بل أشعلته أكثر معلنين عن رفضهن للرسالة وما جاء بها. وانطلقت حملة إلكترونية عبر مواقع التواصل قادتها ناشطات أعلن خلالها فى رسالة موحدة عن رفضهن لأسف المجلس العسكرى لافتين النظر إلى أن الرسالة لم تحمل اعتذارًا واضحًا وصريحا وأن هناك فارقًا كبيرًا بين مجرد إبداء الأسف وبين الاعتذار والاعتراف بالخطأ. وأعلن عدد من النشطاء الشباب تضامنهم معهم فى حملتهم الغاضبة معلنين، أن ما حدث يتطلب أكثر من مجرد إبداء الأسف فى رسالة على الفيسبوك وكان من الأولى أن يتم الاعتذار رسميًا بشكل مباشر خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس، متهمين المجلس بإصدار تلك الرسالة تحت ضغط خروج السيدات فى مسيرتهن اليوم وأنه لم تكن هناك نية للاعتذار، مستنكرين عدم تقديم أى اعتذار فى المؤتمر بالأمس فى مقابل الاكتفاء بتوجيه التحية لجنود مصر الشرفاء. جدد النشطاء رجال وسيدات على مواقع التواصل الاجتماعى تأكيدهم على ضرورة محاسبة المسئولين عن أحداث مجلس الوزراء بما فيهم العسكريون معلنين أن الاعتذار الوحيد المقبول بالنسبة لهم هو تكوين هيئة قضائية مستقلة تقوم بالتحقيق فى تلك الأحداث وأن يتم إعلان نتائج تلك التحقيقات وأن تشمل الإدانة كل العسكريين المتورطين فى الاعتداء على المتظاهرين وسحل وضرب الفتيات. وقد طالت الانتقادات وردود الفعل الغاضبة الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، حيث اندفعت التعليقات على الرسالة والتى غلب عليها التعليقات الغاضبة والسلبية وتزايدت التعليقات المطالبة بسقوط حكم العسكر ورفض الرسالة وما فيها. منتقدين ما صدر من تصريحات لمسئولين عسكريين ومسئولين بالدولة اعتبروها شوهت صورة الثوار واتهمتهم بالبلطجة فى الأحداث الأخيرة، وأن مجرد إبداء الأسف لا يكفى، وحمل البعض المجلس العسكرى مسئولية تلك الأحداث وتشويه صورة الجيش المصرى فى عيون الشعب مطالبين بعودة الجيش لثكناته، مؤكدين أن تلك الرسالة لم تصدر إلا تحت ضغط خروج مسيرة السيدات اليوم. بينما اعتبر بعض أعضاء الصفحة أن الرسالة كافية معلنين عن تجديد ثقتهم فى الجيش المصرى، موجهين اتهاماتهم للفتيات التى شاركت فى تلك التظاهرات باعتبارهن مسئولات عما حدث لتورطهن فى تلك الاشتباكات.