السؤال أعاني من مشكلة منذ بضعة أشهر، وقد أتعبني التفكير فيها، ولم أجد لها حلا، وقد قمت بطرح الأمر عليكم منذ أسبوعين ولم أجد الجواب بعد إلا أن أموراً جديدة طرأت على حالتي، المشكلة أنني عندما أصاب بتوتر أو خوف أو قلق فإن بطني تؤلمني وتبدأ بالانتفاخ أي أنني أشعر أحيانا بأنني سأحدث في أي لحظة ولأقل حركة، وقد تفاقمت حالتي قبل ثلاثة أشهر حتى أصبحت أتوضأ عدة مرات لكي أتم الفريضة ونوافلها في بعض الأحيان، ثم بدأت أقرأ الفتاوى فعلمت أحكام المصاب بانفلات الريح، وعندما قررت أنني ممن يدخلون في هذا الحكم تغيرت حالتي وتحسنت، فأصبحت أستطيع أحيانا أداء الفريضة بكل نوافلها بوضوء واحد، وأحيانا لا أستطيع أن أتم الوضوء نفسه، فلم أعلم ما إذا كنت لا أزال ضمن من يدخلون في حكم المصابين بانفلات الريح أم لا؟ فطرحت عليكم السؤال هنا وقبل أن يصلني الرد تغيرت حالتي مجددا، ولا أعرف إذا كان هذا التحسن من محاولات العلاج التي أقوم بها أم من ذهاب القلق عني واستقراري النفسي، إذ إنني كنت أشعر بالتوتر بعد الوضوء مباشرة لمحاولتي الحفاظ على الوضوء إلا أنني أقنعت نفسي أن لا بأس في إعادة الوضوء، إذ إنني في البيت والحمام قريب مني، وهذا الأمر أذهب عني كثيرا من التوتر، فأصبحت أصلي معظم الصلوات بوضوء واحد ونادرا ما أعيد الوضوء إلا أن المشكلة أنني بإذن الله سأذهب لأداء العمرة في رمضان، وأنا قلقة جدا من عدم مقدرتي على المحافظة على الوضوء طوال الطواف، إذ إن القلق يزيد حالتي سوءا، فأكون قلقة من بعد الحمامات في الحرم، ومن الحرج الذي سيصيبني عندما أطلب من أهلي كل فترة أن أذهب لأتوضأ، فلقد ذهبت إلى الحرم المدني قبل شهر تقريبا، وكان الأمر صعبا علي، إذ إنني كنت أتوضأ بعد دخول الوقت ولا أجلس مخافة أن أحدث، وعندما يصلي الإمام يكون جزء من تفكيري هو التمني بأن ينتهي الإمام سريعا، وإذا ركع أتمنى أن يرفع سريعا وتمر بي الصلاة بهذه الطريقة، ولا شك أنه في الحرم المكي سيكون الأمر أصعب، إذ إنني أرغب أيضا في أن أصلي التراويح هناك، وقد قررت أن أحاول أخذ بعض الحبوب قبل العمرة وأن أبذل جهدي لكني لا أعرف بالضبط ما الحكم إذا أحدثت في الطواف، وهل يجب أن أعيد الوضوء والطواف من البداية؟ أم أنني في تلك اللحظة أكون من المعذورين؟ أفتوني رجاء، فإن هذا الأمر مهم جدا جزاكم الله خيرا. الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالظاهر أن ما تعانين منه إنما هو محض وسوسة، فإن كان كذلك فألقي عنك هذه الوساوس، وأقنعي نفسك أنك بخير وأنك طبيعية ولا تعانين من أي اضطرابات، وحينئذ ستؤدين عباداتك على الوجه المطلوب من غير كلفة ولا مشقة، ثم إن كان اقتناعك بأن الأمر يسير يزيل عنك هذه الاضطرابات، فاعلمي أن الأمر يسير جدا والحمد لله، فإن خروج الريح لا يوجب الاستنجاء ومن ثم فلا يلزمك الذهاب إلى الحمامات، ويمكنك الوضوء داخل المسجد إن تيسر، وإذا أحدثت في أثناء الطواف ثم توضأت فأكملي الطواف ولا يلزمك إعادة الطواف من أوله في قول كثير من العلماء، فإن زادت هذه الاضطرابات وعادت كما كانت بحيث لا تتحكمين في خروج الريح وكان زمن انقطاع خروجها لا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة أو كان زمن انقطاعها مضطربا بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى، فحكمك حكم صاحب السلس وهو معلوم لك، فبان لك بما ذكرنا أن الأمر يسير بحمد الله، وأن دين الله يسر لا عسر فيه. والله أعلم.