ليلة دامية قضتها «التحرير» أمس وسط المتظاهرين فى ميدان التحرير، كر وفر بين المتظاهرين ورجال الأمن المركزي، ففي منتصف الليل زادت أعداد المعتصمين بالميدان مرددين هتافات «الشعب يريد إسقاط المشير». وعلى جانب آخر اصطف آلاف المتظاهرين بإمداد شارع محمد محمود مرددين هتافات ضد الداخلية ومنصور عيسوي، حينما شعر جنود الأمن المركزي المرابطين أمام مبنى وزارة الداخلية بتقدم المتظاهرين نحو الوزارة، قاموا بضربة استباقية وقذفوا المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع، ورد عليهم المتظاهرين برشقهم بالحجارة. وعلى غرار ما يحدث في شارع محمد محمود، نفس السيناريو يتكرر في شارع باب اللوق حيث يحتشد آلاف المتظاهرين بإمداد الشارع متصدين لقوات الشرطة التي تحاول إقتحام الميدان -على حد وصفهم- ويتبادل كل منهما إلقاء القنابل المسيلة للدموع والحجارة والمولوتوف على الطرف الآخر. ومن جانبها، لم تتوقف سيارات الإسعاف عن العمل ونقل المصابين من شارع محمد محمود وباب اللوق وميدان التحرير إلى المستشفى الميداني بمسجد عمر مكرم، وفي الساعة الثالثة من فجر الأثنين سمع المتظاهرون صوت الشيخ «مظهر شاهين» خطيب الثورة يتحدث إليهم من خلال مسجد عمر مكرم، ويطالبهم بضبط النفس والإلتزام بالميدان والتحلى بروح 25 يناير، وعمل لجان شعبية لحماية الميدان من البلطجية وعدم التقدم والإندفاع إلى شارع محمد محمود المؤدى إلى وزراة الداخليه، منوها على أن الداخلية سوف تلتزم أماكنها أمام الوزارة ولن تهاجم الميدان بناء على اتفاق تم بينه ومعه الدكتور «احمد دراج» وبين أحد المسئولين بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وممثل عن الحكومة. وقبل آذان فجر الأثنين بدقائق توجه الشيخ «مظهر شاهين»، والدكتور «أحمد دراج» ومعهم 3 من شباب المعتصمين إلى مبنى وزارة الداخلية؛ لإخطارهم بما تم التفاوض عليه وهو أن تلتزم الداخلية بتأمين وزراتهم ويلتزم المتظاهرين بالميدان وتأمينه من البلطجية، وما هى إلا لحظات فعند خروج الشيخ مظهر والدكتور دراج من مبنى الداخلية للتحدث للمتظاهرين الذين رفضوا كلامة وقابلوه بالتهكم والسخرية، ولم يستجيبوا إليهم وتطور الأمر إلى إلقاء الحجارة عليهم حتى لا يسمع إليهم أحد. وبعيدا عن احداث الميدان الملتهبة تستطيع أن تشاهد أروع مافي الميدان حين ترى فتاة لا تتعدى الثلاثين ربيعا تستقل «تروسكل» يقوده سائق وبه بعض الأدوية والإسعافات الأوليه تسخدمها الفتاة لإسعاف المصابين وهى تردد «وسع.. وسع.. وخلى بالك من نفسك». وعلى جانب آخر، ترى بعض المتظاهرين يدخلون في هدنة من تلقاء أنفسهم يلتقطون فيها أنفاسهم ويعيدون ترتيب أوضاعهم؛ فبعضهم يأخد قسطا من الراحة وينام بعض الوقت داخل الصينيه دون غطاء، والبعض الآخر يتواصل مع المتظاهرين عن طريق مواقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك وتويتر»، وبعضهم «قرصه» الجوع فذهب لتناول طبق كشري وكوب من الشاى السخن، وبعضهم هرب من الأحداث المؤلمه بالترويح عن أنفسهم بلعب «بلاى ستيشن والسلم والثعبان»، كما تلاحظ تواجد بعض شباب الأخوان والسلفيين واليبراليين واليساريين وحتى الذين لا ينتمون إلى أي حركة أو حزب مرابطون جميعهم في الميدان ، حتى «الحرامية» لم يخلو منهم الميدان حيث إستطاع شباب المتظاهرين إلقاء القبض على 3 حرامية كانوا يسرقون مبنى الجامعة الأمريكية، فأوسعوهم ضربا وتم تسليمهم لأقرب قسم شرطة، وجاءت أحدى المرشحات «فلول» بسيارتها ومعها زوجها لعمل دعاية إنتخابية داخل الميدان، لكن المتظاهرين تصدوا لها ولم يدعوها تمر، وقاموا بطردها من الميدان