"الخبز العربي" يباع في إيطاليا سرا!!

الناقل : elmasry | المصدر : www.farfesh.com

"الخبز العربي" يباع في إيطاليا سرا!!
 

نجحت مغربيات مهاجرات في بعض مناطق ايطاليا في ايجاد خبز رخيص الثمن يبتاعه الإيطاليون عوضا عن نوعيات الخبز التي تستهلك ميزانية متوسطي الدخل.

 

ويطلق الإعلام الايطالي عليهن، بحسب ما جاء في العربية، اسم "نساء الخبز" حيث يقمن بانتاج خبز "سري" رخيص الثمن في أفران تقليدية عادية جلبنها من وطنهن، ويقمن بتوزيعه في الشوارع أو من بيوتهن مباشرة بشكل محظور قانونا، بربع ثمن الخبز الرومي الذي يأكله الايطاليون، ومقداره 4 "يورو" للكيلو جرام الواحد.

وبسبب هذا الانخفاض الكبير في سعر الرغيف الذي يسمى في ايطاليا "الخبز العربي" وجودته لجأ مشروع "البوابة" الايطالي إلى فكرة توسيعه وايجاد مخرج قانوني له وطلب تمويله من الاتحاد الأوروبي. وتدر مشاريع الخبز في إيطاليا أرباحا جيدة، لأن ثمنه مرتفع جدا، فغالبية الأسر متوسطة الدخل تلجأ إلى الأسواق الأرخص لاقتناء خبز بمبلغ يعادل 2 يورو للكيلو جرام، باعتباره الأرخص بين كل أنواع الخبز المتوفرة، فيما يقصد الباحثون عن جودة عالية مخابز تبيع انتاجها بحوالي 4 يورو للكيلو الواحد.

وفي ظل ارتفاع أسعار الخبز المستمر نتيجة أزمة البترول وارتفاع أسعار المحروقات يوميا، بدأت بعض الأسر الايطالية تحبذ اعداد المخابز في المنازل بقصد الادخار، وهذا ما فعلته أيضا الكثير من الأسر المغربية المهاجرة التي تعد خبزها بنفسها في أفران تقليدية الصنع جلبتها معها في رحلات العطلة السنوية إلى أرض الوطن.

مغربيات يكسرن أزمة الخبز

وقامت نساء قادمات من المغرب مع أزواجهن بالدخول إلى سوق صناعة الخبز كحرفة تدر دخلا على أسرهن تساعدهن في مواجهة تكاليف المعيشة العالية في إيطاليا، لا سيما أن جزءا مهما من تلك التكاليف يذهب لمشتريات الخبز.

نساء الخبز المغربيات يظهرن أكثر في مدن الشمال الإيطالي، حيث يصنعن الخبز في بيوتهن ويقمن ببيعه للمستهلكين الذين أثقل ميزانياتهم "الخبز الرومي" الذي تشتهر به ايطاليا. ويطلق الايطاليون على خبز المغربيات اسم "إلباني آريو"" أي الخبز العربي. هكذا يسمونه هنا، وعندما يتذوقون شيئا من الخبز المغربي تهديه إليهم...يقولون لك: إنه لذيذ وجيد، ألذ وأجود من الخبز الإيطالي. في ساحة "بورطا بلاتسو" بمدينة طورينو، (حيث يباع كل شيء، حتى الممنوعات) فإنك تعثر على "نساء الخبز" المغربيات للاتي يبعن خبزهن لمن يسأل عنه. وبطبيعة الحال بشكل سري ومخالف للقانون. وهذه الصنعة ليست بالأمر السهل، مادامت الممتهنة لهذا النشاط تزاوج بين جهدين: صنع الخبز في البيت أولا ثم المغامرة ببيعه.

نشطاء ايطاليون يسوقون المشروع

 

صحتين يا عمي..

وهناك من تنجح في الترويج لسلعتها وهي في البيت، فتكسب الزبون تلو الآخر، ويتعود هذا وذاك على تقديم طلباته المتكررة عندباب البيت أو لدى الزوج كلما احتاج خبزا. ذا النشاط - الذي خلقته مهاجرات مغربيات في بيئة تجاوزت الطرق التقليدية في صنع الخبز وتجاوزت نساؤها صرف وقتهن في دلك العجين وطهيه – أثار الانتباه وجعل فئة من النشطاء الإيطاليين هنا يفكرون في استقطاب الفكرة وتوظيفها في مشروع يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلجأ إليه.

وكتبت مؤخرا جريدة إيطالية تعنى بشؤون المهاجرين وقضاياهم عن نساء الخبز، فقالت إنهن مقبلات على أفق وأمل جديد يفتحه عليهن مشروع ما يسمى "البوابة"، يستقطب الأنشطة المحظورة قانونا وتصريفها عبر قنوات قانونية. ويهدف مشروع "البوابة" إلى تحسين ظروف العيش والعمل بحي "بورطا بلاتسو". ولتحقيق هذا الهدف، كان أصحابه قد تقدموا للاتحاد الأوروبي بطلب دعم تمويلي باسم مدينة "طورينو" مقداره 5 مليارات ليرة إيطالية.

ووفقا لبرنامج المشروع الخاص بنساء الخبز، فإن هؤلاء خضعن في مدينة طورينو لحصص تدريبية تصل مدتها الزمنية إلى مائتي ساعة يتعلمن فيها قواعد الشروط الصحية والمحاسبة والترويج. وفي النهاية يكون الغرض هو تأهيل هذا النشاط وإخراجه من شكله غير القانوني إلى ضوء القانون وذلك بمساعدة هؤلاء النسوة على استئجار فرن عمومي يتسع لنشاطهن وينظمه. وفي ظل تصاعد الغلاء في ثمن الخبز ما يزال نساء الخبز يزداد عددهن يوما بعد يوم.