السعوديون يبايعون ولي العهد وناشطون يطالبونه بالإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : الرياض- وكالات: | المصدر : classic.akhbarak.net



بدأ السعوديون بعد ظهر اليوم السبت مبايعة ولي العهد الجديد الأمير نايف بن عبد العزيز إثر تعيينه خلفا لشقيقه الأمير سلطان الخميس في حين ناشده ناشطون إطلاق سراح “آلاف المعتقلين” لأسباب سياسية.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن مبايعة المواطنين لولي العهد ستبدأ بعد الظهر في قصر الحكم في الرياض. وأضافت أن المبايعة في المحافظات ستكون أمام أمراء المناطق غدا الأحد.
وقد عين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ليل الخميس الجمعة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز ولي عهد جديدا في المملكة الغنية بالنفط. وأفاد الديوان الملكي في بيان أن الملك “قرر بعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة وبعد إبلاغ رئيسها وأعضائها اختيار الأمير نايف وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية”. وعبرت الأوساط الإعلامية عن ترحيبها بتعيين ولي العهد (77 عاما) مشيدة بصفات “رجل الدولة صاحب العزم والحزم”.
وإذا لم يكن تعيين الأمير نايف موضع خلاف داخل العائلة المالكة، إلا أنه يثير مخاوف الأوساط الليبرالية التي أصدرت بيانا غداة تعيينه وليا للعهد يطالبه بإطلاق سراح “آلاف المعتقلين لأسباب سياسية” ورفع المنع المفروض على سفر بعض الناشطين “دون وجه حق”. ويشرف الأمير نايف وزير الداخلية منذ 1975، بنجاح على محاربة القاعدة وكل شكل آخر من الاحتجاجات. واعتبر الموقعون على بيان، وعددهم 91 ناشطا يمثلون مختلف التيارات بينهم عدد كبير من النساء، مسالة المعتقلين بأنها “القضية الكبرى التي تؤرق جمعا كبيرا من المواطنين وكافة الهيئات والمؤسسات والأفراد المعنيين بحقوق الإنسان”.
وكانت جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم) التي أسسها 11 ناشطا حقوقيا وأكاديميا عام 2009 أعلنت سابقا أن السلطات “تحتجز دون محاكمة آلاف السجناء لأسباب سياسية”. وطالب الموقعون بـ”الإفراج عن المتهمين في قضايا الرأي ومن سجنوا دون مسوغ شرعي أو قانوني ورفع حظر السفر عمن طالهم المنع دون وجه حق”.
وخاطب البيان الأمير نايف الذي احتفظ بحقيبة الداخلية “لعل خير ما تستهلون به مسؤوليتكم الجديدة يا صاحب السمو هو إنهاء معاناة ذوي المعتقلين وجمع شملهم بهم مما يبهج فرحتهم ويطوي صفحة بؤسهم ويقفل هذه الملفات جميعا”. وتابع أن “خطوة من هذا القبيل ستفتح صفحة جديدة تواكب تطلعات الشعب في الإنجازات المتوخاة”.
ويحتفظ الأمير نايف بوزارة الداخلية منذ أكثر من 35 عاما ويعتبره السعوديون الشخص الأكثر كفاءة في محاربة القاعدة، كما أنه قادر على قمع أي حركة معارضة أخرى. وأدت الحملات الأمنية إلى فرار قادة التنظيم وعناصره باتجاه اليمن حيث اتحدوا مع الفرع المحلي تحت مسمى “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” التي تشكل تهديدا للمصالح السعودية. كما حلت أجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة أسامة بن لادن. وتم تكليف نجله الأمير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتأهيل المتطرفين العائدين من جوانتانامو، وقد تعرض في أغسطس 2009 لمحاولة اغتيال نفذها أحد عناصر القاعدة قادما من اليمن.
ويؤكد عدد كبير من السعوديين اطمئنانهم تجاه استلام الأمير نايف زمام الأمور بسبب قدرته على الإمساك بالملف بشكل جيد. وفي الأشهر المنصرمة، حرصت أجهزة وزارة الداخلية على عدم انطلاق تظاهرات مماثلة لما يجري في بعض البلدان العربية. وتقدم الأمير نايف بالشكر علنا للسعوديين نظرا لعدم تجاوبهم مع دعوات للتظاهر أطلقها ناشطون محليون.