حتى الكوخ احترق

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : محمد الطيارة | المصدر : www.altanmiya.org

 
الكوخ المحترق
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر
 فأغرقتها..  ونجا بعض الركاب..
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به
حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة.
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط
 أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه
و طلب من لله المعونة والمساعدة و سأله
 أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها
 من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب، و يشرب
 من جدول مياه قريب و ينام فى كوخ صغير
 بناه من أعواد الشجر ليحتمى
فيه من برد الليل و حر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا
 ريثما ينضج طعامه الموضوع على
بعض أعواد الخشب المتقدة.
 و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار
 التهمت كل ماحولها.
فأخذ يصرخ:
"لماذا يا رب؟
حتى الكوخ احترق، لم يعد
 يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا
و أنا غريب فى هذا المكان، والآن أيضاً يحترق
الكوخ الذى أنام فيه..
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!!"
و نام الرجل من الحزن و هو جوعان، و لكن
فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره..
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة
 و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة
 أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه
فأجابوه:
"لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ" !!!
فسبحان من علِم بحاله ورأ مكانه..
سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم..
*إذا ساءت ظروفك فلا تخف..
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة
في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به..
و عندما يحترق كوخك..
اعلم أن الله يسعى لانقاذك..