زواج .. بدون شبكة!

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : زائر الفجر | المصدر : forum.al-wlid.com

 


الكاتب : القاهرة/ الإسلام اليوم | القسم : أزواج

مع القفزات المتوالية في أسعار الذهب في الأسواق العربية، والتي وصلت إلى 320 جنيهًا (53 دولارًا) لعيار 21، أطلق مجموعة من الشباب المصري صفحة جديدة على فيس بوك باسم "مش معايا غير دبلتين.. تتجوزيني!؟" لتأسيس حملة قوميَّة لإلغاء الشبكة.ويحاول مؤسسو الصفحة، التي نجحت في جذب أكثر من 10.000 مشترك خلال ساعات محدودة، التصدي لتشدد الأهالي في الطلبات الماديَّة، والتي بلغت حدًّا مبالغًا فيه، بما أدى لرفع سنّ الزواج بين المصريين، حيث رصدت آخر الإحصائيات الرسميَّة، التي يرجع تاريخها إلى 2006، أن 1.044 مليون شاب وفتاة، فوق سن الثلاثين لم يسبق لهم الزواج، بنسبة 3.9% من السكان.ويدعو الشباب والفتيات الذين تبنوا فكرة الصفحة إلى جعل الشبكة قيمة رمزيَّة، بقصرها على الدبل، في محاولة لخفض تكاليف الزواج غير الأساسيَّة، والتي تشمل الشبكة المكلّفة، وتكاليف حفل الزفاف، حيث يصل إيجار القاعة في فنادق الخمس نجوم إلى 20 ألف جنيه (3355 دولارًا) لحضور 100 فرد فقط، بينما تبلغ الأسعار في القاعات المتوسطة إلى 5 آلاف جنيه (838 دولارًا).وذكر المؤسسون في التعريف بصفحتهم: "نظرًا للارتفاع الشديد في أسعار الذهب، والانخفاض الشديد لقيمة الجنيه وغلاء الأسعار وتشدد الأهالي في مطالبهم قرَّر مجموعة من الشباب والشابات أخذ هذه المبادرة على عاتقهم وتبني فكرة إلغاء الشبكة أو جعلها قيمة رمزيَّة"، وتصل أسعار الشبكة في مصر حاليًا إلى ما بين 10 آلاف (1677 دولارًا) و50 ألف جنيه (8389 دولارًا)، بحسب الطبقة الاجتماعيَّة التي تنتمي إليها أسرتا العروسين.وتشمل تكاليف الزواج توفير السكن المناسب، والذي ارتفعت أسعاره بشدة، سواء للتمليك أو الإيجار، فضلا عن الأثاث، الذي وصلت أقل أسعاره إلى 20 ألف جنيه (3355 دولارًا).وتؤكد دراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء المصري ، بعنوان: "تأخر سن الزواج: هل أصبح مشكلة تبحث عن حل؟"، أن مصاريف الزواج تعدّ أهم الأمور التي تشكل عقبة أمام استكمال الزواج أو تأخيره في رأى الشباب، يليها تدبير الشقة، ثم عدم وجود فرصة عمل مناسبة.مسألة شكليَّةويرى البعض أن "الشبكة"، مسألة شكليَّة من وجهة نظره, ويمكن شراء أجهزة كهربائيَّة بثمنها، لأنه يمكن الاستغناء عن الذهب لكن لا يمكن فرش شقة عروس
بدون بوتاجاز وثلاجة وغسالة وتليفزيون.وفي ذلك، تقول منى محمود ، إحدى المقبلات على الزواج: لقد تقدم لي عريس على خلق ومن أسرة طيبة، لكنه اشترط عدم شراء شبكة في ظل ارتفاع أسعارها، ورغم موافقتي إلا أن والدتي رفضت بحجة أن الشبكة نتباهى بها في الحي أمام الجيران، لكن بعد نقاش طويل وافقت وتمت الخطبة، والآن نعد للزواج، والحمد لله أرى فيه كل ما أتمناه ولن تكون الشبكة عائقًا أمام تكوين أسرة سعيدة.ويرى فريق آخر أن للشبكة أهميةً كبرى بعد الزواج، إذ أنه يمكن بيعها والاستفادة من ثمنها في تكوين حياة أفضل للزوجين، وعن ذلك تقول شيماء مهندسة وأم لطفلة: بعد زواجنا بعامين تقريبًا ومع ازدحام الشوارع في المنطقة التي كنا نسكن بها، لجأنا إلى بيع الشبكة وبثمنها اشترينا "شقة" في منطقة أفضل، وبهذا كانت للشبكة دور في أن ننتقل إلى مكان وحياة أفضل.المعدن الحقيقي في العشرةوتطالب الخبيرة الاجتماعيَّة نجلاء محفوظ، المقبلين على الزواج باعتبار الذهب الحقيقي في الِعشرة والاحترام المتبادل، وليس في المعدن وارتدائه، وعلى الجميع أن يعي أن الزواج كقيمة ورباط مقدس أهم بكثير من مجرد دبلة أو شبكة، فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم زوَّج أحد الصحابة بجزء من القرآن، للدلالة على أن هذا الرباط يستمد قوته من الله عز وجل.وتستغرب محفوظ من أنها يأتي إليها يوميًّا، بنات يسألنها هل يوافقن على الزواج بدون شبكة، ودائمًا ما تجيب بالإيجاب، وترى أن الأمر لا يستحق السؤال، وعلى الناس ألا تتباهى بالشبكة بل بحسن الخلق، على البنت أن تختار أبًا لأولادها وليس فقط مجرد رجل يلبسها الزينة، وربما يكون عديم الأخلاق، وتتساءل، بماذا سينفعها الذهب وقتها؟وعن البنت التي تخطت سنّ الزواج فتقول لها محفوظ: أحترم ألمك، وأشعر بك جيدًا، وأتمنى لك الزواج بأسرع وقت، وإلى أن يحدث هذا أرجو أن تهتمي بشغل أوقاتك بصورة ذكيَّة وإيجابيَّة، وأن تحمي نفسك من الوقوع في الخطأ الشائع بتعطيل الحياة، والامتناع عن المباهج المشروعة حتى يأتي الزواج، ففي هذا سرقة بشعة للعمر، والسماح لروح الكآبة بالزحف على النفس وتكديرها، وزيادة فرص التعرض للأمراض النفسيَّة والجسديَّة، وانسحاب روح الشباب والأنوثة بداخلك، مما يدفع راغبي الزواج بالابتعاد عنك، مع ضرورة مراجعة أفكارك وسلوكك مع الرجال، فقد تجدين فيها بعض ما يدفعهم بعيدًا عن الزواج منك مثل المبالغة إما في البهرجة في الزي أو ارتداء الألوان الكئيبة.