أرتعش بداخلي بردٌ شديد ,أقسى من البرد الذي يجتاح بضع مساءات شتوية اجتاحها البرد كأقسى ما يكون.. يقولون أن الصقيع سيفاجيء الأماكن المستكينة في الفضاء, حيث لا سقف ولا أغطية وأنا أشعر بالصقيع يجتاحني فأتدثر وأوقد المدافيء كلها-بلا ائدة تذكر!! هي نوبة كآبة - عابرة كما أتمنى-تجتاحني كلما تأملت أحوال المقهورات في هذه الأرض نوبتي هذه اجتاحتني مع طقس بارد حدّ الثلج الذي غطى البلاد في زوبعة عابرة لكن البرد الذي غطى قلبي خلف جراحا وندوباً أضيفت لجراح كانت مغطاة بأتربة النسيان أكذب على نفسي كل مرة وأترك الأمور للزمن وأتركهن يفضفضن وأنا أواجههن بنصحهن بالصبر والتغيير للأفضل لكن الحال يسوء والضعف يستشري والجبروت يمتدّ !! فلا أعود أدري هل الصبر -فقط-حل ملائم؟؟ أم انني بنصحي هذا أضعف من اللازم؟؟ وأعلم أن غير ذلك سيكون من ورائه خراب بيوت لا تستطيع تيك الضعيفات القيام بشؤونها وحدهن في ظل مجتمع غير مترابط ولا مستقر ولا حتى ملتزم بأدبيات الدين الصحيح.. وأعلم عظم أجر الابتلاء لكني أستغرب هذا الكم من القهر في بعض بيوت من يدعون الالتزام أو الصلاح ..وحتى أكون صادقة فالأمر يبدو لي بلاء قد عمّ..!!.. أسرح بخيالي وأنا أحلم بالبيوت الدافئة التي يستيقظ اهلها بابتسامة وذكر ,حياتهم هناء في هناء وأحاديثهم يحليها الودّ والصفاء, حتى لو اجتاحتهم عواصف النوائب لظلت بيوتهم قائمة على المودة والمحبة والصبر..
ليتني أملك السلطة لأجبر بعض الرجال على اللطف, اللطف فقط!! لأقول له: إن المرأة في بيتك مهما كان مكانها -حين تفتقد ذلك الدفء ستتحول لشجرة عجفاء لن تظلك ولن تأتي لك بطيب الثمار يدهشني كيف تكون المرأة مع الرجل معجون ليِّن ,وإن كان هذا المعجون متحجراً صلبا فلا أشك ان السبب في ذلك رجل..قد يكون أباً أو أخاً أو مجتمعا قهرت فيه تلك الأنوثة والدفء التي كانت يوماً.. ويؤذيني كيف تعمد المرأة لقهر المرأة, كانها تنتقم لنفسها من بنت جنسها في دورة لا تتوقف بل تتفاقم ككرة الثلج لا يردعها إلا الدين , وأين الدين من واقع الكثيرات اليوم وأين فقه التعامل بالحسنى وعدم رد الصاع بعشرة لا بصاعين؟؟!! وكيف تعرف -هذه التي كانت ضعيفة مستضعفة يوما ما- مداخل القهر لنفس أختها مستعملة سلطة -ما- لها على الرجل أيضا فيشتركان في جريمة بلا دماء على تلم التي من بنات جنسها-امرأة ايضاً.. كيف لهذا المخلوق الضعيف أن يستحيل زجاجا باردا أينما أصاب جرح؟؟!! حين تشتعل الغيرة أو الحقد أو الحسد في قلب هذه الضعيفة فتستحيل غولا أو سكينا يقطع ويقتل ويصيب بالأذى.. هذه المرأة حين تصل لنقطة الاستجداء من رزق الله الذي يتحكم به الزوج أو الأخ أو الأب وحين تصبح مرمى لركلات الترجيح وحين تغدو آلة تفريخ للنقود أو المال هذه المرأة التي ظلمتها أختها المرأة وذلك الرجل ألم اصرح لكم اني أشعر ,أشعر بالبرد , وبالشيخوخة التي حلت على سنواتي الثلاثينيّة فكأني عجوز قد انهكتها السنون!! فأنا أضعف مما ظننت لم أستطع أن أمسح دمعة أخت ولم أستطع أن أزيح طبقة الجليد المتراكم عن قلبها كأنها تنتظر كلمة طيبة-ليس مني بالتأكيد بعض مظاهر الدلال- لن تكسر هيبتك ولن تقسم ظهرك أنا لا أملك لها إلا المواساة أما أنت أيها الرجل المتغول في جبروت ذكورتك وسيادتك!! أرجوك لا تخف من أن تُشعر زوجك أو ابنتك أو أختك بالحنان أغدقه عليها بلا حساب وانتظر فهي لن تفسد بكلمة طيبة او بمديح لا تقارنها لا تهنها لا تذلها بلقيمات تجدها في بيتك فهي حارسته يوم أن غبت وهي حاضنة الأولاد وخادمة الليل والنهار وعروس الأمس أو ابنة الأمس - سيان - أستحلفك أن تقوم أعوجاجها باللين لا تقومها بعنف لتنكسر بين يديك فهي لاتملك إلا صوتها الذي يعلو ويعلو ثم يخمد كما علا, يدها التي تحركها في الهواء, دمعتها السخية التي هي علامة ضعفها(وإن كانت أيضا سلاحا تجيد فئة منهن استخدامه متى وكيف وأنى شاءت!!) لست ضد أن توجّه, أن تؤنّب , أن تعاقب -إن لزم الأمر-لكن بحكمة بحب..برحمة فرق شديد بين من يسخر من زوجته ليلا نهارا بغية إصلاح عيب ما , ومن يوجهها بذكاء ولطف ومودة لتصبح كما يريد دون إجحاف ولا إرهاب.. ولكن إحقاقا للعدل أقول أن هناك نساء فيهن بلادة , أو خبث أو غير ذلك وأولئك لسن هن من أقصد بحديثي وهن-بحمد الله- قلة بجانب الغالب من طبع المرأة-وإن كانت بعض المعادن تظهر بأدنى احتكاك إلا أن بعضها يحتاج زمنا لتنقيته من الشوائب وأجود المعادن الذهب يخلطونه بالنحاس ليصبح لينا مطواعا ما بالكم بهذه الكائنة الزجاجية التي بين ايديكم لذا لربما احتاج أن تطمئن المرأة إلى لطف الرجل زمنا طويلا حتى تكشف له عن تلك الثمرة الحلوة التي بداخلها لذا أرجوكم إن علمتموهن قواريرا فالتزموا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رفقا بالقوارير"